لن يحتاج ارتياد الفضاء في المستقبل القريب إلى رواد فضاء بشريين، فأبطال استكشاف الفضاء القادمون، هم رابوتات حديثة لن تحتاج الى حشوها ببرامج مسبقة، بل تمتلك القدرة على التسيير الذاتي واكتساب الخبرات والتعلم، والتصرف في مواجهة المتغيرات الطارئة، والمستقبل القريب هذا يعني عقدة واحدة من الزمان، وهي المهلة التي يطلبها علماء الالكترونيات في جامعة تكساس، لينتهوا من ابحاثهم حول تطوير جهاز عصبي صناعي بعمل عمل المخ وشبكة الأعصاب في الإنسان، ويمكن الرابوتات من جمع المعلومات من الوسط المحيط بها ومعالجتها واتخاذ القرارات المناسبة دون الرجوع الى برامج سابقة التجهيز.
ويحاول فريق خبراء الالكترونيات محاكاة الجهاز العصبي الحي الذي يتميز بدرجة عالية من التعقيد، حيث تتعامل الخلية العصبية الواحدة في اي عملية من عمليات الإحساس مع ألاف الخلايا الأخرى في نفس اللحظة.
وقد تمكن الفريق من تصميم ادوات تنسيق الكترونية متناهية الدقة لتقوم بعمل الخلايا العصبية وصنعت هذه المنسقات الدقيقة جدا من مركب يحتوي على عنصري الجاليوم والزرنيخ، وهي على هيئة طبقات غاية في الرقة تنبعث فيما بينها تيارات الكترونية تخضع لمعالجات اخرى بحيث تصبح شبيهة بنظام السيالات العصبية التي تتولد في الخلايا العصبية بفعل حركة عنصري الصوديوم والبوتاسيوم.
وقد أظهرت برامج المحاكاة الحاسوبية قدرة هذه المنسقات على إرسال إشارات شبيهة بالنبضات الخارجية من الخلايا العصبية.
ويتوقع رئيس فريق جامعة تكساس الدكتور لاري کولير وهو طبيب أعصاب، أن يحصل فريقه على اول مخ رابوتی بحشد الالاف من هذه المنسقات الدقيقة في رقاقة واحدة تستقر في رأس الرابوت، ويضيف: انتظرونا .. بعد عشر سنوات!.
هاشم سلامة
مصدر الصورة
pixabay.com