التعلم التعاوني.. نهج تعليمي حديث لتعزيز التفاعل والمشاركة

التعلم التعاوني هو نهج تعليمي يعتمد على تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض لتحقيق أهداف تعليمية محددة، حيث يعمل الطلاب في مجموعات صغيرة، يتعاونون ويتشاركون المعرفة والمهارات لتحقيق النجاح الجماعي والفردي.

ويعتبر هذا النوع من التعلم أحد الأساليب الفعالة التي تعزز من قدرة الطلاب على الفهم العميق للمادة الدراسية، وتطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي.

مفهوم التعلم التعاوني

التعلم التعاوني هو عملية تعليمية يتم فيها توزيع الطلاب إلى مجموعات صغيرة، تتألف من ثلاثة إلى ستة طلاب، حيث يعملون معًا لتحقيق هدف مشترك.

ويعتمد هذا النهج على التفاعل المستمر بين الطلاب، حيث يقوم كل طالب بدور محدد داخل المجموعة، مما يسهم في تعزيز المسؤولية الفردية والجماعية.

كما يمكن للمعلم اختيار أعضاء المجموعات عشوائيًا أو بناءً على معايير محددة، مثل التنوع في مستوى الأداء الأكاديمي بين الطلاب.

فوائد التعلم التعاوني

للتعلم التعاوني العديد من الفوائد وتتمثل الفوائد الأساسية للتعلم التعاوني في تعزيز التفاعل الإيجابي بين الطلاب، مما يؤدي إلى تحسين مواقفهم تجاه المعلمين والزملاء والمدرسة بشكل عام.

كما يعزز التعلم التعاوني احترام الذات ويسهم في توفير دعم اجتماعي قوي بين الطلاب، علاوة على ذلك، يسهم هذا النوع من التعلم في تحسين التحصيل الأكاديمي للطلاب وزيادة قدرتهم على التذكر لفترات أطول.

بالإضافة إلى ذلك، يعزز التعلم التعاوني من مهارات التفكير العليا والقدرة على النظر في وجهات نظر الآخرين، مما يزيد من دافعية الطلاب للتعلم ويعزز العلاقات الإيجابية بين الطلاب من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة.

أنواع التفاعلات في التعلم التعاوني

تتعدد أنواع التفاعلات التي تحدث في الصفوف الدراسية عند تطبيق التعلم التعاوني، ويشمل ذلك التفاعل بين الطالب والمعلم، حيث يقوم المعلم بدور المرشد والموجه لعملية التعلم، والتفاعل بين الطلاب بعضهم البعض، مما يعزز من فرص تبادل المعرفة والمعلومات.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد التفاعل بين الطالب والمادة العلمية، حيث يتعين على الطالب استيعاب المحتوى الدراسي من خلال التعاون مع زملائه.

عوامل النجاح

لضمان النجاح، يجب توافر عدة عناصر أساسية، من أهم هذه العناصر الاعتماد المتبادل بين أعضاء المجموعة، حيث يشعر كل فرد بأن نجاحه مرتبط بنجاح زملائه.

كما تعتبر المسؤولية الفردية والجماعية من العوامل الأساسية التي تسهم في نجاح هذه الطريقة، حيث يتعين على كل طالب تحمل مسؤولية جزء معين من المهمة.

علاوة على ذلك، يعزز التفاعل المعزز وجهًا لوجه من فرص التواصل الفعال بين الطلاب، مما يسهم في تحقيق الهدف التعليمي.

ولا يمكن إغفال أهمية تعليم الطلاب المهارات التعاونية والبينية الشخصية، مثل مهارات القيادة واتخاذ القرار والتواصل الفعال.

تشكيل المجموعات التعاونية

يتطلب تشكيل المجموعات التعاونية مراعاة عدة أسس لضمان تحقيق أقصى فائدة من هذا النهج التعليمي، كما ينصح بتشكيل مجموعات غير متجانسة من حيث الأداء الأكاديمي، حيث تضم المجموعة الواحدة طلابًا متفوقين ومتوسطين وضعفاء.

هذا ويمكن للمعلم استخدام أساليب مختلفة لتشكيل المجموعات، مثل الطريقة العشوائية أو المقصودة، وفقًا للأهداف التعليمية المحددة.

كما يجب أن يكون لكل مجموعة هوية واضحة من خلال اختيار أرقام أو أسماء تميزها عن باقي المجموعات.

في الختام يعد التعلم التعاوني أحد الأساليب التعليمية الحديثة التي تعزز من مشاركة الطلاب وتفاعلهم في العملية التعليمية.

اذ انه من خلال تطبيق هذا النهج، يمكن للمعلمين تطوير مهارات الطلاب الفردية والجماعية، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة تساهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

المراجع

– محمد الخليف. (1424هـ). التعلم التعاوني: حقيبة تدريبية.

 

– Johnson, D. W., & Johnson, R. T. (2013). Cooperative Learning: Improving University Instruction by Basing Practice on Validated Theory. Journal on Excellence in College Teaching, 25(3&4), 85-118.
– Slavin, R. E. (1996). Research on Cooperative Learning and Achievement: What We Know, What We Need to Know. Contemporary Educational Psychology, 21(1), 43-69.
– Gillies, R. M. (2004). The Effects of Cooperative Learning on Junior High School Students During Small Group Learning. Learning and Instruction, 14(2), 197-213.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

دور اللعب في العلاج النفسي للأطفال

العلاج النفسي باللعب هو وسيلة علاجية تهدف إلى مساعدة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم وصراعاتهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *