كان لشجرة اللبان العربي اهمية اقتصادية وتجارية هامة عند الكثير من الشعوب القديمة كالفراعنة والبابليين واليونان والرومان، وورد ذكرها في اسفار العهد القديم، وذكرها الكثير من علماء العرب والافرنج كالمؤرخ الروماني بليني الأكبر في القرن الأول بعد الميلاد وعبد اللطيف البغدادي في كتابه «الطب من الكتاب والسنة» وغيرهما. ولا زالت هذه الشجرة وستبقى لها أهمية من نواح كثيرة.
يصل ارتفاع هذه الشجرة الى مترين او اكثر، وورقها وثمرها يشبهان ورق وثمر نبات الريحان. وأزهارها بيضاء او محمرة قليلا والثمار عنبة ذات لون ابيض مائل إلى الصفرة او الزرقة المخففة.
ويخرج على اغصان الشجرة صمغ اصفر، كما يسيل هذا الصمغ من جروح تعمل في لحاء الشجرة، ويتجمد على شكل حبيبات صفر صغيرة هي اللبان الذكر.
ولهذه الشجرة اسماء عديدة منها لبان وكندر وبست، وموطن هذه الأشجار جنوب الجزيرة العربية واليمن «خاصة حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى» والصومال.
وللبان نوعان أساسيان هما: اللبان الذكر ويطلق عليه أيضا الشحري لأنه كان يصدر من ميناء الشحر باليمن. واللبان اللامي، وهو يستخدم للمضغ لنكهته الطيبة. واثبتت التحاليل الكيميائية لمادة اللبان الذي يستخرج من جروح جذوع اشجار هذه النباتات، انها تكون في بادئ الامر بيضاء اللون، تميل الى اللون الأصفر الخفيف قوامها مطاطي وعند تركها فترة قصيرة تجف، وهي تتألف من المركبات الكيميائية التالية:
1- مواد راتنجية بنسبة تتراوح من 60% – 70%
2- مواد صمغية بنسبة تتراوح من 27% – 35%
3- مادة اوليبين. .
4- رماد ناتج عن حرق اللبان يحتوي على كربونات وكبريتات البوتاسيوم وكربونات الكالسيوم وأملاح الفسفور.
وتنحصر اهمية اللبان الطبية والصناعية بما يلي :
1- يفيد مضغ اللبان في تقوية عضلات الفكين والوجه، كما يعمل على زيادة إفراز الغدد اللعابية، التي تعادل آثار الاحماض الناتجة عن الاغذية المتخمرة المسببة لتسوس الأسنان. كذلك تعمل المادة الصمغية الرابطة والسكر كمادة كاشطة تساعد على التخلص من اللويحات السنية المتراكمة على الاسنان وبالتالي يصبح الفم ذا رائحة زكية وخاليا من الميكروبات وفضلات الطعام، وتغدو الأسنان سليمة ونظيفة من أي تسوس.
2- مضغ اللبان يساعد على إراحة التنفس وإرخاء العضلات ويزيل البلغم ويقوي الشعب الهوائية ويفيد في علاج امراض الصدر مثل الربو والسعال، ويطرد الغازات.
3- يفيد مضغ اللبان في علاج أمراض المعدة واستطلاق البطن ويساعد على هضم الطعام وتنشيط الكبد ويشفي من الدوسنتاريا والقيء.
4- يصفه بعض الأطباء لبعض مدمني التدخين مضغا طوال ساعات محددة يوميا للإقلاع عن عادة التدخين السيئة.
5- يستخدم اللبان في وصفات الطب الشعبي كما يأتي: يغلى حوالي ۲5 غراما من اللبان الذكر مع خمس حزم متوسطة الحجم من نبات البقدونس الطازج في حوالي خمسة لترات من الماء، ويستمر الغليان حتى يبقى من الماء حوالي كوب واحد فقط، ثم يصفى ويشرب نصفه صباحا ومساء لعلاج النزلات الشعبية.
6- يستفاد منه في المشمعات، وعمل اللاصقات الطبية كما انه يضاف الى الكحل المستخدم في العين، وإنتاج البخور.
7- يستخدم زيت وأوراق وأطراف أشجار اللبان المزهرة في علاج الصداع، عن طريق دهن منطقة الجبهة، وجانبي الرأس مع استنشاق العطر المتصاعد من زجاجة الزيت عدة مرات.
8- يدخل زيت اللبان في صناعة العطور ومساحيق الوجه والصابون.
بقي أن نعرف أن استخراج اللبان يتم بواسطة ايجاد شقوق وجروح في جذع الشجرة وعن طريق استخدام فؤوس صغيرة فيسيل منها سائل لبني سرعان ما يجف ويصبح على شكل اقراص غير منتظمة أو حبات مستديرة أو على شكل كمثرى لها صفرة خفيفة أو خضرة خفيفة، ومغطاة بمسحوق خفيف من اللبان نفسه.
عادل محمد علي الحجاج
الجمعية الاردنية لتاريخ العلوم