تشير آخر الدراسات النفسية إلى أن البريطانيين هم الاكثر اكتتاباً بين الاوروبيين. وتوضح نتائج الدراسة التي نشرت مقتطفات منها في مجلة الصحة النفسية البريطانية، ان سكان المدن البريطانية، وكذلك الايرلندية، يعانون من اعلى معدلات الكآبة في اوروبا، في حين تصنف المدن الاسبانية في آخر القائمة.
يفيد البحث، وهو الاول الذي يغطى مشكلة الكآبة بهذا الحجم على المستوى الاوروبي، بأن النساء هن في الغالب اكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، وخصوصا اللواتي يعشن منهن في المدن والحواضر.
ويقول الباحثان اللذان قاما بالدراسة، الدكتور كريستوفر داوريك والدكتور جورج ويلكنسون من جامعة ليفربول، ان تأثيرات وانعكاسات الكآبة على المجتمع اكثر وابلغ من الامراض البدنية المزمنة.
وتؤكد نتائج الدراسة ان الكآبة منتشرة على نطاق واسع بين البالغين من الطبقة العاملة في كافة انحاء اوروبا، وعلى الاخص في المناطق الحضرية مثل مراكز المدن المكتظة بالسكان.
وتخلص الدراسة الى القول انه من الضروري تطبيق سياسات عادلة وفعالة في اركان القارة الاوروبية تهدف إلى معالجة هذه المشكلة الصحية التي تشكل تحديا ملموساً للسلطات الصحية.
وقد استخدم الباحثان نماذج اختيرت عشوائيا لبالغين، من نساء ورجال، يعيشون في مناطق حضرية وريفية في كل من بريطانيا وايرلندا والنرويج وفنلندا واسبانيا.
وقد اختير هؤلاء على اساس انهم يمثلون تمثيلاً مناسباً الطبيعة السكانية التي يختص بها الجزء الشمالي من اوروبا عن جنوبه، كما ان الاختيار يغطي اختلافات عقائدية متنوعة.
وتبين الدراسة ان اكثر انتشار لظاهرة الكآبة كان مدن بريطانيا وايرلندا، وبنسب تقترب 17 و 13 في المائة على التوالي، في حين لم تزد النسبة في اسبانيا على 2.6 في المئة.
اما بين الجنسين فقد ظهر ان الكآبة منتشرة بين النساء بنسبة عشرة في المائة، وبين الرجال بحدود 6.6 في المائة.