لسبب تافه وبسيط جدا، ضربته امه ضربا مبرحا !! فقال لها باكيا: لم اخطئ يا أمي.. فتشي عن الخطأ.. فقد يكون فيك !!
كثير من الامهات لا يجدن اسهل من الضرب للنهي والمنع والعقاب وقد يتعرض الطفل في حالات الضرب المبرح الى اضرار جسمية ونفسية كالخجل والانطواء وفقد السمع او البصر والاصابة بجروح او كسور وهذا يتنافى مع طبيعة الام وما تتصف به من حنان فطري خصها الله به، فقسوتها الشديدة على طفلها يعد مؤشراً على انها مصابة باضطراب عصبي او ازمة نفسية والا فلا مبرر لمثل هذا السلوك مهما ارتكب الطفل من حماقات، ولهذا ينبغي معالجتها والا فهي خطر على أطفالها وأسرتها.
يقول الدكتور «فنسنت فونتانا» مدير مركز طبي للطفولة في ان «الامهات اللواتي يضربن أطفالهن بقسوة بالغة، انما يعبرن بهذا السلوك عن حاجتهن الى المساعدة بسبب ازمة نفسية، فالضرب هنا بمثابة استغاثة.
ويعتبر بعض علماء النفس هذه الحالة تنفيسا لغضب الام على الصغير الذي يكون ضحية سلوكها غير الطبيعي لأنه من المستحيل ان تؤذي ام طفلها ما لم تكن تعانى من شىء اعماقها عجزت عن تجاوزه، ومن المفارقات انها تصب غضبها على طفلها الذي هو اعز الناس الى قلبها وتضربه لانه اقربهم واكثرهم التصاقا بها ومضايقة لها ببكائه وشقاوته.
ويذكر بعض المختصين في هذا المجال ان 50% من اصابات الاطفال بالصم تكون نتيجة ممارسات قاسية من قبل بعض الامهات كصفعات على الوجه او لكمات على الرأس.
احدى الامهات المريضات نفسيا عاقبت طفلها الصغير بكي يده لانه فتح الثلاجة دون اذنها فتوقف نموه لسنوات وبعد الفحوصات تبين ان القسوة الشديدة اصابته بصدمة عصبية اوقفت افراز هرمونات النمو عنده، ولما نقل الى احدى دور الرعاية وتلقى علاجا نفسيا من أم بديلة غمرته بحنانها وعطفها لمدة سنتين عاد افراز هرموناته بنشاط.
ومن أسباب ضرب بعض الامهات لاطفالهن بقسوة:
يحدث الضرب غالبا في الاسر الفقيرة والمتعددة الاطفال اكثر من 4 اطفال.
السفر الطويل للزوج او مرضه او كونه عاطلا عن العمل او هجرانه لزوجته وسوء سلوكه.
تعرض الام العاملة الى ضغوط قاسية فتأتي الى البيت عصبية لتسقط غضبها على الطفل المسكين بدلا من صاحب العمل الذي لا تستطيع مواجهته.
توتر اعصاب الأم بسبب الجهد العضلي والارهاق الذهني.
ولا يتم علاج الأم القاسية الا بمعرفة المشكلة وتحديدها لتحسين الوضع الاقتصاديللأسرة الفقيرة او تصحيح سلوك الزوج لاعادة الامن والاستقرار النفسي لها، حينذاك تبدأ باستخدام عقاب بسيط ذي مفعول كبير، مثل: تشجيع الطفل للقيام بعمل جيد والثناء عليه، حرمانه مما يحب مؤقتا، حجزه في غرفته.
ارغامه على دفع قيمة ما اتلف وخرب من مصروفه الخاص في حالة كونه في سن المدرسة، اتخاذ موقف ايجابي من الطفل الذي يأتي بعمل مرفوض بتعليمه التمييز بين الخطأ والصواب.
ان هذه بعض وليس كل أساليب التوجيه والعقاب التي على الأم اتخاذها بدلا من الضرب المبرح لأن الطفل
اذا تعرض للعقاب البدني الشديد لا يمتنع عن ارتكاب الخطأ ثانية، بل سيكون حريصا في اخفائه او يلجأ الى الكذب ثم ينكر اذا اكتشف امره ليحمي نفسه من الضرب.
لذا فالضرب كوسيلة عقاب مرفوضة تربويا، ولكن قد يحصل احيانا بعض الحالات لا بد فيها من ضرب الطفل العنيد والمشاكس.. هنا ينبغي الا يتعدى العقاب اللمس الموجع مصخوبا بعبارة استنكار وتوجيه مع التأكيد له اننا نحبه هو ولا نحب ما قام به، وإذا لزم الأمر لضربه فلا يكون ذلك قبل سن الرابعة.
مي شبر