تحديد جنس الجنين بين العلم والشرع

كل انسان يطمح لأن يملك كل شيء ويحب دائما ان يسعى لتحقيق ما يطمح اليه ما دام ذلك لا يخالف الشرع ولا العادات والتقاليد. ان العلم قد تطور وأصبح قادرا على مساعدتنا على تحقيق ما نطمح اليه، وكل ذلك في النهاية يخضع لإرادة الله وقدرته، بما في ذلك طرق تحقيق الحمل، فقد تكون كل العوامل مناسبة ورغم ذلك لا يحدث الحمل لأن الله اراد ذلك وقدّر.

ولنبدأ بالطريقة التي تعطينا اعلى فرصة في الحصول على الجنس المطلوب وهي طريقة فصل الاجنة بحيث لا ينقل لرحم الزوجة الا الجنس المطلوب ومنه في حالة حدوث الحمل فسيكون المولود من الجنس المنقول ان شاء الله.

هنا قلنا في حالة حدوث الحمل اي قد ننقل اجنة ولا يحدث حمل ومن هنا اتى التحليل الشرعي لها، اننا اطباء ومرضى نعرف ان في كل خطوة وكل مرحلة قد تتوقف المحاولة. وهذه الطريقة تكون مثل محاولة اطفال الانابيب تماما بحيث نسحب البويضات من الزوجة ونلقحها بالحيوانات المنوية من الزوج وعندما نحصل على اجنة نقوم بفحص كل جنين لمعرفة جنسه ولا ننقل الا الجنس المطلوب وكان التحليل الشرعي لها لانه قد نفحص جميع الاجنة وتكون جميعها اناث فرضا وعندها تتوقف المحاولة، او قد نجد اجنة ذكور وننقلها ولكن لا يحصل الحمل.

ومنه نجد الجنس المطلوب خاضع لارادة الله وان يحدث الحمل ايضا هو خاضع لارادة الله وما عملناه ما هو الا لزيادة الفرصة والاحتمالية، والجيد في هذه الطريقة انه في حالة حدوث الحمل نعرف انه من اليوم الاول ذكرا، لقد تطور العلم وتطورت الادوية والطرق المستخدمة وهذا كله يزيد من فرصة النجاح، والكثير من حالات الفشل السابقة قد حالفها الحظ الان لتطور التقنية في هذا المجال والنجاح يعتمد ايضا بعد ارادة الله على قدرة الطبيب على اختيار الطريقة المناسبة لتحريض الاباضة عند الزوجة، فالأجسام ليست واحدة ويعتمد عليها تحديد نوع الدواء والجرعة الملائمة للزوجة لأن الحالات ليست متماثلة مع بعضها وكلما ازداد عدد الاجنة الذكور المنقولة ازدادت فرصة حدوث الحمل.

اما الطريقة الثانية فهي تعتمد على فصل الحيوانات المنوية في المختبر وحقنها داخل رحم الزوجة بعد نزول البويضة وهذه الطريقة تعطينا فرصة حدوث حمل بذكر بنسبة 75% في حالة حدوث الحمل اي هنا ايضا حصول الحمل مرتبط بارادة الله عز وجل، ومن كل 4 سيدات يحملن بهذه الطريقة فإن 3 منهن سوف ينجبن ذكرا وواحدة سوف تنجب انثى.

اما الطريقة الثالثة: فتعتمد على تغيير نوع الغذاء، وعمل غسول مهبلي، وتحديد وقت الجماع وهنا تكون فرصة الحمل بذكر فقط 65 % في حالة حدوث الحمل.

واختيار الطريقة يعتمد على مدى اهتمام الزوجين بان يكون لهم مولود ذكر وعلى عدد الاطفال الذين يرغبون في انجابهم وعلى عدد الاناث لديهم الان وعلى قدراتهم المادية، وبمجرد حدوث الحمل فإنه يعامل معاملة الحمل الطبيعي ويطبق عليه ما يطبق على الحمل الطبيعى. ولا يوجد احتمالية لإصابة الطفل بأي نوع من الامراض بسبب اتباع هذه الطريقة.


ودائما تسأل السيدات: انا لا اعاني من مشكلة عدم القدرة على الانجاب فلماذا لا يحدث الحمل دائما على الرغم من انكم ارجعتم اجنة الى الرحم في الطريقة الاولى، وهنا دعونا نتذكر ان نسبة حدوث الحمل الطبيعى عند زوجين لا يعانيان من اي مشاكل وقد حدث الجماع في الوقت الصحيح لا تتجاوز الـ 25 % % كل شهر ومنه فإن قدرة الجنين على الالتصاق ببطانة الرحم والانقسام ليست 100 % وعلى الرغم من المواد الجديدة المستخدمة كلاصق الاجنة لم يمكن رفع النسبة لتصل الى 100 ٪.

وفي النهاية نقول:

﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50﴾
سورة الشورى

د. وفاء عبدالله محسن
استشارية العقم وأطفال الانابيب

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *