مضار ومخاطر الإصابة بحساسية القمح “الغلوتين”

آفاق علمية وتربوية – يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه بعض الأغذية والتي تتسبب لهم بمتاعب صحية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، ومن تلك الأطعمة التي يعاني منها بعض الأشخاص هي القمح أو الغلوتين Gluten، حيث تبين أن من يعانون من حساسية القمح تحدث لديهم أعراض مرضية يصعب تفسيرها في البداية، إذ أن معرفة أن الشخص مصاب بحساسية القمح أمرا صعبا جدا.

ويبين خبراء الصحة والتغذية أن المصابين بحساسية القمح او السيليلك او حساسية الغلوتين يجب ان يتوقفوا تماما عن تناول كافة الأطعمة والأغذية التي يدخل القمح في تكوينها كالخبر والمعكرونة والحلويات والبيتزا …. الخ .

الدراسات الطبية بينت أن حساسية القمح تتسبب في حدوث التهابا في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي بدوره إلى نقص التغذية بسبب انخفاض تشكل النتواءات المعوية المسؤولة عن امتصاص المغذيات، الأمر الذي يفرض على الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض إتباع نظام حمية غذائية صارمة مدى الحياة.

ونظرا لزيادة الوعي بين الناس حول مخاطر عدم إتباع الحمية لدي المصابين بمرض حساسية القمح فقد انتشرت المنتجات في أغلب متاجر بيع الأطعمة، وهو ما يراه الكثير من خبراء التغذية بأنه دليل واضح على الوعي بخطورة هذا المرض، ومن بينهم أخصائية حساسية القمح بيانكا مورير من الجمعية الألمانية لمرض السيليلك. لكن ما يقلق مورير هو أن الأطعمة الخالية من الغلوتين أصبحت موضة تزايد انتشارها بوضوح في الولايات المتحدة الأمريكية بدون مبرر لاستخدام هذه الأطعمة.

يشار هنا الى ان الأطعمة الخالية من الغلوتين لا تحمل أي فوائد صحية بالنسبة للأصحاء، كما أنها لا تساعد على تخفيف الوزن، بل حتى إن تناولها قد يؤدي إلى زياة الوزن حسب مورير، فالأطعمة الخالية من الغلوتين تحتوي عادة على كمية أقل من الألياف ما يجعلها جافة، ويتم تعويض ذلك بكميات عالية من السكر والدهون.

مضار ومخاطر صحية

يؤكد خبراء التغذية على خطورة عدم اتباع نظام الحمية من القمح من قبل الأشخاص المصابين بحساسية القمح او حساسية الغلوتين او حساسية السيليلك، فتناول ثمن غرام من الطحين قد يعرض المصابين لمشاكل هضمية.

الدراسات أظهرت أن مرض حساسية القمح قد يسبب آلاما في المفاصل والعظام أو قد يتمثل بنقص شديد في نسبة الحديد في الدم ومن الممكن أن يصاحب هذا المرض حالات من التعب والإرهاق الدائم ومشاكل في التركيز، بل قد يكون السبب في جفاف البشرة أيضا.

هذا وتشير الدراسات ان عدد المصابين بمرض حساسية القمح في المانيا يبلغون نحو 1 بالمائة من عدد السكان.

يذكر انه بعد تشخيص الإصابة بالمرض وإتباع نظام الحمية من القمح فان المشاكل الهضمية قد تحتاج إلى بضعة أيام او حتى أسابيع للتخلص منها ، وتبين مورير ذلك بالقول “تجديد الأمعاء بشكل تام يتم في غضون ستة أشهر وقد يستغرق ذلك عاما كاملا”، وخلال هذه الفترة يتوجب على المريض عدم تناول الأدوية والابتعاد عن إتباع نظام حمية غذائية ثابت، خوفا من إمكانية الإصابة بأمراض محتملة.


يذكر أن تشخيص الإصابة بحساسية القمح او الغلوتين تستلزم إجراء عملية تنظير للمعدة وانتزاع خزعة من الأمعاء الدقيقة لفحصها، أما الغلوتين فهو مركب بروتيني عبارة عن خليط من مادتي الغلوتنين والغليادين، وهذه المادة تشكل 80 % من البروتين المحتوى في بذرة القمح ويتواجد الجلوتين بنسب معينة في دقيق القمح.

للتعرف على مرض حساسية القمح، شاهد المقطع المصور التالي من إنتاج قناة العربية

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *