للقلق والتوترات العصبية آثار خطيرة على صحة الجسم وسلامته / pixabay

كيف تتعامل مع عادات القلق والتوتر العصبي السيئة؟

هل تشد شعرك عندما تكون متوتر او هل تصر على اسنانك في الليل، او تقضم أظفارك الى نهايتها؟ أم أنك معتاد على ضرب قدميك بالأرض عندما تتعرض للضغط؟

ان كنت تمارس أيا من هذه العادات او ما يماثلها، فإنك تعاني من اضطراب في قدرتك على السيطرة على نفسّك، وهي مشكلة تعاني منها اعداد متزايدة من الناس.

في الماضي كان يتم اهمال هذا النمط من السلوك باعتباره عادة غير ضارة او خاصة، لكن البحوث الحديثة تقترح انها قد ترتبط باضطراب استحواذي قهري. وهي حالة يكون فيها الانسان في حالة قلق يعوضها بتكرار اداء عمل معين برتابة مرهقة. ومن ذلك التكرار غير المبرر غسل اليدين، او تكرار تفقد مفاتيح الغاز في المطبخ قبل مغادرة المنزل.

العديد من الناس يعتقدون خطأ ان هذا الاضطراب لن يصيبهم، وأن أية حالة منه قد يلاحظون وجودها عندهم يعزونها الى نرفزات عصبية ترتبط بأمور منزلية مثلا، وبالتالي فإنهم لا يرغبون في طلب المساعدة خوفا من القول انهم غير قادرين على ضبط امورهم.

البروفسور جيل ولكنسون عالم النفس في جامعة سوري يقول ان اي انسان معرض للإصابة بهذا الاضطراب، ومختلف فئات الناس معرضون لتطوير الحالة والتي يمكن ان تحدث في اي عمر. ويمكن ان تكون حادة بما يكفي لان تشكل مصدر تهديد لصحة الانسان. ويقول انها حالة تسبب استنزافا لوقت الانسان، وتتداخل مع روتين حياته اليومي، وتؤثر في عمله وعلاقاته الاجتماعية ونشاطاته.

يمكن للمشكلة ان تأخذ اشكالا عدة، فبعض من يعانون منها ينغمسون كلية في قواعد وبرامج معينة ويتقيدون حرفيا بالأنظمة والتعليمات، ويتفانون في اداء العمل بحرفيته بحيث لا يظهرون اي مرونة فيه. في حين يظهر آخرون مشكلات جلدية ومن ذلك نزع اجزاء صغيرة من الجلد باستمرار او تكرار لمس اجزاء معينة فيه.

المصابون بهذه الحالة قد يكررون القيام بسلوك معين لا شعورياً طوال اليوم، دون قدرة على مقاومة الرغبة في ذلك، حتى قد يصل الأمر ببعضهم الى حد ايذاء انفسهم، ومن ذلك نتف الشعر حتى مرحلة التسبب بالصلع ، وعندما يصلون الى نقطة كهذه، ينتابهم شعور بالراحة والمتعة.

من الأمثلة الطريفة على هذه الحالة، ما لاحظته أم الطفلة جين على ابنتها التي كانت تقول لها في كل ليلة (تصبيحن على خير) 12 مرة قبل الذهاب الى الفراش، اما في الصباح فقد لاحظت الأم ان طفلتها تفرغ حقيبة المدرسة، وتعد الاقلام والدفاتر، ثم تعيدها الى الحقيبة، ثم لا تلبث ان تخرجها ثانية من الحقيبة وتعدها،
وهكذا حتى تنهي ست مرات. وبالطبع، فان هذا السلوك يستغرق الكثير من الوقت، مما يجعل الطفلة تتأخر عن باص المدرسة في معظم الاوقات، والجيد في الأمر، ان الطفلة تخضع الآن للمعالجة لتخليصها من هذا السلوك القهري.

ويقول المختصون انه بدل ان يعاني الانسان بصمت من مثل هذا السلوك القهري الذي قد يسبب له الازعاج او الأذى، يمكنه اللّجوء الى الطبيب المختص لتلقى المعالجة المناسبة.

المعالجة الادراكية السلوكية لهذه الحالة قد تترافق احيانا مع ادوية امتصاص السيروتونين مثل بروزاك . وتتضمن المعالجة تعليم المريض كيف يغير سلوكه بمقاومة الافعال القهرية الرتيبة التي يعاني منها. فالمريض المهووس بالنظافة مثلا، يتم توجيهه الى تقليل عدد المرات التي يغسل فيها يديه في اليوم، او حتى الطلب منه عدم غسل يديه كلية لعدة ايام، وتدريجياً، فانه يعتاد السيطرة على عادته.


والسؤال… ما الذي يسبب مثل هذه الحالات؟

أحدث بحث اجري في جامعة هوبكنز / بالتيمور، وشمل اخوة وأخوات، يقترح وجود عامل جيني (وراثي) في الأمر. ويقترح بحث آخر ان هذه الاضطرابات تعكس وجود مشكلات في الاتصالات بين الجزء الامامي من الدماغ وبعض الاجزاء الداخلية في عمقه.

وتبعا لإحدى النظريات فان مستوى المادة الكيميائية في الدماغ سيروتونين يكون منخفضا جداً في المناطق السابقة. وهذا ما يفسر لماذا تفيد العقاقير التي ترفع من مستوى السيروتونين في معالجة الحالة، وهذه العقاقير التي تستخدم بكثرة في معالجة بعض انواع الاكتئاب، تستخدم حاليا بنجاح في معالجة مدى واسع من أمثال
الحالات القهرية السابقة.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *