اسلوب المحو (التجاهل المقصود للأخطاء) لتعديل سلوك الأطفال

التجاهل المقصود هو ازالة كل انتباه لطفلك سيء التصرف، بحيث تتأكد من إنك لا تعزز بالصدفة السلوك السيء بالاهتمام.

وهذه الطريقة في تدريب الاطفال تكون ذات فاعلية في تقليل النوبات العصبية لأطفال ما قبل المدرسة، وقد تستمر فاعليته في سنوات ما بعد دخوله المدرسة، فمثلا إذا قمت بتوبيخ الطفل واعطيته الانتباه اثناء صراخه وبكائه (اثناء حدوث نوبة عصبية) فانت تكافئ سلوك سيء من غير قصد، حاول تجاهل سلوكه لإضعافه إذا كان طفلك في مكان آمن. فاذا كان يصرخ غاضبا اتركه واخرج من الغرفة، وتظاهر أنك مشغول بشيء آخر.

فاذا توقف عن غضبه اعطه قدرا كبيرا من الاهتمام، ولكن احذر من اعطائه شيئا ماديا كالحلوى او البسكويت.

يستعمل هذا الاسلوب في حالة ارتكاب الطفل لسلوك سيء بشرط الا يكون خطرا او مدمرا، لانه في هذه الحالة لا بد من التدخل بشكل مباشر من اجل ردع الطفل عند ارتكابه أي شيء خطر.

كيفية استعمال التجاهل المقصود

اتبع الخطوات التالية عند استخدام التجاهل المقصود:

1- ابعد كل اهتمام بالطفل
2- ارفض الجدل والتوبيخ والحديث
3- ازح رأسك وتجنب النظر بالعينين
4- لا تظهر الغضب شكلا او مضمونا
5- تصرف كأنك مشغول بأشياء اخرى او اترك الغرفة
6- تأكد من ان تصرف طفلك لا يؤدي الى مكافأة مادية
7- اعط طفلك اهتماما كبيرا عندما يتوقف عن سلوكه السيء

كافئ السلوك البديل

اذا كانت العصبية والصراخ العالي هو السلوك السيء، وقمت بتجاهل هذا السلوك، فانتظر حتى يقوم الطفل بسلوك بديل حسن، والسلوك الحسن البديل للغضب والصراخ هو الهدوء، فاذا سكتت نوبة الغضب عنه وتوقف عن الصراخ اعطه اهتماما كبيرا.
واذا تحدث بهدوء ودون عصبية، فقم فورا بمكافأته وتقدير سلوكه الجيد ( التحدث بهدوء).
واذا حدثت مشكلة بين الطفل واخوانه وحلها بالكلام دون اللجوء الى الضرب فامدح سلوكه وقبله، واذا قام بالالحاح المستمر والطلبات الكثيرة، تجاهل ما يقوم به الطفل، فاذا توقف عن ذلك فقدم له مزيدا من الاهتمام والحب، وفي المرة القادمة عندما يطلب منك طلبا واحدا فقط، عليك مكافأته مع توضيح ذلك له.

مساعدة الطفل على معرفة السلوك البديل

اذا لم يتمكن الطفل من معرفة السلوك الجيد الذي تود ان تستبدله فعلمه اياه عن طريق التلقين، فمثلا اذا قام انس بخطف لعبه اخيه مصعب كلما اراد اللعب فعلمه مهارة مبادلة الالعاب، بان تقوم بمبادلة الالعاب مع مصعب امام انس، ثم اطلب من انس ان يتبادل الالعاب مع مصعب، فاذا تعلم ذلك فقم بمدحه على جهوده ومكافأته. ولا تنسى في كل مرة يقوم انس بخطف اللعبة من مصعب ان تعاقبه بالتوبيخ او الاقصاء.

واذا كان طفلك يضايق اخوانه وهم يؤدون الصلاة او يقومون بحل واجباتهم المدرسية ليحصل على اهتمامهم. فعلمه كيف يؤدي الصلاة معهم، واعطه حقيبة وقلما ودفترا وكتبا ليشارك اخوانه في دراستهم ويقلدهم وهم يقومون بالكتابة او القراءة او اداء نشيد او ترتيل آية.

مثال:

كانت اسراء تقوم بخطف الدفاتر والاقلام من يد اختها ، فماذا فعلت الام؟

تعاملت مع اسراء باسلوب من جزأين:

الجزء الاول: توبيخ اسراء لخطفها الدفاتر والاقلام من يد اختها، ولم تسمح لها باستعمالها او الاحتفاظ بها.
الجزء الثاني: بعد ذلك قامت الام بشراء حقيبة ووضعت فيها اقلاما ودفاترا واعطتها لاسراء حتى تقلد اختها.
في الجزء الاول تم معاقبة السلوك غير المرغوب فيه بعقوبة خفيفة وهي التوبيخ، وفي الجزء الثاني تم تدريب اسراء على عملية الدراسة وامتلاك الاشياء الخاصة بها، واحترام ممتلكات الغير بدلا من خطفها واللعب بها.

استعمل الترغيب

اذا طلبت من الطفل القيام بعمل لا يحبه ولا يرغب في ادائه، وكان العمل مهما ان يتعلم القيام به ويعمله، استخدم معه اسلوب الترغيب، كأن تقول للطفل اذا اكملت واجباتك المدرسية سأسمح لك بمشاهدة التلفاز، او اذا قمت بترتيب غرفتك سأسمح لك باللعب بكرة القدم، او اذا قمت بتنظيف السيارة ساعطيك نقودا، اذا اكلت الطعام سأعطيك شوكولاتة.

ان ذلك يوجد لدى الطفل دافعا للقيام بمهام لا يهواها، وذلك للحصول على المكافأة بشرط ان تشد المكافأة اهتمامه، وتلبي حاجته، فاذا لم تكن المكافأة تعني له شيئا فلن ينفذ كل ما تريد، فلا تقل لطفل يخاف الماء: اذا فعلت كذا سنذهب للسباحة، ولكن اختر مكافأة يحبها.

امر آخر يجب التنبه اليه، لا تعكس قانون الترغيب، فلا تقل له: بامكانك مشاهدة التلفاز اذا وعدتني ان تحل واجباتك المدرسية قبل ان تنام. لان الطفل بعد ذلك لن يكون لديه دافعا لأداء واجب لا يهمه بعد حصوله على المكافأة. وسوف يشعر بالندم والانزعاج لفشله في تنفيذ وعده. ومثل هذا الشعور لا يساعد الطفل على تنفيذ الوظائف الثقيلة، ولكن اذا تركت المكافأة بعد اداء الفعل كانت دافعا جيدا للقيام بالمطلوب.

وقد استعمل الترغيب على نطاق واسع في القرآن، قال تعالى: ( يا ايها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلك خير لكم ان كنتم تعلمون* يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم* واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين). الصف 10-13

وقال تعالى: (ان للمتقين مفازا* حدائق واعنابا* وكواعب اترابا* وكأسا دهاقا* لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا* جزاءا من ربك عطاءا حسابا).31-36 النبأ


كن قدوة حسنة لطفلك

لا تقم بأداء الافعال التي تنهى عنها اولادك، قال تعالى:( يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) الصف 2-3

إذا كذبت فانت تعلم اولادك الكذب، واذا مارست النميمة والغيبة امام اولادك فانت تعلمهم هذا الخلق السيء، واذا سخرت او استهزأت بالآخرين فانت تعلم أولادك النقد والسخرية طريقة للتعامل مع غيرهم، واذا كان الشح والجبن شعارك في الحياة، سيتعلم اولادك منك ذلك. فلا تتفاجأ ولا تستغرب اذا رأيتهم جبناء ، او بخلوا في الانفاق عليك في كبرك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ” وذلك بما للأهل من اهمية كبرى في تعليم الطفل، فهو المثال الذي يقلده ويتعلم منه.

نجاح السباتين

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *