فوائد الحبة البركة أو الحبة السوداء واستخداماتها الطبية والعلاجية

الاسم العلمي للحبة السوداء أو حبة البركة هو Nigeria Sativa، وهو نبات قصير، وهو لا ينتمي لعائلة الشمر واليانسون ولا يمت لها بصلة بل هو من عائلة Ranunculaceae أو ما يسمى بالحماضية، وقد تم فصله في عائلة مستقلة في العقدين الماضيين، وتحتوي ثمرة النبات على كبسولة بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد والتي سرعان ما تتحول إلي اللون الأسود عند تعرضها للهواء.

حبة البركة ( الحبة السوداء ) والطب النبوي

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كلّ داء إلا السَّام “. رواه البخاري (5688) ومسلم (2215) .
و قال ابن شهاب : ( و السَّم : الموت ، و الشونيز : الحبَّة السوداء ).
الحبة السوداء هي : الشونيز بلغة الفرس ، و تسمى : الكمون الأسود في السودان وتسمى : الكمون الهندي ، وتعرف في بلاد الشام ومصر باسم حبة البركة .

أهم الدراسات حول فوائد الحبة السوداء :

ففي الولايات المتحدة أثبت الباحثون أن الحبة السوداء تنشط الجهاز المناعي عند الإنسان
وفي بريطانيا نشرت دراسة عام 1996 في مجلة Planta Medica، ذكر فيها الدكتور
” هوتون ” خصائص زيت الحبة السوداء الطيار المضادة لآلام المفاصل والروماتيزم .

وقد قامت بهذه الدراسة الباحثة العربية ” ريما أنس مصطفى الزرقا ” في مخابر جامعة كينغ في لندن، تحت إشراف أساتذة بريطانيين وأثبتت تلك الدراسة أيضا وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار.

من تلك الدراسات تجربة أجريت على الفئران، وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تخفيف أعراض الحساسية عند الفئران وقد نشرت هذه الدراسة في إحدى أشهر المجلات العالمية Annals of Allergy عام 1993 .

وكانت هناك دراسة أخرى نشرتها مجلة ” International Journal of Pharmacology ” عام 1993 وأشارت إلى قدرة خلاصة الحبة السوداء على خفض سكر الدم عند الأرانب .

كما نشرت مجلة Phytotherapy Research عام 1992 دراسة أشارت إلى فوائد زيت الحبة السوداء الطيار في تثبيط نمو جرثومين شهيرين يوديان بحياة مئات الألوف من الأطفال في العالم، وهما جرثوم الكوليرا والشيغلا، واللذان يسببان الإسهالات الشديدة عند الأطفال .

و دراسة الدكتور أحمد القاضي ، والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة ، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميا قد ينشط الجهاز المناعي . ولكن الدراسة كانت على عدد قليل من الناس .

ومن أهم الدراسات التي أجريت حتى الآن دراسة أجرتها البحاثة ريما أنس مصطفى الزرقا في جامعة كينغ في لندن ، ونالت بهذا البحث شهادة الماجستير وقد أجريت تلك التجارب على الحبة السوداء تحت إشراف أساتذة بريطانيين وفي مخابر جامعة لندن .

وقد أثبتت تلك الدراسة وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار على عدد من الجراثيم . كما أجريت دراسات لمعرفة الخواص المضادة للالتهاب ( Anti Inflammatory ) في المادة الفعالة في الحبة السوداء والتي تدعى الثيموكينون .

وقد كشفت البحوث الكيمائية أن الحبة السوداء تحتوي على عدد كبير من المواد الكيمائية حيث تحتوي على ما يلي:

1ـ الزيت الثابت (Fixed oil) وتصل نسبته الى 35% وهو عبارة عن أحماض دهنية اللامشبعة بالهيدروجين unsaturated Fatty acids وبعض الأحماض الدهنية المشبعة saturated Fatty acids بالإضافة إلى نسبة قليلة من الاسترولات (Sterols) والتركيب النسبي للاحماض الدهنية للزيت الثابت هو: حمض اولينك 20 ـ 24% , حمض لنوليك 44 ـ 56%, حمض لنولنيك 6, ـ 8,1%و حمض وحمض اراشيدك 9,2 وحمض ايكرزاداينوك 5,2بالميتولنيك 3% وحمض بالميتيك 12 ـ 14% وحمض استيريك 2.5 ـ 3% وحمض مرستيك 16,% واسترولات 0.5% وقد تعرف على الاسترولات واهمها الكوليسترول والكامبستيرول والاستجما ستيرول وبيتامسيتوستبرول والغا اسبيناستبرول.

كما تحتوي على فيتامينات مثل فيتامين هـ , ب بالإضافة إلى مواد صابونية وأهمها مركب ميلانتين كما تحتوي الحبة السوداء على مادة الكاروتين والتي ثبت أن لها مفعول ضد الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى هرمونات وإنزيمات هاضمة ومضادة للحموضة.

2. أهم محتويات حبة البركة فهي الزيوت الطيارة Volatile oil وهي التي يعزى لها في الغالب التأثير الدوائي. والزيت الطيار عبارة عن مادة سائلة متطايرة توجد بنسبة 1.5% وله رائحة عطرية وذو لون اصفر باهت واهم مكوناته مركب الثايموكينون وتتراوح نسبته في الزيت الطيار ما بين 18 ـ 25% من وزن الزيت وكمية قليلة من مادة ثنائي هيدروثايموكينون ونسبة عالية من مادة باراسايمين 31.5% والفاباينين بنسبة 9,5% كما يحتوي الزيت على بعض الدساتير بنسبة 16% وفينولات بنسبة 7.1% ، كما تحتوي على مواد سكرية ونشويات بنسب33.9.7% ومعادن مثل الفوسفات والفسفور والحديد والكالسيوم.

فوائد حبة البركة ( الحبة السوداء )

عندما أزاح اللورد “كارتر” الستار عن كشفه الأثري المهم، وهو مقبرة الملك الفرعوني “توت عنخ آمون”، لم يكن يعلم ماهية الزيت الأسود اللون الذي وجد ضمن مقتنيات هذا الملك الشاب، والذي عرف فيما بعد بزيت “حبة البركة” أو “الحبة السوداء”.

وللحبة السوداء بصورتها الكاملة تأثير فعالية كبيرة حيث كشفت بعض البحوث أن معالجة الإنسان أو الجرذان بمسحوق الحبة السوداء أدت إلى زيادة عدد ونشاط بعض خلايا المناعة مثل خلايا T الليمفاوية القاتلة وتنشيط الخلايات المبلغمة (maciophages) في الجراثيم. كما أوضحت البحوث قدرة هذه الحبوب على زيادة إفراز إدرار اللبن في الأغنام.

تأثيرات الخلاصة المائية لحبة البركة: كشفت الدراسات التجريبية عن قدرة الخلاصات المائية لحبة البركة على تنشيط افراز بعض عوامل تنشيط المناعة من الخلايا اللمفاوية مثل مادتي انترليوكين ـ 1 (Interleukine – 1) وانترليوكين ـ 3 (Interleukine – 3) والى تنشيط بلغمه الجراثيم وكذلك اضعاف افراز السوائل المعدية الحمضية ومنع حدوث القرح المعدية التجريبية المحدثة بمادة الأسبرين في الجرذان. بالإضافة إلى علاج بعض أمراض الديدان المعوية في الأغنام والديدان الشريطية في الأطفال.

التأثيرات الطبية للزيت الطيار للحبة السوداء

كشفت الدراسات التجريبية ان للخلاصات الحبة السوداء عدة تأثيرات مثل الفتك بالعديد من الجراثيم مثل الاشريكية القولونية والزائفة الزنجارية وبعض الفطريات مثل الرشاشية. وكذلك ابادة بعض الخلايا السرطانية وارخاء عضلات الأمعاء وكبح التقلصات والآلام التجريبية المحدثة ببعض الكيماويات. وكذلك علاج بعض المصابين ببعض الديدان المعوية مثل الدودة الشريطية والصفرا الخراطيني وكذلك تثبيط الالتهابات والآلام ومنع تسوس الاسنان ومنع انخفاض مستوى الهيموغلوبين وعدد كريات الدم البيضاء المحدث ببعض العقاقير المضادة للسرطان مثل عقار سيسبلاتين.(الزيت الطيار)

كما كشفت الدراسات التجريبية قدرة هذا الزيت الطيار في جرعات صغيرة على احداث بعض التأثيرات وهي:

ـ تخفيض ضغط الدم الشرياني وتخفيض سرعة النبض القلبي في الجرذان والوبر بتأثيره المنشط على بعض المستقبلات السروتونية في المخ.
ـ زيادة سرعة التنفس “احداث تهيج” وتقلصات في رغامي (Trachea) حيوان الوبر عن طريق افراز مادة الهستامين.
ـ زيادة افراز مادة الصفراء في الكلاب.
ـ زيادة اخراج حمض اليوريك “المسبب لمرض النقرس” في البول.
ـ الفتك بالعديد من الجراثيم مثل السلمونيلله والتيفية والصنمة الهيضية والزانفة الزنجارية وبعض الفطريات مثل الرشاشية السوداء وبعض الديدان المعوية.
ـ ارخاء عضلات الامعاء وكبح التقلصات المحدثة ببعض الكيماويات فيها.
ـ تخفيض مستوى سكر الدم في الأرانب والجرذان الصحيحة المصابة بداء السكر التجريبي بعد معالجتها بجرعات “5 مليجرام/ كيلوجرام” حقنا في الصفاق بدون أي تأثير على مستوى الانسولين في الدم.
ـ تثبيط تقلصات الرغامي المعزولة من حيوان الوبر عند تنشيطها بمادة الهستامين والاستيل كولين وتثبيط تقبضات شرايين الأرانب المحدثة بمادة نورادرينالين.
ـ تخفيض حرارة الجسم بعدة درجات مئوية بعد حقنه في الفئران عبر تنشيط المستقبلات السروتونية في الدماغ في منطقة الهيبوثلامسي وقد حاول الباحثون فصل المركبات الرئيسية في الزيت الطيار لحبة البركة فوجدوا ان المركب ثايموكينون هو المسؤول الرئيسي عن التأثيرات التي نتجت عن الزيت الطيار.


اما مركب الفاباينين فقد اكتشفت قدرتها على تثبيط الالتهابات التجريبية عبر افراز مادة هيدروكورتيزون وتثبيط نمو بعض الجراثيم خصوصا تلك المرتبطة بالتهابات حب الشباب, كما وان لها القدرة على تثبيط نمو بعض الأورام السرطانية في أكباد الجرذان وزيادة افراز المخاط من الشعب الهوائية في بعض المرضى المصابين بالتهابات رئوية وبالأخص المزمنة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

فوائد الحلبة.. كنز غذائي وصحي هام

تُعد الحلبة من النباتات العشبية ذات الفوائد الصحية المتنوعة، واكتسبت مكانة خاصة في الطب التقليدي …

3 تعليقات

  1. تعددت أسماء الحبة السوداء فهي حبة البركة في بلاد الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية والقزحة في فلسطين والأردن وسميت قديما بالشونيز، وهي فارسية الأصل، كما ويطلق عليها اسم الكمون الأسود والكمون الهندي وهي تزرع لحبوبها أو لزهرها.

  2. تعتبر حبة البركة من المطيبات الغذائية التي تدخل في تحضير أنواع عديدة من المصنوعات الغذائية التي تكسبها الطعم والرائحة المقبولين كما تصنع منها حلاوة الحبة السوداء في مصر وتسمى الحلاوة المفتقة لتؤخذ كمقوية ومنبهه ومعرقة وطاردة للرياح وهذه أفضل طريقة لتناولها والاستفادة من مكوناتها وفوائدها الطبية حيث أن معظم المركبات الطبية تتركز في القشرة فقط.

  3. د. صبحي العيد

    لا أحبذ استخدام مستخلصات الحبة كزيتها ناهيك عن عدم إمكانية التأكد من سلامة هذه الزيوت والمستخلصات من البكتيريا والفطريات كما سبق وان تبين في أسواق مصرية بعد جمع عينات من أماكن مختلفة في القاهرة وتحليلها ليتبين أن معظمها غير صحية ومحتوية على بعض الجراثيم والفطريات حيث تم إتلافها والتوصية بعدم طرحها في الأسواق ثانية الا بعد التأكد من سلامتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *