اضرار الأشجار على الأبنية

ان ضرر الأشجار على الأبنية يتمثل في أن جذور الأشجار تمتص الرطوبة والمياه من تربة الاساس. ولما كان هناك أنواع من التربة يتغير حجمها بفعل تغير نسبة رطوبتها، بمعنى انها تتقلص او تنتفخ في حال انخفاض نسبة رطوبتها او زيادتها، فان هذا النوع من التربة فقط هو الذي يؤدي تحرکه الى الضرر بالأبنية.

طبعا، اغلب انواع التربة الضعيفة تتعرض الى هبوط نتيجة فقدان الماء من داخل الفراغات الموجودة بين جزيئات التربة. اما الأساسات الجاثمة على تربة صخرية قوية فلا تتأثر بجذور الأشجار.

لكن هل يعني هذا قطع الأشجار عندما تتشقق الابنية؟

ينبغي عدم التسرع في كل الحالات، وذلك لإجراء دراسة علمية مخبرية تحدد نوعية التربة ومصدر او مصادر الضرر التي قد تكون مؤثرة على الأبنية. كما أن ازالة الأشجار ليس مجحفا بحق البيئة وحسب، انما يتأتی عنه ضرر قد يمتد إلى سنوات طويلة، ونعتقد ان تقليم الأشجار دوريا ومراعاة زراعتها عند ابعاد مناسبة من شأنه أن يمنع اي ضرر بالأبنية.

وفي ضوء ما يجري في عالم الابحاث اليوم، هناك اقتراحات بإنشاء قنوات حول البناء تقع بين الأشجار وتربة اساس البناء، وتقوم هذه القنوات، التي تظل رطبة طوال شهور السنة بواسطة ضخ المياه فيها باستمرار باجتذاب جذور الأشجار اليها. ولكن هذه الاقتراحات ينبغي عدم استخدامها قبل اجراء مزيد من التجارب حولها.

كما ينبغي دراسة توصيات حماية الأبنية قبل الشروع في تطبيقها، ان اقامة جدار حول البناء لصد هجمات الجذور والمياه من شأنه أن يخفض من اضرار الجذور، نعم، ولكن من شأنه ايضا ان يحصر المياه التي قد تتسرب من حول البناء او من داخله، وبالتالي سيساهم الى حد كبير في ترطيب تربية الاساس الى درجة كبيرة. لذا، لا يجوز محاولة تطبيق هذه الحلول من دون اشراف هندسي متخصص.

ثم هناك مواد جديدة تضاف إلى التربة، وهي بديلة لمبيدات الأعشاب، التي غالبا ما ينتهي مفعولها بعد موسم الشتاء الأول. ومثال ذلك مادة كيميائية مركبة، تصبح خاملة عندما تزيد نسبة الرطوبة في التربة كثيرا، أي عند حلول فصل الشتاء الماطر. لذلك، تمنع خاصيتها هذه ذوبانها في المياه الجارية في فصل الشتاء، اي انها تحول دون أن تضيع المادة هدرا في الشتاء او الخريف، وذلك عندما تتشبع التربة بالمياه.

وعندما تبدأ هذه المادة بالتحلل من جديد مع حلول فصل الربيع، أي عندما تصل الرطوبة الى حد معين مرة اخرى، فان ناتج تفاعل هذه المادة مع الرطوبة في التربة يؤدي الى قتل الجذور التي تبدأ في العمل والنشاط مع نهاية فصل الخريف.


خلاصة القول ان الابحاث العلمية بحاجة الى متابعة وتحديث والى اجراء التجارب للتحقق من هذه النظريات، وفي ضوء خصوصية كل حالة.
إن هدفنا في هذه المقالة هو الوصول الى نتيجة مفادها أن هناك امكانية للابقاء على الاشجار من دون اللجوء الى قطعها، وذلك باستخدام وسائل جديدة متطورة، اجتنابا للاضرار التي يمكن أن تنجم عن قطع الأشجار، نتيجة عدم توقف الحركة في التربة بعد قطع الأشجار، وايضا خدمة للبيئة التي نحن في امس الحاجة إلى اتزانها.

د. م. ايوب ابو دية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *