الواجبات المنزلية .. هل تجهد عقول الصغار ؟

يعتقد بعض الآباء والمعلمين انه يجب تكليف الاطفال بواجب مدرسي منزلي طويل وكاف ليضمن استيعابهم للمعلومات ، بينما يعتقد آخرون بأن مثل تلك الفكرة تعني تحميل الاطفال ما لا طاقة لهم به.

وقد اثبتت دراسة اجريت مؤخرا من قبل المؤسسة الوطنية للبحوث التعليمية البريطانية ان الواجبات المنزلية تعتبر اكثر ضررا على الاطفال من كونها مفيدة.

وتتفق لين جيسيت مديرة احدى المدارس الابتدائية في الانكشاير مع هذا وتضيف: ان الاطفال يقضون عادة يوما متعبا وشاقا في المدرسة، وان تكليفهم باعباء تعليمية منزلية اضافية هو امر غير مفيد، وان الاطفال يحتاجون الى مقدار معقول من الواجبات والاعمال المنزلية.

ويعتقد خبراء التربية ان الواجبات المنزلية تعتبر اداة تعليمية ايجابية، لذلك لا يجب على الآباء والمعلمين جعلها مرضا مجهدا وعملا شاقا متعبا.

اذن: كيف يمكن للاباء مساعدة الابناء على القيام بواجباتهم المنزلية بدون ان ندفعهم الى اجهاد عقلي؟

وللاجابة على هذا السؤال فقد اعدت الدراسات بعضا من الارشادات البسيطة التي قد تساعد الآباء على مساعدة اولادهم في الواجبات المنزلية ، فاذا كان عمر الطفل يتراوح بين 3 الى 4 سنوات فانه يجب تكليفهم بواجب منزلي مدته ساعة ونصف أسبوعيا يكون كافيا، بينما الأعمار من 5 – 6 سنوات فيجب تكليفهم بواجب منزلي مدته نصف ساعة يوميا، اما الاعمار من 7 – 8 سنوات فتكليفهم بـ 45 دقيقة الى 90 دقيقة يوميا يكون كافيا، ومن سنوات 9 – 11 سنة فيفضل تكليفهم بواجبات تبلغ مدة انجازها من ساعة الى ساعتين يوميا، واذا اعتقد الاباء ان هذه المدة طويلة جدا فيجب عليهم تذكر حقيقة ان الاولاد من سن العاشرة فما فوق يشاهدون التلفاز لمدة تزيد عن الثلاث ساعات يوميا.

وتوصي الدراسة التي اجرتها المؤسسة البريطانية للبحوث التعليمية: ان على الاباء تخصيص مكان يمكن فيه للطفل انجاز واجبه المنزلي بهدوء تام وبدون ازعاج. والتأكد من وجود احد الوالدين بقربه في حالة احتاج الى مساعدة للاجابة على سؤال او لحل مشكلة ما.

التوصيات ايضا ان من الضرورة تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه ويجب ترك المجال له ليحل المشاكل بنفسه، وعدم تزويده بالاجابة بسرعة.


واذا ما اجاب اجابة خاطئة، يجب على الوالدين تشجيعه على المحاولة مجددا لا ان يوبخاه على الخطأ، واذا ما اجاب اجابة صحيحة فلا بد من امتداحه والثناء عليه وتخلص التوصيات الى انه لا بد من تحبيب الطفل للمواد التي لا يحبها، وتحويلها الى مواد مشوقة وممتعة وذلك عن طريق تنظيم رحلات اسبوعية متصلة بالمادة.

هاشم سلامة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

استراتيجية التفكير الناقد وأهميتها في العملية التعليمية

استراتيجية التفكير الناقد هي مهارة معرفية تتضمن القدرة على تحليل المعلومات، وتقييم المواقف، واتخاذ قرارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *