• القدوة
• استخدام القصة في اقناع الاولاد
• ايجاد الالفة بين الاباء والابناء
• كيفية الحوار بين الاباء والابناء
• التحكم بالمشاعر
كثير من الاباء يشكون عقوق اولادهم وعدم طاعتهم لهم، وإذا ما قاموا بتنفيذ الامر الصادر لهم من والديهم ينفذونه وهم متبرمون غاضبون، يتهمون آباءهم بالظلم والقهر، فكيف يستطيع الوالدان اقناع ابنائهم بما يريدون؟ وان يوجدوا لديهم الدافع لتنفيذ الامر برغبة وحب ودون اجبار واكراه.
والحقيقة ان موضوع تربية الابناء وطرق التعامل معه ليس امرا سهلا بل هو امر شاق ويحتاج للتروي والاناة. فالطفل كالغرسة الصغيرة تحتاج لشفافية التعامل والعناية الفائقة حتى يشتد عوده وتقوى عزيمته ويضع نفسه على بداية الطريق المستقيم.
1- القدوة
القدوة في التربية هي من انجح الاساليب المؤثرة في اعداد الولد سلبا او ايجابا، فاذا كان المربي صادقا امينا كريما عفيفا، نشأ الولد على الصدق والامانة والعفة والكرم.
واذا كان المربي كاذبا خائنا بخيلا نشأ الولد على الكذب والخيانة والبخل والجبن والنذالة.
لذا وجب على الوالدين ان يتصفا بالصفات التي يريدان غرسها في الابناء، وان يراعيا القواعد السلوكية التي يريدان تنشئة الاولاد عليها، فلا يمكن ان يطلب الوالدان من الولد ان يكون هادئا او متسامحا وهما عصبيان او حقودان، ولا يمكن لهما ان يطلبا من الولد ان يراعي القواعد الصحية في طعامه وشرابه وهما يخالفا كل القواعد.
روى ابو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: “دعتني امي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: يا عبد الله تعال حتى اعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اردت ان تعطيه؟ قال: اردت ان اعطيه تمرا، فقال لها: اما انك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة”
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره” من قال لصبي تعال هاك (أي خذ) ثم لم يعطه فهي كذبة”
ان الولد الذي يرى في ابيه ميوعة واستهتار من الصعب ان يتعلم الفضيلة.
والولد الذي يسمع من والديه كلمات الكفر والسب والشتيمة من الصعب ان يتعلم حلاوة اللسان، والولد الذي يرى من ابويه القسوة والجفاء من الصعب ان يتعلم الرحمة والمودة، والولد الذي يرى من ابويه الغضب والعصبية من الصعب ان يتعلم الاتزان.
روى الجاحظ ان عقبة بن ابي العاص لما دفع ولده الى المؤدب قال له: ليكن اول ما تبدأ به اصلاح بني اصلاح نفسك، فان اعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبح عندهم ما استقبحت، وعلمهم سير الحكماء واخلاق الادباء وتهددهم بي وادبهم دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل الدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكلف على عذر مني فاني قد اتكلت على كفاية منك.
على الوالدين التركيز على تربية الولد الاكبر وان يبذلا كل مجهودهما معه لان اخوته سيتخذونه قدوة.
ان القدوة اسلوب مهم في التربية فاذا اراد الوالدان اعداد اولادهم لامر ما، لا بد من البحث عن شخصية ناجحة يحدثان الاولاد عنها ويطلبان منهم الاقتداء بها.
فاذا اردت من ابنك ان يكون قائدا وزعيما فوفر له الكتب التي تتحدث عن القادة والزعماء في العصور الاسلامية بدءا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين حملوا هذا الدين لنا ونشروه في بقاع العالم وكانوا قادة البشرية في الميادين المختلفة.
وهذا ما ينقلنا الى الحديث عن اسلوب آخر من اساليب الاقناع وهو القصة.
2- استخدام القصة في اقناع الاولاد
هذا الاسلوب له تأثيراته النفسية وانطباعاته الذهنية وحججه العقلية، وقد استخدم القرآن القصة على نطاق واسع لانها اسلوب هام لزرع مفاهيم الاعماق في النفوس.
والقصة القرآنية لها ثلاث مهما:
– اثارة التفكير
– اخذ العظة والعبرة
– التسلية
اثارة التفكير
قال تعالى ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الاعراف 176
وردت في القرآن الكريم قصص كثيرة تبين السير في خطوات التفكير خطوة خطوة منها تلك القصص التي تتحدث عن المناقشات التي دارت بين الرسل واقوامهم في امور العقيدة ، قال تعالى على لسان فرعون (قال الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين) الشعراء18- 19
فرد عليه موسى عليه السلام، قال تعالى على لسانه ( قال فعلتها اذا وانا من الضالين ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل) الشعراء20-22
رد هليه فرعون، قال تعالى على لسانه ( قال فرعون وما رب العالمين)الشعراء 23
رد موسى عليه السلام ( قال رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين) الشعراء 24
قال تعالى على لسان فرعون (قال لمن حوله الا تستمعون)الشعراء 25
رد موسى عليه (قال ربكم ورب آبائكم الاولين) الشعراء 26
رد فرعون ( قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون) الشعراء 27
رد موسى ( قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون) الشعراء 28
رد فرعون (قال لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين) الشعراء 29
قال موسى ( قال اولو جئتك بشيء مبين) الشعراء 30
قال فرعون ( قال فأت به ان كنت من الصادقين) الشعراء 31 الى آخر الحوار.
وهناك الكثير من قصص الانبياء والتي تجد فيها هذا الحوار المثير للتفكير.
ومن التفكير اسلوب حل المشكلات كما في قصة يوسف عليه السلام.
قال تعالى ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم) يوسف 25
هرب سيدنا يوسف عليه السلام من زوجة العزيز التي تريد منه الزنا ولحقت به، فلما وصلا الباب ومزقت قميصة من ظهرة ، اذا بزوجها على الباب ، فما كان منها الا ان قلبت الحقائق واتهمت يوسف بانه راودها عن نفسها، وطالبت بانزال العقوبة به، فماذا فعل يوسف عليه السلام، فورا دافع عن نفسه ونفى التهمة الموجة اليه، قال تعالى على لسانه ( قال هي راودتني عن نفسي) يوسف 26، وكان لا بد من حل المشكلة، فتقدم لحلها رجل من قوم امرأة العزيز، فما الحل الذي اقترحه؟
اقترح ان يفحص القميص لتحديد البقعة الممزقة، فان كانت من الخلف فهو صادق لانه في هذه الحالة هو هرب منها حفاظا على عفته، وان كان التمزيق من الامام فهي صادقة في دعواها وهو المعتدي عليها.
فماذا وجدوا؟ وجدوا ان القميص مزق من الخلف. وهذا هو الحل لهذه المشكة وبهذا ثبتت براءة سيدنا يوسف عليه السلام، واتهمت زوجة العزيز.
وكذلك يدرب الولد على حل المشاكل التي تعترضه في حياته، وذلك بالاستماع اليه باهتمام لمعرفة المشاكل التي يعاني منها، والتناقش معه على حلها.
حتى عندما يتشاجر الاولاد لا بد من محاورتهم لمعرفة سبب المشكلة وتشجيعهم على حلها بانفسهم.
اخذ العظة والعبرة
قال تعالى( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب) يوسف 111.
والعبرة من عبر اذا فسر، والعابر هو الناظر في الشيء، والمستعبر هو الذي يقيس الشيء على الشيء، وفي التنزيل(فاعتبروا يا اولي الابصار) الحشر 2، أي تدبروا وانظروا فيما نزل بالنضير وقريظة من العذاب، وقيسوا فعالكم الى فعالهم، واتعظوا بالعذاب الذي نزل بهم.
فالقصص الذي ورد في القرآن من اجل ان ينظر الانسان فيها ويتعظ بها بان يعقد مقارنة بين افعاله وافعال شخوص القصة. ويتخذ القرار الصحيح.
ولذا على الآباء ذكر القصص لاودلاهم وحثهم عقد مقارنة بين سلوكهم وسلوك شخوص القصة ليحكم بنفسه على سلوكه.
فمثلا عندما يذكر المربي قصة ابراهيم عليه السلام وامر الله له بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام ومسارعتهما في تنفيذ الامر الالهي، فعلى الابناء ان يقيسوا افعالهم الى فعلي ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، ويسألون انفسهم : هل يسارعون في تنفيذ الاوامر الالهية مهما كانت شاقة وصعبة ام يتهاونون في ذلك متعللين بان الله غفور رحيم؟
واذا ذكر الاباء قصة يوسف عليه السلام لابنائهم، فعليهم جميعا قياس سلوكهم الى سلوك سيدنا يوسف عليه السلام، ويسألوا انفسهم: هل يقاومون كل الاغراءات التي تدعو الى الحرام؟
هل يحملون الدعوة الى الاسلام ويأمرون بالمعروف وينهو عن المنكر في جميع الاحوال والظروف؟
هل تسامح اخيك ولا تحقد عليه ولا تنتقم منه عند القدرة على الانتقام مهما كان حجم الاساءة كبيرا؟
وهل تمتلك القدرة على التخطيط والادارة واتقان العمل؟
ويدخل في معنى العبرة العظة والذكرى، قال تعالى ( ولقد انزلنا اليكم آيات مبينات مثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين) النور 34
والذكرى هي تذكير الانسان بعواقب الامور، أي تذكيرك بما يلين قلبه من ثواب وعقاب. وهذا معنى الموعظة.
قال ابن سيدة: الموعظة هي تذكيرك للانسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب .
فالموعظة هي التذكير والتخويف، أي الكلام المؤثر في النفس، وهي ان تخاطب مشاعر الانسان عند اعطائه الفكر، بان تخاطب المشاعر الناجمة عن الطاقة الحيوية فيه، مما يساعد على تحويل الفكر الى مفهوم مؤثر بالسلوك، من اجل ذلك استخدمت القصة على نطاق واسع لمعالجة مفاهيم الاعماق.
وخير مثال على ذلك، مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يطلب منه ان يبيح له الزنا، فخاطب فيه مشاعر الغيرة على عرضه وشرفه، فقال له: اتحب هذا لامك؟ فقال الرجل: لا يا رسول الله، فقال له صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لا يحبونه لامهاتهم، اتحب هذا لاختك؟ لا يا رسول الله، وكذلك الناس لا يحبونه لاخواتهم، فظل يعدد له من النساء خاصته، وهو يقول لا يا رسول الله، ثم مسح على صدره ودعا له، فخرج الرجل وهو يكره الزنا بعد ان كان احب شيء له.
وهذا اسلوب القرآن الكريم فبعد ان يبين الحكم الشرعي في قضية ما يخاطب مشاعرهم بذكر الثواب والعقاب والجنة والنار بكافة الوانها من نعيم وعذاب من حيث رسم الصور والاصوات والمشاعر.
خذ مثلا قوله تعالى:(الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة والسيئة). الرعد 20-22
بعد ان بين الاحكام الشرعية المطلوبة منهم ، خاطب فكرهم خاطب مشاعرهم الناتجة عن غرائزهم فقال:
(لهم عقبى الدار، جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). الرعد 22-24
ويستطيع الوالدان مخاطبة مشاعر الاولاد عند تكليفهم بالتكاليف، فعندما تحثهم على احترامك وطاعتك حدثهم عن ثواب البار بوالديه المحسن اليهما واستعن بالقصص المأثورة في هذا المجال.
وعندما تطلب منه الصلاة او الصوم، حدثه عن عظيم ثوابهما في الاخرة ورضى الله عنه ورضى والديه عنه، واهمية ذلك في نجاحه وتوفيقه في حياته.
3- ايجاد الالفة بين الاباء والابناء
ان وجود الالفة والمحبة بين الاباء والابناء لها تأثير كبير في استجابة الابناء للاباء وطاعتهم واحترامهم واتباع القواعد السلوكية التي وضعها الاباء لهم، فما هو السبيل الى ايجاد الالفة مع الاولاد؟.
اولا: معرفة النظام التمثيلي للأولاد عن طريق ملاحظة سلوك الولد وكلماته وحركات يديه وعينيه وطريقته في التنفس وايماءاته وتعبيرات وجهه.
1- الاولاد ذوي النظام البصري : غالبا ما يكون الولد ذا النظام البصري صوته عاليا وهو يتحدث، وحركات يديه عاليه ويتكلم بسرعة، وحديثه مشبعا بالالوان والصور ويتميز بالنشاط والحيوية والحماس والطاقة العالية، ويحتاج الدليل والبرهان للاقناع، ويحب الترتيب والنظام ويلاحظ تفاصيل الشيء الذي امامه، ويحتاج الى كتابة ورسم ما يسمعه ويشاهده، ويلاحظ الغلطات الاملائية المكتوبة، ويذهب في احلام اليقظة.
اما عيونه فتكون متجهة الى جهة اعلى يسار عند التذكر اما في حالة التخيل فتتجه عيونه الى اعلى وسط ويكثر من التلفت يمنة ويسرة ويهتم بمظهره الخارجي ويحب الاناقة.
اذا اشار الى شيء اشار بمد يده مع السبابة.
2- الاولاد ذوي النظام السمعي : يكون صوته واضحا اثناء القراءة، ونغمات صوته متعددة، تعلو تنخفض احيانا اخرى، كما ان نغمات صوته تكون معتدلة وقصيرة وينساب بطريقة سهلة، اما سرعته في الكلام فتكون متوسطة، ويستخدم جملا قصيرة ويكون كلامه مشبعا بالاصوات مثل: جرس، يصرخ، هدوء ، دوي ، صدى.
يميل برأسه يمينا ويسارا كمن يتحدث على الهاتف، لديه قدرة على تقليد الاخرين، يضع يديه احيانا على فمه او على الخدين عند الاستماع مما يدل على وجود حديث داخلي.
اما عيونه فتكون في الوسط باتجاه الاذنين، يتنفس بطرية مريحة، وتنفسه افقي من الصدر.
ويتميز بانه اجتماعي ومحبوب، منصت جيد ويحب المحادثة والمناقشات والانشطة الكثيرة، والتحدث عنده اسهل من الكتابة، الصوت يلفت انتباهه وحافظته قوية، ويتذكر ما يسمعه بسهولة اكثر مما يشاهده.
3- الاولاد الحسيون : الولد الحسي يتكلم ببطء، صوته خافت يهتم بالتفاصيل غير الضرورية، صامت معظم الاحيان، يتحدث بنبرة هادئة وبجمل طويلة مشبعة بالمعاني الحسية مثل: صعب، دافئ، نشيط، ضغط، مؤثر، ساخن، سعيد، غضبان.
تتجه عيونه نحو الاسفل، وتنفسه عميق وبطيء ويتحرك كثيرا، يلمس الاخرين ليلفت انتباههم.
يستخدم يده كمؤشر اثناء القراءة، لون وجهه مشرق كلما دخل في المنام، ايماءاته منخفضة، تلقائي، يقترب ممن يتحدث معه، ويفضل عمل الاشياء بيده.
كفاه الى الداخل، يهتم بالمشاعر والاحاسيس، ويحب الاعمال اليدوية، ويتعلم من خلال التجربة ( اللمس) ويحب القصص ويتأثر بها.
اهمية معرفة النظام التمثيلي للأبناء
إذا عرف الاباء النظام التمثيلي للأبناء، يستطيع الآباء التأثير فيهم بما يتناسب مع نظمهم.
فاذا اردت التأثير على الولد البصري فاجعل كلامك معه سريعا وعاليا واستخدم وسائل الايضاح( رسوم وصور) واعرض الموضوع بصورة عامة، لا تقترب منه.
اما اذا كان ابنك سمعيا، فاجعل كلامك بين السرعة والوسط، تنفس بسرعة معتدلة، واعرض الموضوع بصورة اجمالية ونوع في نغمات صوتك ودرجته اثناء حديثك معه.
اما اذا كان ابنك حسيا فاجعل كلامك هادئا بطيئا وتنفسك عميقا، اعرض الموضوع بتفاصيله، واقترب منه واشبع مشاعره والمسه.
اكتشف استراتيجية ابنك
كثير من الناس يشتركون في اكثر من نظام تمثيلي، فقد يجمع البعض بين النظامين السمعي والبصري او بين السمعي والحسي، او بين الانظمة الثلاثة، لذا يجب معرفة الاستراتيجية التي يسير عليها الولد في تكوين خبراته، ولتوضيح ذلك نأخذ مثالا على الشعور بالعداء تجاه اخيه.
اذا كان الولد يحمل مشاعر العداء تجاه اخيه فعلى الوالدين معرفة الاستراتيجية التي اتبعها في تكوين مشاعر العداء تجاه اخيه، ثم يقوم الوالدان بتغيير ترتيب هذا الشعور حتى يتغير، وذلك باتباع الخطوات التالية:
1- اعادة الولد الى حالة العداء لاخيه بتذكيره بموقف عدواني مارسه ضد اخيه كضربه او اتلاف حاجياته..الخ
2- اسأله ما هو اول شيء جعله يشعر بالعداء والكراهية تجاه اخيه، هل هو شيء رآه ام شيء سمعه ام شيء احس به؟
3- دعه يخبرك ثم راقب حركات عينيه ويديه ولون بشرته والالفاظ التي يستخدمها في كلامه.
4- اذا اخبرك انه رأى شيئا اثار فيه الكراهية لاخيه، اسأله عن حجم الصورة او الشيء الذي رآه ولون الصورة، وهل هي ساطعة الالوان ام معتمة.
اما اذا اخبرك انه سمع كلاما من اخيه اثار الكراهية في نفسه، اسأله عن الصوت هل هو قوي ام ضعيف هل هو رفيع ام تخين؟
5- كذلك اسأله ماذا سمعت بعد ذلك؟ ما الذي تلا بعد ذلك؟ هل قلت في نفسك شيئا؟ ام صورت في عقلك صورة؟ ام انتابك شعور معين؟
بعض الاولاد تكون استراتيجيتهم على شكل( س خ،ب د، ح د) أي (سمعي خارجي) أي سمع اخاه وهو يشتمه، ثم( بعد داخلي) تكلم مع نفسه كأن سبه في نفسه ، ثم(حسي داخلي) شعر بالكراهية والحقد.
استبدال مشاعر الكراهية بالحب
اذا اراد الوالدان استبدال مشاعر الكراهية التي احس بها الاخ تجاه اخيه فيجب اتباع نفس الاستراتيجية التي اتبعها الولد في بناء الكراهية في نفسه على النحو التالي:
1- اطلب منه ان يتنفس بعمق بان يملأ رئتيه بالهواء عن طريق الانف اربع ثوان، ثم يحبس الهواء داخله ثمان ثوان ثم يخرج الهواء عن طريق الفم خلال مدة اربع ثوان.
2- اطلب منه ان يجلس جلسة مريحة وان يسترخي
3- اطلب منه ان يغمض عينيه وان يسمع صوت اخيه وهو يقول له احبك واحب ان تشاركني في العابي وان نتحدث معا
4- اطلب منه ان يتخيل اخوه يقبله ويقدم له هدية جميلة يحبها كثيرا.
5- اطلب منه ان يكبر هذه الصورة في مخيلته ويجعل الوانها اكثر سطوعا واثارة.
6- اطلب منه ان يتخيل كراهيته لاخيه خرجت من قلبه ككرة سوداء ثم اندفعت من النافذة ثم وقعت في نار واحترقت ثم صب عليها الماء.
7- اطلب منه ان يتخيل ان حبه لاخيه دخل قلبه وملأه سعادة وسرور.
بناء التوافق مع الاولاد
اذا وجدت ابنك قد اختار طريقا غير الطريق الذي ترغب فيه، وهو يريد ان يلعب مع اصحابه وانت تريده ان يملأ وقته بالدراسة والجد ليحقق مستقبلا افضلا، تريده صالحا في سلوكه واخلاقه لا يعرف مسكرا ولا مخدرا، فكيف تقنع اولادك؟
ان بناء التوافق والالفة مع الاولاد يفيدك في هذا المجال، قبل ان تتحدث اليه، ابن توافقا معه، وذلك باتباع الخطوات التالية:
1- التقليد: تحدث معه في أي موضوع واثناء ذلك قلده في حركاته وكلامه وطريقة تنفسه وحركات عينيه، من غير ان يشعر بانك تقلده.
2- المجاراة: استمر في تقليده فترة دقائق، وانت مستمر في الحديث
3- القيادة: اذا اردت ان تعرف مدى تأثيرك عليه غير في حركة من حركاتك ثم راقبه، فاذا قلدك في حركتك فقد اخذت قيادته، واصبح الان على استعداد تام للموافقة على أي موضوع تريد مناقشته معه، فابدأ حديثك معه، واذا لم يقلدك في حركتك فحاول مرة اخرى لبناء التوافق معه.
4 – اعرف كيفية الحوار مع الابناء
قبل محاولة اقناعه بأي موضوع، يجب على الوالدين معرفة نمط الابن وكيف يفكر، هل هو من الناس الذين يفضلون الحصول على المتعة ام من الذين يركزون على تجنب الالم؟
هل هو من الذين يتأثرون بكلام الاخرين حولهم ام بحديث انفسهم؟
هل هو من الذين يهتمون بمصالحهم الخاصة ام من الناس الذين تتسع دائرة اهتماماتهم ليهتموا بمصالح الاخرين؟
وهل هو من الذين يركزون على اوجه الخلاف ام من الذين يركزون على اوجه التشابه بين الاشياء؟
وهل هو من الذين يقتنعون بسرعة من مرة واحدة؟ ام من الذين يحتاجون كل مرة الى اقناع.
وهل هو من الناس الذين يقومون بانشطتهم مضطرين؟ ام الرغبة تدفعهم لذلك؟
وكل صنف من هؤلاء له مدخل للحديث.
1- الحصول على المتعة وتجنب الالم : اذا كان ابنك من الذين يرغبون في الحصول على متعة فحدثه عن النتائج الايجابية التي سيحصل عليها اذا قام بما تريده منه، واذا اردته ان يصلي او يصوم او يتمسك بالاخلاق فحدثه عن الوان المتع في الجنة، واذا اردته ان يهتم بدروسه فحدثه عن الجوائز التي يمكنه الحصول عليها اذا تقدم في دراسته.
واذا كان من الناس الذين يحرصون على تجنب الالم، فحدثه عن عقاب الله له وغضبه عليه اذا ظل يتعامل مع اخوته بقلة تهذيب وقسوة، حدثه قصة الرجل الذي لم يستطع ان ينطق بالشهادتين لانه اساء الى امه.
2- الاطر المرجعية الداخلية والخارجية : اذا كان ابنك يتأثر بمواقف الاخرين واردت ان لا يتشاجر مع اخوانه او اصحابه فحدثه عن غضب اخوانه واصحابه منه اذا ظل مستمرا في مشاجراته لهم، وانهم سيقاطعونه ولا يلعبون معه.
اما اذا كان من الذين لا يتأثرون الا بقناعاتهم الشخصية ولا يهمهم اراء من حولهم
(أي من الناس المعتدين بانفسهم) فكلمه عن معنى القوة الحقيقية انها ليست في الاعتداء على اخوانه او اصحابه، وانما هي في امتلاك النفس والتحكم فيها وعدم الاندفاع في الغضب، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”. وان المطلوب من المؤمنين ان يكونوا اذلاء فيما بينهم اعزاء واشداء على الكافرين واهل الفسق والفجور، قال تعالى في وصف القوم الذين يحبهم ( اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين)
3- الاهتمام بالمصالح الخاصة ام العامة : واذا كان من المهتمين بمصالحهم الخاصة ( فيه شيء من الانانية او البخل) واردت ان تعلمه الكرم والايثار والبعد عن البخل والاثرة فحدثه عن رصيد الحسنات العظيم الذي يحسب له في الاخرة اذا اعطى المحتاجين والفقراء، واذا قدم المساعدة لاخوانه او اصحابه اذا احتاجوا اليها، ان هذه الدنيا مزرعة للاخرة، فما يزرعه في الدنيا سيجده في الاخرة، وقبل ذلك سيحصد في الدنيا محبة الناس له.
اما اذا كان من المهتمين بالمصالح العامة فحدثه عن مسؤولية المسلم عن نفسه وغيره، وشجعه على الاشتراك في اعمال الخدمة العامة.
4- التركيز على اوجه الشبه واوجه الخلاف : اذا كان ابنك من الذين يلاحظون اوجه الختلاف في الاشياء التي يرونها فهو من الذين يصعب عليهم اقامة علاقات جيدة مع الغير لانه يخلق الفروق بينه وبينهم. لذا كلفه باعمال فيها قدر كبير من التغيير، فاذا طلبت منه ان يسقي الحديقة، فكلفه بعد فترة بتنظيف السيارة مثلا، ولا تكلفه نفس العمل فترة طويلة.
اما اذا كان من الذين يرون اوجه الشبه في الامور، فكلفه باعمال روتينية متكررة تسير على نفس النمط مدة طويلة من الزمان.
5- ما يتطلبه اقناع شخص ما بشيء معين : اذا كان ابنك من الناس الذين يقتنعون من اول مرة فأمره سهل ولا يحتاج الى مزيد من الجهد، اما اذا كان من الذين يحتاجون الى عدد من المرات لاقناعه، فسوف تحتاج الى جهد اكبر لاقناعه، لكن اذا كان ابنك من النوع الذي يحتاج في كل مرة تتحدث معه الى ادلة لاقناعه، فهذا يحتاج الى اثبات حبك له قبل محاولة اقناعه.اعانك الله عليه.
فمن الناس من اذا اقنعته بحبك لاول مرة ملكته للابد، ومنهم من يحتاج منك اثبات في كل مرة ليتأكد انك تحبه.
6- هل يقوم باعماله مضطرا او راغبا فيها؟ : اذا كان ابنك ممن يقوم بواجباته مضطرا لذلك، فهو من الناس الذين يقبلون ما تأتي به المقادير، ويهتمون بما هو معروف ومضمون، فكلفه بواجبات تحتاج الى الاهتمام بالتفاصيل والاستمرار، ولا تكلفه باعمال فيها مغامرة لانه لا يصلح لها، فاذا اردت تشجيعه على الدراسة واكمال دراسته الجامعية، فحدثه عن الوظائف الامنة المستقرة التي توفر له حياة وديعة وتحتاج الى الدرجة الجامعية.
اما اذا كان من الذين يقبلون على اعمالهم برغبة فهو من الذين يسعون الى معرفة الجديد وتجريب اساليب مختلفة، فكلفه بالاعمال التي تحتاج الى طموح وجرأة وقبول بالمخاطر.
فاذا اردت ان تقنعه بالتفوق في الدراسة، فاقنعه بان يسعى لان يكون معدله مرتفعا ليدرس في الفرع العلمي لان الدراسة فيه توفر له فرصا عديدة للتعليم الجامعي في الفروع العلمية، مما يفتح الباب واسعا امام اعمال كثيرة تحتاج الى الطموح والجرأة والمغامرة.
5-ساعد ابنك على تحقيق اهدافه
من أفضل الاساليب التي تقرب بين الاباء والابناء هو اهتمام الوالدين بالحديث معهم وسؤالهم عن اوضائعهم مع زملائهم في المدرسة ومحيط البيت وعلاقاتهم باقاربهم، وسؤالهم عن علاقاتهم بمعلميهم، والاستماع الى تفاصيل حياتهم المدرسية، ماذا فعلوا وماذا درسوا وهل لديهم واجبات او امتحانات، والسؤال عن تحصيلهم الدراسي.
ان الحوار مع الابناء يشجعهم في الحديث عن طموحاتهم واحلامهم واهدافهم وماذا يريدون من الحياة وما الذي يخططون له مستقبلا.
كما يشجع الابناء على التعبير عن مشاكلهم مع زملائهم واخوانهم واصحابهم مما يجعل الوالدين مطلعين اولا بأول على مشاكل اولادهم ومساعدتهم في حلها.
شجع ابنك على الحديث عن مشاعره وانفعالاته وافكاره واحلامه ومشاريعه ودعه يحلم ويتحدث عن حلمه…ثم ساعده في تحديد اهدافه بوضوح.
شاركه في تصنيف هذه الاهداف، قريبة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى، حدد معه الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق هذه الاهداف، هل هي اهداف يومية ام اسبوعية ام شهرية ام سنوية.
ضع معه جدولا يوميا يتبعه، كثير من الابناء يحتاج الى التخطيط ولا يدري كيف يفعل… ساعده في ذلك.
6- التحكم بالمشاعر
1- التدريب على الاسترخاء
ان عشرة دقائق من الاسترخاء تساوي ساعتين من النوم ويتم ذلك كالاتي:
– علم ابنك كيف يتنفس تنفسا عميقا ليحصل على الاكسجين الكافي لتغذية دماغه فيزيد من قدرته على التفكير والتخيل والتذكر، وذلك بان يأخذ نفسا عميقا، أي يتنفس من بطنه في عملية شهيق تستغرق 8 ثوان، ثم يبقي الهواء في داخله لمدة 16 ثوان، ثم يخرجه عن طريق الزفير في مدة 8 ثوان
– علم ابنك الاسترخاء، بان يجلس بهدوء في وضع مريح ويغلق عينيه ويتوقف عن التفكير وليدخل في مرحلة سكون تام وينسى وجودة ويشعر انه يهبط الى الاعماق
– اعط ابنك ايحاءات ايجابية: انت شجاع انت جريء انت قادر على الدفاع عن نفسك فلا تسمح لاحد بضربك او اخذ شيء منك، انت قادر على حل مشاكلك مع زملائك.
– اعط بعض الاجراءات العملية التي تحقق ما يصبو اليه.
– ساعده بعد ذلك في تطبيق الاجراءات العملية لتحقيق حلمه واهدافه.
2- علم ابنك كيف يتحكم في مشاعره كالخوف او الغضب او الغيرة عن طريقين، التحكم في الاعضاء، والتمثيل الداخلي.
1- التحكم في الاعضاء : يستطيع الانسان ان يتحكم في مشاعره بحركات بسيطة، فاذا كان خائفا ويريد ان يشعر بالشجاعة فما عليك الا ان تطلب منه:
– ان يقف بثبات على الارض ويباعد ما بين قدميه
– ان يرفع رأسه عاليا ويرجع كتفيه الى الخلف
– ان يتنفس بقوة وعمق
– ان يرفع قبضته في الهواء مهددا
– ان يتخيل المواقف البطولية التي مر بها، فاذا لم يمر باي موقف فليخترع من ذهنه موقفا بطوليا وليتخيل انه قام به
– ان يوحي لنفسه ايحاءات ايجابية عن شجاعته وجرأته وقوته عند ذلك سيشعر بالشجاعة وينسى الخوف.
2- التمثيل الداخلي : وهو ان يقنع نفسه عن طريق حوار داخلي بانه شجاع وليس جبانا وذلك باتباع ما يلي:
– التنفس والاسترخاء
– ان يتخيل مواقف بطولية حدثت معه، فان لم يمر في حياته بموقف فليتخيل موقف من صنع خياله انه مر به.
– فكر في شخص شجاع لا يخاف قادر على التحدي والمقاومة
– تخيل ان امامك حائط من زجاج وان هذا الشخص في موقف مخيف، وان عملاقا يريد الانقضاض عليه وضربه وهو واقف ثابت امامه بقوة، ثم هجم عليه وصرعه
– تخيل انك ذهبت خلف الزجاج وتعلمت من الرجل القوي كيف تغلب على عدوه
– تخيل انك عدت ومعك خطة جديدة للهجوم على عدوك
– تصرف في حياتك وكأن الخيال اضحى حقيقة، فاذا تعرضت لموقف مخيف، واجه الموضوع الذي تخاف منه ولا تهرب منه، قاومه وصارعه ثم انتصر عليه وانت تدعو( اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل، واعوذ بك من البخل والجبن، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) .
3- المداخل الاسرع تأثيرا في الابناء
اذا اردت فتح حوار او تكليف الاولاد بمهام او مناقشة مشكلة فاختر احد المداخل التالية:
– المشاعر: اختر الاوقات التي تكون فيها مشاعر المودة والمحبة على مستوى عال بين افراد الاسرة الواحدة كما في الرحلات مثلا او الجلسات العائلية.
– التكرار: اكثر من الاعادة والتكرار للموضوع الذي تريد الحديث عنه لاولادك حتى يستقر في نفوسهم، ولا تمل من تكرار الحديث، لان العقل يستجيب للتكرار.
– الاسترخاء: استغل اوقات ما قبل النوم، عندما يخلد الاولاد الى فراشهم ويتمددون داخله باسترخاء وراحة، عند ذلك تحدث اليهم بما تريده منهم، واتفق معهم على قواعد السلوك التي ترغب ان يتقيدوا بها. ففي هذه اللحظة انت تخاطب العقل اللاواعي او الذاكرة بعيدة المدى، العقل الذي يعي ما تقول ويصدقه ويدفع الولد لتنفيذ ما تخاطبه به.
– الخيال: استخدم طاقة الخيال لدى الاطفال، وذلك بافتعال المواقف مسبقا وطلب الحلول من الاولاد.
– استغل الوقائع والاحداث في التعليم والتنبيه، في بعض الاحيان لا يوضح الاهل للاطفال ماذا يفعلون في موقف ما، فاذا ما تصرف تصرفا خاطئا فعلى الاهل استغلال الموقف وتعليم الولد السلوك الصحيح الذي يجب اتباعه وارشاده الى انواع اخرى من السلوك الفاضل.
– التلقين: ان وجود معلومات سابقة مهم جدا في عملية التفكير فاذا توفرت اركان التفكير كاملة من دماغ صالح للربط وحواس وواقع، لكن لم تتوفر المعلومات فان الانسان لا يستطيع ان يفكر او يعطي حكما على امر ما. وكذلك القيام ببعض الاعمال يحتاج يحتاج الى معلومات سابقة تقدم للطفل حتى يكتسب المهارة، فاذا اراد الوالد من ابنه ان يزرع نبتة او يصلح كرسيا مثلا فيجب ان يقوم بالعمل اولا امام ابنه ثم يطلب منه ان يقلده فيما قام به، حتى يستطيع الابن القيام بالعمل المطلوب بسرعة واتقان، كذلك الام اذا ارادت من ابتها ان تغسل الصحون او تطبخ مثلا فعليها ان تقوم بالعمل امام ابنتها ثم تطلب منها القيام بالعمل تحت اشرافها حتى تتقنه، فالتلقين والتدريب العمليين مهمان في اقناع الاولاد بالقيام بالمهام المطلوبة منهم. صحيح ان الولد يمكن ان يتعلم وحده بالمحاولة والخطأ ولكنه يحتاج الى محاولات عديدة ووقت اكثر. والتلقين والتدريب المباشر يسهل الامر عليه ويوفر الجهد والوقت.
– الطلب بتهذيب كأن تقول لابنك: من فضلك ناولني كذا، لو سمحت افعل كذا، فان الاسلوب الرقيق والكلمة الحلوة تفعل فعلها في الابن، وتجعله يستجيب للامر سريعا، واذا رفض يكون له وجهة نظر يستطيع ان يبديها.
4- اعطاء الاوامر الفعالة
ما ذكر سابقا قد لا يجدي مع بعض الاولاد، فاذا طلبت منهم شيئا لا يستجيبون لك، ان الطلب بأدب يجدي مع الاولاد الذين تربوا منذ نشأتهم على طاعة الوالدين واحترامهم واحترام الكبار مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” ومثل هؤلاء لا تجد صعوبة في التعامل معهم، لكن هناك من الاولاد من نشأوا على التمرد والعصيان والعناد وعدم الالتزام بالواجب، فهؤلاء يصعب التعامل معهم، ويرفضون تنفيذ اوامر والديهم، لذا على الوالدين اعطاء الاوامر الفعالة، وعدم الاكتفاء بمجرد الطلب بلطف.
– اعط الامر عندما تريد ان يكف ابنك عن القيام بعمل خاطئ كالصراخ بصوت عال او مزعج، قل له: توقف عن الصراخ.
– اعط الامر عندما تريد ان يقوم ابنك بعمل ما كحل الواجبات المدرسية، قل له: اكتب واجباتك.
كيفية اعطاء الاوامر
اذا وجدت ابنك يقوم بعمل سيء كأن يلعب باواني المطبخ او يرمي ما في الخزانة على الارض، وقد نهيته اكثر من مرة، فاتبع ما يلي:
– اقترب من ابنك
– ارسم تعبير استياء وغضب على وجهك واجعله ثابتا
– انظر بثبات في عينيه
– نادي عليه باسمه
– اعط اوامر صارمة واضحة بصوت حاد: كف عن اللعب باواني المطبخ،او ارفع ملابسك عن الارض ورتبها في الخزانة
– اذا رفض الاستجابة كرر الطلب بحزم اكبر.
احذر مما يلي:
1- لا تعطي اوامر غامضة، ان اعطاء الاوامر المفصلة الواضحة افضل من الاوامر الغامضة. لا تقل لابنك: افعل شيئا بالنسبة لملابسك، ولكن قل له: رتب ملابسك في الخزانة
2- لا تسأل سؤالا عند اعطائك الامر، فلا تقل لماذا غرفتك غير مرتبة؟ لماذا كتبك على الارض؟
3- لا تعلق على السلوك السيء عند اعطاء الامر، فلا تقل: من غير اللائق ان توسخ ملابسك، سيصبح البيت فوضى وغير مرتب اذا بقيت العابك على الارض، لان هذا الشرح يجب ان يكون سابقا على وقوع المخالفة.
4- لا تعط اسبابا لقانون معين، اثناء حصول السلوك السيء، فان الوقت الذي يجب ان توضح فيه القانون او القاعدة السلوكية المطلوبة يجب ان تكون قبل وقوع المخالفة او بعد التوقف عنها وليس اثنائها. لا تقل لابنك الذي يكذب: لا يجوز الكذب لان الكذب حرام ويؤدي الى جهنم، بل قل له : لا تكذب فقط.
اما التوضيح والشرح فيجب ان يكون قبل وقوع الجريمة، اما اثناء عملية الكذب فلا توضح شيئا ولا تفسر، وانما اوقفه عن الاستمرار في الكذب فورا، وبعد ان يتوقف اشرح له عن حرمة الكذب وبشاعته.
5- اذا اعطيت امرا لابنك بالكف او القيام بعمل ورفض الامر وعصاه فالجأ الى الاقصاء، واذا استجاب لك فكافئه، وهذا موضوع الفصل الاخير.
نجاح السباتين
المصادر والمراجع
1- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابي عبد الله بن اسماعيل البخاري للحافظ احمد بن حجر العسقلاني، دار الفكر
2- صحيح مسلم للامام الحسن مسلم بن حجاج النيسابوري، دار احياء الكتب العربية، الطبعة الاولى 1314ه- 1995م
3- المسند للامام احمد بن حنبل، المكتب الاسلامي، الطبعة الثانية 1398ه- 1978م
4- الشخصية، الجزء الاول، تقي الدين النبهاني
5- مفاهيم اسلامية، محمد حسين عبد الله، الجزء الاول، دار البيارق، الطبعة الاولى، 1417ه- 1996م، بيروت-لبنان
6- نمو الطفل وتطبيقاته التربوية، عبد الرحيم صالح عبد الله، دار مناهج ، الطبعة الاولى، 1422-2001، عمان-الاردن
7- دليل الاباء في تربية الابناء،د.كلارك، ترجمة د. يوسف ابو حميدان، افنان المصري، ايمن قرالة، دار الضياء، عمان –الاردن، الطبعة الاولى، 1420ه-2000م
8- تربية الاولاد في الاسلام،د. عبد الله ناصح علوان، دار السلام، الطبعة 38، 1423ه-2002م، القاهرة-مصر
9- تعديل السلوك الانساني،د.فاروق عبد الفتاح موسى، دار عالم الكتب، الرياض، 1405ه-1986م
10- Sos
11- مفاهيم النهضة الاسلامية، نجاح السباتين، دار الاسراء، الطبعة الاولى، 2004م عمان- الاردن
12- تطبيقات اسلامية على البرمجة اللغوية العصبية، نجاح السباتين، دار يافا، الطبعة الاولى، 2005
13- قوة التحكم فيالذات، د. ابراهيم افقي
14- علم النفس العام، د. عادل فخر الدين الاشول، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة الطبعة الثانية، 1989م
15- علم النفس العام، د. فاتن محمد علي حاج، المكتب الاسلامي، الطبعة الرابعة، 1202ه- 1982م