طريقة جديدة لمكافحة نقص النوم

مصطفى شقيب *

الحرمان المتكرر من النوم يؤثر على السلوك، وليس من النادر أن “يغفو” الأشخاص المعنيون خلال النهار.

عزل بعض أخصائي الأعصاب إنزيما يتدخل في الاضطرابات المعرفية الناتجة عن الحرمان من النوم.

الحرمان المطول من النوم له عواقب وخيمة: صعوبة التركيز والتذكر، أو صعوبات التعلم التي هي الآثار الأكثر شيوعا. عادة ما تكون عابرة، ولكنها تصبح معيقة عندما يكون الحرمان من النوم مزمنا.

قام تيد ابيل وزملاؤه من قسم علم الأحياء، بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، بتوضيح هذا الميكاميزم/ الآلية، فقد بينوا أن الفئران التي حرمت من النوم يظهر لديها زيادة في تركيز أنزيمPDE4 في الهيبوكامب، وهي منطقة من الدماغ أساسية للذاكرة والتعلم – بتزامن مع انخفاض في تركيز مادة AMPc ،ويتمثل دور هذه المادة في المحافظة على الارتباطات المتشابكة في الهيبوكامب ، وهي عملية ضرورية للتعلم.

ثم قام الباحثون باختبار الذاكرة السياقية لدى الفئران، تلك التي تتيح اكتساب المعلومات المكانية مجيبة عن أسئلة “أين؟ “متى؟ ” كيف؟”. فقد قاموا بتحريك الفئران إلى قفص جديد ذا حجم ورائحة مختلفة، ثم بعد بضع دقائق، أخضعوها لتفريغ ضوئي لإحداث الإجهاد، وأخيرا حرموها من النوم لمدة خمس ساعات.

وبعد بضع ساعات، أعطى الباحثون نصفها مادة مثبطة للأنزيم PDE4.فلاحظوا أن تلك التي تلقت العلاج استردت العجز المعرفي (من التوتر والجمود) الناجم عن الحرمان من النوم. وعلاوة على ذلك ، استرجعت التركيز العادي الجزيئي لمادةAMPc .

يعمل إذن مثبط إنزيم PDE4 على مجابهة التأثيرات على الذاكرة من جراء الحرمان من النوم.
وفقا للباحثين ، هذه الدائرة الجزيئية المسئولة جزئيا عن العجز المعرفي الناتج عن قلة النوم تقدم مسلكا لعلاج اضطرابات الذاكرة لدى المرضى الذين يعانون من نقص مزمن في النوم. وتعطي هذه الدراسة الأولى على الفئران نتائج مشجعة.


هل سيوفر هذا العلاج مسارا للتخفيف من الأرق؟ سيكون من السابق لأوانه ،بل من الخطأ تأكيده.بالفعل، وفقا لطبيبة الأعصاب إيزابيل أرنولف ، رئيسة وحدة اضطرابات النوم في المستشفى الشهير de la Pitié-Salpêtrière -فرنسا، يهتم الباحثون هنا بآثار الحرمان الإرادي من النوم على أشخاص عاديين ، وليس على المصابين بالأرق – أشخاص في حالة يقظة مفرطة.

ويتميز مجتمع الأفراد المصابين بمواصفات وأسلوب حياة محدد. الأشخاص الذين يعانون الحرمان المزمن من النوم هم في غالبيتهم مراهقون أو شبان بالغون يميلون لأنواع الترفيه الليلي (التلفزيون، ألعاب الفيديو، والمراسلة عبر الانترنيت، الخ.) بدلا من النوم ، بينما مصابو الأرق هم أشخاص يسعون للنوم دون التوصل إليه على نحو فعال.

* كاتب علمي ومترجم – المغرب

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *