يتسبب إدمان الألعاب الالكترونية مخاطر صحية ونفسية على الأطفال /pixabay

تحذير من مخاطر تأثير الإنترنت والكمبيوتر على سلوك الأطفال

آفاق علمية وتربوية – تتعدد الدراسات التي تناولت تأثير التقنيات الحديثة كالحاسوب وشبكة الإنترنت واللعاب الالكترونية كالبلاي استيشن والبرامج التلفزيونية، والتعامل المفرط مع هذه الوسائل الحديثة وسلوك الأطفال، حيث تناولت تلك الدراسات إدمان الأطفال على أدوات العصر الحديثة وسلوكهم وتحصيلهم الدراسي وعلاقتهم بأسرهم وأصدقائهم والمشاكل النفسية التي سوف يواجهونها.

وحول ذلك قال أستاذ تكنولوجيا الاتصالات الدكتور شريف درويش من كلية الإعلام جامعة القاهرة ( أن ما نتحدث عنه حاليا في مصر كان قد حدث سابقا في أمريكا ودول أوروبا الغربية ومصر حيث نجد ان بعض الأسر المصرية من باب الوجاهه والتمايز الطبقي على وضع جهاز تليفزيون وفيديو خاص بكل غرفة نوم للأطفال، مما جعل الطفل يشاهد التليفزيون بصفة مستمرة، ومن بعدها ظهرت أجهزة الكمبيوتر، ومن ورائها الإنترنت فهجر بعض الأطفال أجهزة التليفزيون واتجهوا إلى النت، لأنه أصبح أداه هائلة للتواصل للعب والتحدث ).

ويضيف الدكتور درويش بقوله (إن لوسائل التكنولوجيا أثارها السلبية والإيجابية على المجتمع المصري والعربي، مثل الاتجاه إلى إدمان الألعاب أون لاين مع أصدقائهم سواء من داخل مصر أو خارجها، والذى يؤدى بدوره إلى إهمال التحصيل المدرسي والاتجاه إلى اللعب فقط، وهذا ما يحدث تدريجيا الآن فى مقاهى الإنترنت يوميا صباحا، فكثيرا ما نجد التلاميذ فى الصباح وبالزى المدرسي يقضون نصف النهار فى هذه الأماكن، من دون أى رقابة من البيت أو المدرسة أو، بالإضافة إلى مواقع الشات وتعرضهم الدائم للمواقع الإباحية للمراهقين مما يكون له تأثيرات أخلاقيه شديدة على الأطفال والمراهقين ).

وحول أسباب إدمان الأطفال على الإنترنت والكمبيوتر والألعاب قال أخصائي التوجيه النفسي ومدير مركز إشراق للاستشارات النفسية الدكتور تامر جمال (هناك دراسات عديدة ناقشت تأثير التليفزيون وأجهزة التكنولوجيا على الأطفال وأظهرت هذه الدراسات أن السبب وراء إدمان هؤلاء الأطفال لوسائل الإعلام والتكنولوجيا، هو فقد لغة الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة فيضطر الطفل إلى عمل حوار خاص به سواء عن طريق اللعب على جهاز الكمبيوتر أو عن طريق الشات مع أصدقاء خارج نطاق معرفته، أما بالنسبة للتليفزيون فمن المعروف أن شاشات وسائل الإعلام تجذب الصغير أكثر من الكبير فيقوم هذا الطفل بدور المتلقى دائما للرسائل الإعلامية دون أن يقوم بمناقشتها مع والديه، وهذه الفجوة حدثت بسبب انشغال الأسرة بالعمل المستمر دون الإهتمام بأطفالهم وعدم القيام بواجباتهم تجاه هذا الطفل، مما ينتج عنه إصابة الطفل ببعض المشاكل النفسية المختلفة).


أما حول علاج ظاهر إدمان الأطفال على الإنترنت والكمبيوتر فلن يكون ذلك بالمنع الفوري لهم حيث بين الدكتور جمال أن بعض الأمهات منعن أطفالهن من الكمبيوتر والتلفزيون بطريقة خاطئة دون توفير البديل المناسب لهم ، وكان الأفضل أن تتم عملية تقليل المشاهدة بشكل تدريجي وتحديد أوقات معينة لممارسة الألعاب الالكترونية ومشاهدة التلفزيون والاتصال بشبكة الإنترنت، وهذه البدائل قد تكون بالخروج إلى النادي أو الرحلات القصيرة أو ممارسة الألعاب البدنية مع الأصدقاء أو العناية بحديقة المنزل أو الذهاب إلى المكتبات العامة أو غيرها من النشاطات الهامة جدا في حياة الطفل.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *