الشيخوخة ليست عملية انتقائية او اختيارية يختارها عدد قليل من الناس، بل هي ظاهرة عالمية شاملة ومن الأمور المسلم بها أننا كلما تقدم بنا العمر أصبحنا اکثر تعرضا للأمراض المختلفة سواء الجسمية منها او النفسية او الصحية، وحيث أننا نعيش في عصر تقدمت فيه مستويات المعيشة من جميع جوانبها مع ارتفاع واضح في مستوى العناية الصحية، فان نسبة الذين يعيشون فترة أطول آخذة في الازدياد.
فكلما ارتفع مستوى المعيشة في بلد من البلدان فانه يواكبها توجه بتخفيض نسبة المواليد مما يؤدي بالتالي إلى ازدياد نسبة كبار السن الى المجموع العام للسكان.
وعلى الرغم من إحساس جميع الناس بأهمية مرحلة الشيخوخة إلا أن معظم الناس يشيحون بوجوههم عن تلك المرحلة بل قد يسقطونها من حسابهم اصلا، وكأنها شيء مستبعد الوقوع بالنسبة لهم، مع العلم بان مرحلة الشيخوخة هي مرحلة طبيعية في حياة الانسان، كما انها عملية لا يمكن تجنبها وهي لا تحدث بين عشية وضحاها.
تقوم الأسر العربية بدور الرعاية لكبار السن مدفوعة بالمبادىء الدينية والقيم الاجتماعية التي تحث على تكريم المسنين والرأفة بهم والعطف عليهم واحترامهم والبر بالوالدين وصلة الرحم.
واذا نظرنا إلى الهرم السكاني في البلاد العربية نجد أن فئة المسنين البالغين 60 سنة فأكثر – ليست كبيرة اذ لا تتجاوز 4.2% من مجموع السكان حسب آخر تعداد الدائرة الاحصاءات العامة، وتشير التقديرات الاحصائية لعام 2020 الى ان نسبة المسنين في المجتمعات العربية ستصل إلى 7% مما يؤكد أهمية التخطيط لمواجهة هذا النمو المتزايد بوسائل وأساليب الرعاية اللازمة المناسبة باعتبار أن المسنين يشكلون طبقة عمرية ومرحلة لا بد من الوصول اليها حتما.
د. لبنی عكروش
مصدر الصورة
pixabay.com