الدكتور الصيدلاني صبحي شحادة العيد *
يسمى فيتامين B-12 ( سينا كوبالامين ) ويرجع سبب هذه التسمية لاحتوائه على معدن الكوبالت الاحمر، و قد لوحظ في الآونة الأخيرة التهافت على المختبرات الطبية لإجراء التحاليل لمعرفة نسبة هذا الفيتامين بالدم حيث أثارت أعراض نقص هذا الفيتامين الذعر بين الكثيرين .. فما هو هذا الفيتامين ؟ وما هي أهم مصادره ؟ وما هي الأسباب المفترضة لنقصه في جسم الإنسان ؟
صفات فيتامين B -12
رمزه الكيماوي C63 H88 N14 وهو ذو بنية معقدة .
قابل للذوبان في الماء.
عدوه النور لذا يجب ان تحفظ الابرة بتغليف جيد بعيدا عن الضوء وحتى في حالة حقنها للمريض يفضل ان تحقن في مكان معتم قليلا .
الاحتياج اليومي للبالغين 1-2 ميكروجرام.
القيمة الطبيعية بالدم 180-1000 pg / ml
تم اكتشافه في أوائل الأربعينات .
يوجد بتركيز كبير في الكبد والأحشاء الداخلية.
يوجد بكميات قليلة في البيض والسمك واللحوم الحمراء والطيور والسردين والسلمون والتونه .
أما الفواكه والخضر فلا تحتوي على هذا الفيتامين.
وهو نوع من فيتامينات ب المركبة وهو ضروري وأساسي لصحة الجهاز العصبي كما يعتبر مهما جدا لانتاج الكريات الدموية الحمراء في الدم ويؤدي النقص به لفقر الدم Megaloblastic anemia
ضروري جدا لعلاج اعتلال الأعصاب لدى مرضى السكري والذي من أهم أعراضه ألم وخدر في اليدين والقدمين ومشاكل في الأعضاء الجنسية.
بالإضافة لذلك يساهم الفيتامين هذا في نمو الأطفال وتحسين اضطراب المزاج لديهم ويزيد نشاط الذاكرة والذكاء والنشاط البدني والمعرفي .
يعتبر فيتامين ب12 مهم جدا لتصنيع المادة الوراثية DNA-RNA المواد المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية بين الاجيال .
ومن الجدير بالذكر أن الجسم لا يمتص هذا الفيتامين إلا بعد أن يتحد مع مادة مجهولة التركيب تفرزها المعدة تسمى بالعامل الداخلي وقد يولد البعض مفتقرا إلى هذا العامل ،وقد يغيب هذا العامل أيضا عند ذوي المعدة المستأصلة جراحيا أو المصابة إصابة مزمنة .
خارطة الطريق لهذا الفيتامين :
يسمى الفيتامين هذا بالعامل الخارجي حيث يتم الحصول عليه من خارج الجسم اي من الاطعمة من اصل حيواني حيث يوجد مرتبطا ارتباطا وثيقا بالبروتين الموجود فيها لكن ما ان يصل الى معدة الانسان يبدأ بالتحرر من البروتينات الحيوانية بفضل حامض الهيدروكلوريك HCL الموجود أصلا بالمعدة وحيث ان هذا الفيتامين يعتبر جزيء كبير الحجم ( مركب عضوي) فان الجسم لا يستطيع امتصاصه بهذا الشكل ومن هنا لا بد من اتحاده بالعامل الداخلي الذي خلقه الله في جسم الإنسان وهو عبارة عن نوع من البروتينات يفرز من جدار المعدة وبعد اتحاده مع الفيتامين هذا ينحدر للأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه منها ومن ثم يتم تخزينه في الكبد اذا حتى يتم هضم وامتصاص هذا الفيتامين من الجهاز الهضمي لابد ان تتوفر بعض العوامل لذلك وهي :
يجب ان يتوفر بالمعدة ولو كمية معتدلة من حامض الهيدروكلوريك
ان يكون جدار المعدة سليما معافى خاليا من القرحات والتهاب الغشاء المعوي
ان تكون الامعاء الدقيقة سليمة ومعافية ايضا
يستدل على الحاجة إلى هذا الفيتامين بمظاهر عصبية ودموية .فيسبب :
التشوش والكآبه وتقلب المزاج والهذيان .
وهن البصر .
آلام الظهر والشعور بالتعب والخمول وشحوب الوجه.
طنين الأذن صداع وخمول عقلي .
اضطراب في التوازن وخصوصا عندما يمشي المريض في الظلام أو وهو مغمض العينين .
ضيق نفس بعد الجهد وعسر بلع واضطراب في الحس.
سلس البول .
هشاشة العظام خصوصا عند النساء .
قرح وحمو في الفم واللسان وعسر البلع
واهم من ذلك كله هو فقر الدم الضخم الآرومات Pernicious Aneamia .
أسباب نقص هذا الفيتامين
إن هذه الظاهرة لم تستثني أي فئة من المرضى ،فقد لوحظت بالفقراء والأغنياء بالذكور والإناث ،وقد كانت تعتبر مشكلة ذات عوارض كثيرة كما تم ذكره سابقا بالنسبة للمريض ،وقد لوحظ تحسن الحال بعد اكتشاف السبب بأيام قليلة .
وبعد التحري والمناقشة مع بعض المراجعين ومع الزملاء أصحاب المختبرات الطبية وبعض الجيران من الأطباء وبالرجوع إلى الكثير من المراجع،فأنني أوجز أسباب النقص بما يلي:
الأشخاص النباتيون أو شبه النباتيون ومتتبعو نظام مايكروبيوتيك.
تطبيق ريجيم خالي من البروتينات ولمدة طويلة.
التدخين بشراهة حيث وجد أن التدخين يحيد ويقلل امتصاص كل من فيتامين C , B12 .
سكان المناطق التي تتمتع بصيف حار طويل بعكس فيتامين D حيث وجد أن فيتامين B12 الوحيد من الفيتامينات الذي يحتويه عرق الإنسان.
والجدير بالذكر هنا أن الحيوانات وكون معظمها نباتية فان الله أعطاها المقدرة على صنع هذا الفيتامين داخل جسمها فسبحان الله.
عدم وجود العامل الداخلي الضروري لامتصاص هذا الفيتامين في المعدة.
كبار السن (فوق سن الخمسين) لأنه مع تقدم السن يقل هذا الفيتامين تدريجيا مما يؤدي لأعراض نفسية وعصبية مثل فقدان الذاكرة والخرف إضافة لأنه يحمي من ظهور مرض الزهايمر لدى كبار السن .
تناول بعض الأدوية لمدة طويلة مثل : COLCHINE(حيث يمنع من امتصاص كل من فيتامين B12,A ) ،حبوب منع الحمل ،مركبات السلفا.
تناول عقار الكلورامفينيكول لمدة طويلة حيث قد يؤثر هذا العقار على مفعول هذا الفيتامين.
الإصابة بجرثومة H-PYLORI. وقد لوحظ حتمية نقص هذا الفيتامين مع وجود هذه الجرثومة.
على كل لأحوال لم تزل كل الأسباب الحقيقية المسببة لنقص هذا الفيتامين مجهولة وغير معروفة بالضبط لكن يتوقع أن تكون الماد المضافة للمأكولات خصوصا الهرمونات الموضوعة على الخضار والفواكه والمحسنات المضافة للخبز أحد الأسباب
المعالجة :
لم يثبت استفادة أي من المرضى من فيتامين B12 بشكله الصيدلاني (حبوب عن طريق الفم ) وقد يكون ذلك عائد لغياب العامل الداخلي الضروري لامتصاص هذا الفيتامين أو كما ذكر سابقا وجود جرثومة H-PYLORI في المعدة أو لعدم مقدرة المعدة على الامتصاص وخصوصا عند كبار السن .
إذا يفضل استعمال الإبر العضلية لمعالجة هذه الظاهرة فيمكن اللجوء إلى المحلول المائي من هذا المستحضر حيث يعمل على رفع مستوى هذا الفيتامين في الدم ،وبعد ذلك يفضل اللجوء إلى المستحضر الزيتي حيث تعمل على رفع مخزون هذا الفيتامين في الكبد .
يفضل عمل اختبار حساسية بإعطاء جرعة قليلة تحت الجلد حيث قد يشكو البعض من حساسية مفرطة تتمثل في حكة شديدة والشعور بالتعرق واحمرار موقت في الجلد لهذا الفيتامين .والجدير بالذكر أن هذا الفيتامين غير ضار للجنين أو الطفل الرضيع .
نقص فيتامين ب12 وعلاقته بهشاشة العظام
كما ذكرنا سابقا من أهم الأعراض الناتجة عن نقص فيتامين ب12 هي هشاشة العظام وفي الواقع النساء عرضة 4 مرات أكثر من الرجال لهذا المرض (Osteoporosis )
لقد أظهرت الدراسات الحديثة الرابط بين نقص ب12 وتدني الكثافة المعدنية العظمية لدى الرجال والنساء لكن مازالت الآلية الكامنة خلف هذا الربط غير واضحة حيث بينت الدراسات أن الأشخاص الخاضعون للتجارب والذين كان لديهم معدلات أعلى من فيتامين ب12 في بلازما الدم كانوا أقل عرضة لهشاشة العظام ممن لديهم مستوى متدن من فيتامين ب12
ويتمتعون بمستوى كثافة معدنية عظمية أقل في الورك لدى الرجال والعمود الفقري لدى النساء .
عادة يتفاقم داء هشاشة العظام بلا ظهور أي أعراض خارجية إلى أن يحدث كسر ما .
والجدير بالذكر أن وزارة الصحة في المملكة بصدد إجراء مسح شامل لمعرفة حجم المشكلة والفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بنقصه خصوصا النساء من فئات الطفولة دون سن 5 سنوات وكذلك من 15-49 سن الإنجاب للسيدات .
فيتامين ب12 وعلاقته بصحة القلب والأوعية الدموية
أن الحاجة لمجموعة فيتامينات (ب المركب ) تزداد مع التقدم في العمر أيضا إذ إن الفيتامين ب6 و ب12 وحامض الفوليك ضرورية لابقاء معدلات مركب الهوموسيستين Homocysteine منخفضا بالدم فهذا الأخير يؤدي ارتفاعه في الدم حسب دراسات جديدة لزيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب مما يزيد من احتمالية انسداد الشرايين وحدوث الجلطات القلبية وامكانية فقدان الذاكرة وبزيادة الجرعة يوميا حوالي 5 ملغم من فيتامين ب6 وحوالي 10 مكغم من فيتامين ب12 كما على النساء تناول حوالي 400 ملغم من حامض الفوليك يوميا للمساعدة على صحة الشرايين والأوعية الدموية والأعصاب .
* مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافية
drsubhi_eid@hotmail.com
العالم كله يشكو من نقص بي 12