العلاقة بين المرض والعقاب لدى الاطفال

يخشى الكثيرون الطبيب ودخول المستشفى الى ان يتمكن منهم الداء ويتعذر العلاج بسبب ما زرعه الوالدان في فترة الطفولة المبكرة الخوف من المرض والطبيب وغالبا ما يكون – دون قصد – ولكن سوء التصرف جعل ذلك الخوف يتمكن في اللاشعور بارتباطه بالعقاب كقول الام لطفلها بطريقة التهديد والوعيد: اذا لم تسكت سآخذك الى الطبيب. او اذا لم تعط اللعبة لاخيك سيأتي الطبيب ويعطيك ابرة او اذا لم تسمع كلامي وترتدي الجاكيت سوف تمرض .. الخ.

فيكبر الطفل وصورة الطبيب والمرض مقترنة بالعقاب وعصيانة الوالدين، وهذا ما يؤكده المختصون في دراسة نفسية الطفل اذ وجدوا ان الاطفال يعتبرون المرض عقابا خاصة اذا استلزم الامر ذهابه الى المستشفى
ورقاده فيها لايام مبتعدا عن دفء البيت وعن اخوته والعابه، فهو قصاص اذن لما اقترفه من ذنوب كأخذ حاجات اخيه أو عصيان اوامر امه واذا اضيفت هذه المشاعر والاعتقادات الى الوهن والضعف الجسمي للطفل المريض زادت من اضطرابه العاطفي فيتأخر الشفاء.

لا تخلو اسرة من تعرض احد اطفالها للرشح والتهاب اللوزتين شتاء او التهاب الامعاء بالاسهال صيفا حيث تبدأ الأم بملاحظة قلة نشاط طفلها واضطراب نومه، وبكائه من غير سبب واضح، ونفوره من اللعب والطعام

فتبدأ تقلق وهذا من حقها، لكن يراعى ان لا يترافق بالتهويل والتضخيم لأن الطفل سرعان ما يمتص قلقها مما يزيد في خوفه لما يلاحظه من عناية فائقة لم يتمتع بها قبل المرض وكلما زاد قلق الوالدين زاد شعوره بالخوف من المرض خاصة حين يتحدثان بشكوى من مرضه امام الاهل والاصدقاء فيزيدان الطين بله.

أما اذا استوجب الأمر اصطحابه الى المستشفى فمن الخطأ الكذب عليه بل الاحرى التمهيد له بأن المستشفى غير مدينة الملاهي او حديقة الحيوان والابرة مؤلمة ولكنها تساعد على الشفاء اسرع وفي حالة رقاده في المستشفى ينبغي اجابة اسئلته بصدق وصراحة كي لا يفاجأ بوجوده وحده مع الطبيب في وقت يكون فيه بأشد الحاجة لوالديه، فقبل عملية اللوز مثلا ، تقول الام لطفلها سيساعدك الطبيب بالتخلص منها وستكون نائما ولا تشعر بشيء ولكن حين تستيقظ ستشعر بألم في حلقك يخف تدريجيا.

ولازالة الخوف من المرض والطبيب على الام مراعاة ما يلي:

ان لا تتكلم عنهما كصورة من صور العقاب، بل توضح لطفلها ان كل انسان يتعرض للمرض لاسباب عديدة، ومختلفة وقد يمرض طفل مطيع لوالديه فلا علاقة اذن بين المرض والعقاب.

ان تتخذ كل اسرة طبيبا لها وتوطد علاقتها به والطفل بصحة جيدة فيداعبه ويلعب معه حتى يزول الخوف وقت الحاجة اليه.


التأكيد على الالتزام بالقواعد الصحية من نظافة وتغذية ونوم منتظم.

العلاج وزيارة الطبيب مثل التعليم والنظافة والتربية .. امور لا بد منها للابناء وليس لهم خياراه فيها فهي ضرورة أساسية لا مجال فيها لاستشارة الطفل او التراجع عنها تحاشيا لرفضه او بكائه.

كلما كبر الطفل ونما ادراكه تضاءلت المخاوف وخف القلق من المرض والطبيب ودخول المستشفى فمعظم الاطفال بعد سن الخامسة يقدرون على تحمل المصاعب ويتخطونها بسلام فيما اذا اعتادوا الصدق والصراحه من الوالدين.

مي شبر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أرانب معدلة وراثيا لإنتاج مواد لعلاج الانسان

تمكن باحثون من هولندا من إدخال تعديل وراثي على مجموعة من الأرانب، حيث تم انتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *