الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
التوحد AUTISM كلمه مترجمه عن اليونانية وتعني العزلة أو ألانعزال وهي ليست الانطوائية وهذا المرض عادة ما يقع ضمن الإعاقات العقلية العامة.
ومن الأمور الثابتة التي ترتبط بهذا المرض أن معدل انتشاره في تزايد مطرد وربما ترجع مثل هذه الزيادة في انتشاره الى الفهم الواعي والإدراك الجيد لطبيعة هذا المرض.
يعد مرض التوحد اضطرابا يتميز بشكل عام بصعوبات في التواصل والعلاقات الاجتماعية فضلا عن القيام بحركات متكررة، والجدير بالذكر ان السبب وراء هذا الاضطراب ليس معروفا تماما وهو لا يرتبط لا بعوامل اجتماعيه ولا عرقيه لكن يبدو الى انه يعود الى أكثر من عامل واحد ويذكر ان العامل الجيني يلعب دورا مهما في الإصابة بهذا الاضطراب الذي يرتبط بوجود مشاكل كيماويه وحيوية في الدماغ.
وهو يصيب الذكور أكثر من الاناث، اذ ان الإصابة عند الذكور اربعة أضعاف الإناث تقريبا، ويقدر نسبة المصابين عالميا بما لا يقل عن ستة أشخاص لكل 1000 شخص.
وتزداد احتمالية الإصابة بهذا المرض عند الاسر التي لديها اصابه بالمرض هذا وقد اظهرت الابحاث الى انه يمكن تشخيص بعض الحالات لأطفال وهم ما يزالون في عمر لا يزيد عن سنه ونصف لذا ينصح الاهل بالانتباه الى العلامات التالية لأطفالهم وهم يلعبون ويتفاعلون مع اطفالهم
علامات تدل على الإصابة بمرض التوحد
1. ندرة الابتسام عند دنو الأهل من طفلهم
2. ندرة محاولة تقليد الاصوات والحركات التي يصدرها الاخرون كالابتسام والضحك
3. التأخر أو قلة تكرار محاولة اصدار الاصوات ومقاطع الكلمات المناسبة لسنه مثل ماما ودادا او بابا
4. عدم التواصل مع الاشارات عند وصول الى سن العشر أشهر
5. الضعف في التواصل البصري فهو مثلا لا ينظر الى عيني والدته أثناء الرضاعة
6. قلة محاولة الحصول على انتباه الاهل والاقارب مع صعوبات في التعلم
7. مشكلة في النطق والسمع وقد يتطور الامر عند البعض ليصابوا بالصرع وخصوصا في سن البلوغ
8. انعزالي ومنطوي على نفسه ولا يشعر بالآخرين وكأنه أصم وقد يضحك ويبكي بدون سبب ولا يشعر بالأخطار الطبيعية والتي من المفترض ان يخاف منها.
9. القيام بشكل متكرر بتيبيس اليدين او الذراعين او الساقين او القيام بحركات غريبه متكررة كتدوير اليدين عند المعصمين او القيام بسلوكيات اخرى متكررة
10. عدم محاولة رفع اليدين او الوصول الى الاهل عند اقترابهم منه لحمله
11. التأخر في النمو الحركي كالحبو لذا ينصح وفي حالة ملاحظة هذه العلامات او بعض منها يجب على الأهل عدم الانتظار واستشارة الاخصائي فورا فكلما كان الطفل أصغر سنا تكون مرونته الدماغية اعلى مما يؤدي الى الحصول على نتائج أفضل من خلال العلاج.
12. وهو لا يبدي السرور لوجه امه وأقاربه ويتجنب النظر لعيني امه اثناء الرضاعة وعدم القدرة على التواصل البصري وفهم تغييرات الوجه
بعض الفرضيات والنظريات حول اسباب الإصابة بمرض التوحد
على الرغم من عدم القدرة حتى الأن على تحديد سبب معين يعد هو المسؤول عن اضطراب التوحد فأن هناك بعد الآراء تذهب الى وجود ارتباط له بإصابة الأم الحامل ببعض الامراض كالحصبة العادية أو الحصبة الالمانية أو النكاف وهناك أيضا من يربطه بجين معين كما هو الحال بالنسبة للفينايل كيتون يوريا
عوامل الوراثة والجينات
التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص
حساسية الامعاء لمادتي الكازئين والجلوتين الموجودين في الحليب البقري والبروتينات النباتية مثل القمح والشعير والشوفان وهوما يؤدي الى ما يسمى بالحساسية المخية ومرض التوحد حيث تشير الدراسات الى التحسن في حالة المرضى عند التوقف عن اعطاء الحليب البقري والبروتينات النباتية الجلوتين حيث تؤدي سمية الدماغ هذه الى انتفاخ في انسجة الدماغ للمصابين والتهابها مما يؤدي الى اضطرابات في التعلم والسلوك.
ومفتاح المعالجة الناجحة هنا هو الالمام والمعرفة بنوعية واصناف الأطعمة والأشربة التي قد تسبب الحساسية وسمية الدماغ.
علاج الطفل التوحدي يشمل على:
هناك أربع طرق يتم تداولها على انها علاج لمرض التوحد:
1. التدخل المبكر لتحسين مستوى التحصيل اللفظي والكلامي بواسطة برامج خاصة من قبل اخصائيين
2. علاج السلوك السلبي والنمطي بواسطة التدريب بوسائل تحسين السلوك لمستوى مقبول
3. برامج تعليمية وتأهيلية خاصة للأطفال المتوحدين تحسن التفاعل والتواصل مع الاهل والمجتمع
4. المعالجة الطبية لإزالة المعادن الثقيلة من جسم الطفل التوحدي ان كانت نسبتها في دمه مرتفعة ويتم ذالك على ايدي اطباء متخصصين يقرروا ان كان الطفل بحاجة لهذه المعالجة علما بأنه لم يوجد أي توصيه علميه أو مهنيه باستخدامها.
5. بعض المراجع الطبية تنصح المعالجة بالأكسجين المضغوط وهذا النوع من العلاج تمارسه في الاردن بعض العيادات الخاصة وهو مكلف جدا يتجاوز ال 3000 ينار أردني ل الكورس العلاجي الواحد والذي يتضمن حوالي 40 جلسه والجدير بالذكر ان مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية والجمعية الدولية للعلاج بالأكسجين لم يصدر عنهما اي ترخيص لعلاج التوحد بالأكسجين وهذا امر محسوم
6. بعض المراجع الطبية تنصح بالحمية الغذائية وعدم تناول الأطفال التوحديين للأطعمة التي تحتوي على الجلوتين والكازئين كما هو مذكور بالتفصيل أعلاه.
الدكتوره سهام الخفش رئيسة مساندة ودعم الافراد التوحديين في الاردن تشكك وتبدي عدم قناعتها بأي من العلاجات أنفة الذكر باستثناء العلاج السلوكي وتشير الى ان المبالغ الطائلة التي تنفق على العلاج بالأكسجين تدل على ان الامر تجاري بحت خصوصا وان الجهات العلمية لم تثبت نجاح العلاج بالأكسجين الا ان الكثير من الاهل يغامرون بدفع مبالغ هائلة على امل الحصول على نتائج ولو بتحسن طفيف على حالة ابنائهم وهذا يرجع لخياراتهم ويبقى دور الجمعية هو تثقيف الاهالي وتوعيتهم بمثل هذه الطرق الغير ناجحة والتي تبدو ممارستها لغرض تجاري بحت وتشدد الدكتورة الى ضرورة ان يسعى الاهالي الى السؤال والمعرفة الدقيقة والرجوع الى المصادر العلمية الموثوق بها قبل الاقدام على أي من طرق العلاج انفة الذكر.
وبحسب رأي الدكتورة تتمثل الطريقة المثلى لعلاج المصاب بمرض التوحد في التعديل السلوكي والبرامج التربوية المتخصصة والعلاج ببعض الأدوية التي تعمل على التقليل من الاعراض المرافقة للتوحد وليس الشفاء منه والابتعاد عن الطرق التي لا تتمتع بمرجعيه علميه وغير موثقه ولا مضمونه بل بالتأكيد هي مكلفه ماديا وقد تكون بدون حدود .
* مستشار / دكتوراه الغذاء الصحي والثقافة البدنية
Drsubhi _eid@hotmail.com