مفاعل حيوي لتنمية الطحالب

الطحالب البحرية واستخدامها في مستحضرات التجميل

آفاق علمية وتربوية – في الآونة الأخيرة ومع التقدم العلمي والبحث عن البدائل والاستفادة من مكونات الطبيعة وما تهب للإنسان من مواد وجزيئات سواء في البر أو البحر، تم التوجه في الآونة الأخيرة للاستفادة من كائنات كان يظنها الكثير كائنات مهملة وتسبب أضرار في البحار والمحيطات.

إلا أن العقل الإنساني اثبت انه بالعلم يمكن أن يبدل ما هو ضار إلى ما هو نافع ويفتح أفاق من العلوم والمعرفة جديدة.

طحالب بحرية
والطحالب البحرية عبارة عن كائنات حية تنمو في البحار والمحيطات بكثرة حيث تتوافر الظروف الملائمة لمعيشتها، وكان ينظر إليها على إنها تهدد البيئات البحرية إذا وجدت بكثرة، ولكن مع الدراسة والتعمق معرفة الظواهر وجد أن لتلك الكائنات فائدة فى مستحضرات التجميل، هذا طبعا بخلاف عن الفوائد الأخرى والتي لن نتناولها في تلك الورقة.

ولكن ما نحن بصدده الان هو مستحضرات التجميل. توصل الى مركبات تستخلص من الطحالب تستخدم فى كريمات الوقاية من الشمس ( فى بلداننا العربية لا نلاحظ مدى خطورة هذا التعرض لان أجسامنا يوجد بها بالفعل مركبات منها الميلانين تقى من الإصابات التي تحدثها التعرض للشمس ، ولكن فى طل المشكلات التى تتعرض لها طبقات الجو العليا من الملوثات التي تصل إليها قد تسمح بوصول أشعة كانت سابقا لم تصل الى الأرض وقد نتعرض لها وفى تلك الحالة نكون فى احتياج إلى تلك الكريمات مثل باقي الشعوب التي لا تتواجد أو تنقص منها المركبات الواقية للأشعة ) فنجد أن التعرض لأشعة الشمس بفترات قصيرة يؤدى الى حدوث اسمرار الجلد (برونزاج)، والتعرض لفترات كبيرة قد يؤدى الى حدوث أمراض منها على سبيل المثال التجاعيد على الجسم وقد يؤدى الى حدوث سرطانات بالجلد.

والشعاع الشمسي الذي يصل الى الأرض يقسم الى ضوء مرئي ويصاحبه أشعة فوق بنفسجية، حيث أن الطول الموحى لها قصير ولذلك لا تستطيع العين ان تراه ، وعندما تصل إلى الأرض وبالتالي تخترق أنسجة الجلد التى يتعرض لها .ولكن فى ظل وجود كريمات على سطح الجلد قد يؤدى الى عدم اختراقها أو انعكاسها ، وبالتالي فان مبدأ العمل بالكريمات يعتمد على نوع المركبات التي يكون الطحالب غنية بها فمثلا فى حالة وجود مركبات مثل أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك تعمل على انعكاس الأشعة ( شاشة). فى حالة وجود مركبات مثل بنزوات الأمين ومركبات بنزوفينين تعمل تلك الكريمات كفلتر، اى أنها تسمح باختراق الأشعة وتفصل الأشعة الضارة .

من الجدير بالذكر أن تلك المواد يكون تحللها بطئ من الزمن اى أنها تستمر لفترة كبيرة تحمى الجلد .

وبالدراسة تم التوصل الى أن بعض الطحالب يوجد بها بعض المركبات تعمل كمركبات ضد الأشعة فوق البنفسجية ومن تلك المواد مادة مثل – ميكروسبورين شبيه الحمض الامينى – ومن أنواع تلك الطحالب هى الطحالب الحمراء الكبيرة والطحالب الصغيرة والبكتريا الزرقاء.


وكما ذكرنا سابقا ان الجسم يدافع عن نفسه ضد اختراق الأشعة الضارة بواسطة مادة الميلانين وأيضا يمكن عن طريق مركبات ميكروسيانين شبيه الحمض الامينى ، وفى حالة نقص تلك المواد وحماية الجسم يمكن أن نستعيض عنها باستخلاصها من الطحالب .

ولقد زاد الاهتمام بتلك المواد وبذلك ذادت معه المزارع التي تعمل على تنمية الطحالب على نطاق تجارى ، ويتم فيها استخلاص تلك المواد وإضافتها الى الكريمات فى صور تجارية وتحت مسميات تجارية. حتى تعمل على المحافظة على الجسم من أشعة الشمس وللوقاية فى حالة التعرض لفترات كبيرة ينصح باستعمال تلك الكريمات للمحافظة على جلد سليم وصحة عامة.

شيبت الحمد بهيج خلف الله
جامعة جنوب الوادي – قنا – مصر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

في المستقبل المزارع العمودية داخل بنايات المدن الحديثة

على غرار حدائق بابل المعلقة والتي اعتبرت من عجائب الدنيا، برزت فكرة بناء المزارع العمودية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *