الحمل وصحة الفم والأسنان

العناية بالغذاء المتوازن تهم كل فرد في كل وقت ولكن الاهتمام بغذاء الحامل يعتبر أساسيا من اجل صحتها وصحة الجنين . ولابد من أن يكون طعام الحامل متوازنا بعيدا عن الطعام غير الصحي لجسمها ولطفلها مع الاعتناء بسلامة الفم والأسنان المكثفة طول فترة الحمل وتنصح الحامل بالابتعاد عن تناول الأدوية خلال فترة الحمل ، والبقاء تحت إشراف طبيبها.

ومن المعروف أن الأملاح المعدنية والفسفور والكالسيوم تنتقل من الأم إلى الطفل عن طريق الدم . لهذا لابد أن يكون في غذاء الحامل الأملاح الضرورية اللازمة من اجل ان تنمو عظام الطفل وأسنان بطريقة سليمة . ويعتقد البعض خطأ ان الطفل يأخذ ما يحتاجه من الكالسيوم من اسنانه الأم . علما بان الاسنان عندما يتم فيها ترسب الكالسيوم بالشكل المعروف لا تتحلل إطلاقا من الداخل ولكن التسوس هو الذي يحلل مادة السن عندما يصيب الأسنان فيما بعد.

ولابد ان يحتوي طعام الحامل على أهم مكونات الطعام الضرورية لبناء الجسم وهي الحليب ومشتقاته من الالبان والاجبان، الحبوب بجميع اشكالها والخبز الاسود والخضراوات والفواكه واللحوم الحمراء والاسماك ولحوم الطيور ، وتنويع مصادر الطعام ضروري جدا حتى يكون هناك فرصة للحصول على تنوع اكبر من الفيتامينات والأملاح المعدنية .

والاهتمام بسلامة الفم والأسنان يجب أن يبدأ قبل الحمل اصلا وذلك بزيارة طبيب الاسنان وفحص الأسنان اللثة للتأكد من سلامتها . ثم زيارة طبيب الاسنان عدة مرات أثناء فترة الحمل ليقوم بتنظيف الأسنان وازالة الرواسب ومعالجة الاسنان اذا تعرضت للتسوس.

وتشكو الحوامل عادة من نزف اللثة ويعود ذلك إلى نوع من الإهمال في نظافة الأسنان واللثة في أثناء فترة الحمل الطويلة نسبيا ، وقد يحدث أن تتسوس بعض الاسنان او الاضراس اثناء فترة الحمل مما يؤدي الى قلعها ، وبالتالي يتأكد الاعتقاد الخاطىء ان الحمل يؤدي الى تساقط الأسنان والأصل هو الاهتمام بالاسنان أثناء فترة الحمل أو دونها مع الاهتمام المكثف اثناء فترة الحمل لان فم الحامل يميل الى الحموضة مما يساعد مع الاهمال الذي ذكرنا على زيادة نسبة التسوس .

وفي حالة ان الحامل تتعرض «للاستفراغ» في فترات الصباح فانه نسبة الحموضة في الفم تكون أعلى وهذا يساعد على تسوس الأسنان، ولذلك يجب المحافظة على الأسنان باستعمال الفرشاة والمعجون والخيط الطبي او العيدان الطبية لإزالة بقايا الطعام وإزالة اللويحات السنية التي تكون ملتصقة على أسطح الأسنان وعلى اللثة ، وقد تحتاج الحال لاستعمال الغرغرة أو المضمضة للمحافظة على رائحة الفم إذا رأى طبيب الأسنان ذلك.

وهناك بعض المضاعفات التي تظهر في اللثة أثناء فترة الحمل وهي بروز ورم صغير في اللثة يسمى «ورم الحمل» واذا أهملت النظافة فانه يصبح أكثر ميلا للنزف. وهو ورم حمید يختفي في معظم الأحيان تلقائيا بعد انتهاء الحمل ولكن يجب زيارة الطبيب والتأكد من سلامة اللثة والاهتمام بالنظافة لتقليل نزف اللثة اذا كان هناك نزف يومي خصوصا في منطقة الورم . وأحيانا يستأصل الطبيب الورم اذا لم يختف بعد الولادة .


وبعض الحوامل يحتجن لقلع ضرس او حشو اضراس اثناء فترة الحمل وهناك رأي شائع بين النساء ان قلع الأضراس يؤدي الى سقوط الجنين نتيجة لاستعمال البنج الموضعي، وهذا القول غير سليم . ولا بأس من معالجة الأسنان واللثة أثناء فترة الحمل اذا كان الحمل طبيعيا، أما اذا كان هناك مضاعفات في الحمل او ان الحامل مهددة بالإجهاض فانه قد تكون هناك مصادفة بين قلع الضرس وفقدان الحمل المصاحب مما يؤدي الى تأكيد الاعتقاد الخاطىء السابق .

لهذا يستحسن أن تكون المعالجة في فترة الحمل الوسطى اي من نهاية الشهر الثالث حتى الشهر الخامس.

د. نبيل ليوس
اختصاصي امراض وجراحة الفم والأسنان

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *