تواجه البلدان النامية والفقيرة مجموعة من الأخطار والتحديات يقف على راسها مشكلة التغير المناخي التي تواجه العالم. اذ تزايدت معدلات الكوارث الطبيعية في مختلف أنحاء الكرة الأرضية وتعد من أهم التهديدات التي تواجه استمرار عمليات التنمية في العالم وخاصةً في الدول الأكثر فقراً.
وتعد المناطق الواقعة في الحزام الذي يربط قارة أفريقيا وجنوب أسيا والتي تضم أكثر من مليار شخص يعيشون بدون مياه نظيفة ستكون من أكثر المناطق تضرراً من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية والمتمثلة بالجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والتصحر والمجاعات وتفشي الفقر وتدهور التنوع البيولوجي.
وتتمثل أهم الأخطار التي تواجه البلدان النامية والفقيرة بسبب التغير المناخي الآتي:
زيادة الصعوبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجه هذه البلدان التي تسعى إلى تطوير خطط للتنمية المستدامة فيها.
تؤدي الكوارث البيئية مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والأعاصير إلى هجرة المواطنين والسكان من مناطقهم إلى مناطق ودول أخرى في ظاهرة جديدة تدعى اللاجئين البيئيين مما يضيف أعباء إضافية على المهاجرين والدول المستقبلة لهم. يتجلى ذلك بشكل كبير في مناطق شرق أفريقيا مثل السودان وأثيوبيا التي تتأثر بشكل واسع بالتغيرات المناخية التي تسود هذه المناطق. كما وتعاني كل من الصين والهند وبنغلاديش من الهجرة الداخلية والخارجية بسبب التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
تزيد الكوارث البيئية وبشكل خاص ظاهرتي الجفاف والتصحر من احتمالات نشوب نزاعات وحروب مناطقية او دولية على مصادر المياه والأراضي الزراعية والرعوية.
تواجه الكثير من البلدان الأفريقية والاسيوية ومنها الدول العربية ومنطقة القرن الأفريقي والهند وبنغلاديش نقصاً حاداً في المياه العذبة السطحية والجوفية بسبب تزايد حالات الجفاف الناتجة عن تناقص وعدم انتظام سقوط الأمطار. يؤثر تناقص كميات المياه على النشاط الاقتصادي لهذه البلدان مما يعيق نمو خطط التنمية المستدامة والتي تحتاجها هذه الدول ومجتمعاتها. يؤدي نقص المياه وانعدام تساقط الأمطار الى حدوث كوارث بيئية واجتماعية تتمثل بالمجاعات مما يزيد نسب الفقر في الكثير من البلدان النامية والفقيرة.
تؤدي الكوارث البيئية وبشكل خاص الفيضانات والأعاصير إلى انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا والإسهال بين السكان وبشكل خاص الشيوخ والأطفال. تؤدي هذه الأمراض إلى حصد أرواح الملايين من الأشخاص بسبب تدني مستوى الرعاية الصحية في البلدان الفقيرة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2002 إلى موت حوالي 150 ألف شخص سنوياً نتيجة تزايد تأثيرات التغيرات المناخية معظمهم من سكان الدول النامية والفقيرة نتيجة أمراض الملاريا والإسهال المعوي وأمراض الدورة الدموية أو بسبب فقر الدم الناتج عن قلة الغذاء.
تسبب الكوارث البيئية وبشكل خاص الجفاف والتصحر والفيضانات في بعض الأقاليم في نفوق مئات الألاف من الماشية وإلى موت المحاصيل الزراعية مما يفاقم من اشتداد مشكلة الفقر التي تعاني منها الكثير من الدول الأفريقية والاسيوية. ارتفع عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر عالميا اعتبارا من العام 1996 من 840 مليون نسمة إلى 854 مليون نسمة. يعيش حوالي 820 مليون نسمة تحت خط الفقر في البلدان النامية والفقيرة وحدها.
يهدد ارتفاع سطح مياه المحيطات والبحار نتيجة ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي وفي جزيرة آيسلاندا وفي المناطق الجبلية في أوربا واسيا سكان المناطق المنخفضة مثل دلتا النيل وخليج البنغال ومدينة البصرة بالغرق. تعتبر بنغلاديش والتي مرت بعدد كبير من الكوارث الطبيعية, من أكثر الدول تعرضاً للكوارث البيئية الخطيرة وذلك بسبب انخفاض أراضيها وتأثرها الشديد بالعواصف والأعاصير المدارية والفيضانات.