الموسيقى واحدة من الوسائل التي تثير الفرح والحزن لدى البشر/ pixabay

لماذا نسمع الموسيقى الحزينة؟

مصطفى شقيب *

قد تجعل الموسيقى حزينا ولكنك تستمتع بالاستمتاع إليها. إنها مفارقة أثارت فضول الباحثين منذ سنين.

بالنسبة للعلماء، تُعتبر الموسيقى كواحدة من الوسائل التي وُضعت رهن إشارة البشر قصد تدبير عواطفهم وأمزجتهم. فهي تزيد السعادة عندما يرقص الجميع في حفلة ما. وهي تثير المفاجأة والإثارة، أو على العكس، تسبّب الحزن عند الاستماع إلى موسيقى حزينة، أي موسيقى مع توافقات صغرى وإيقاع بطيء. علينا الحديث بالأحرى عن “موسيقى يعتبرها المستمع حزينة “، لأنّ الموسيقى لا عاطفة لها في حد ذاتها.

الموسيقى الحزينة: الألم الذي يجعلك سعيدا

بيّن الباحثان هينا-رييكا بيلتولا وتيوماس ايرولا في دراسة عليمة أنّ الموسيقى الحزينة تثير حقّا لدى المستمعين الأسى، والحزن والسوداوية. ويشعر بكلّ هذه الأحاسيس السلبيّة الأشخاص المعنيون. إنها “مفارقة المأساة “، حيث نجد الارتياح في الشعور بالحزن.

ومن جانبهما، يدلي فان دين تول وجان إدواردز أنّ الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يساعد على تجاوز حالة صعبة من خلال احتضان الحزن بدل البحث عن إنكاره. وهذا يماثل استراتيجية إدراكيّة قصد تجاوز هذه اللحظة السيّئة. وهذا ما يدعوه علماء النفس الألم التطهيري.


ومن وجهة نظر كيميائية عصبية، بيّن دافيد هورون، من جهته، أنّ الحدث الحزين يطلق البرولاكتين، وهو هرمون يسبّب إحساسا بالمواساة. وكون إحساسك عن طريق الموسيقى بحزن حقيقي، ولكنه مقطوع عن حدث صادم، من شأنه تفعيل دارة المواساة وبالتالي إيجاد بعض المتعة.

*كاتب في علم النفس
المغرب
المرجع: الموقع العلمي https://www.futura-sciences.com/sante/

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *