استخدام الليزر في الطب والعمليات الجراحية

الحديث عن التطور المذهل في طب المسالك البولية يقودنا حتما الى أشعة الليزر ودورها في عمليات استئصال أورام البروستاتا وتفتيت حصوات الكلى والحديث عن تطور طب وجراحة العيون يقودنا الى أشعة الليزر واستخداماتها في علاج نزف شبكية العین والانفصال الشبكي والذي ساهم في انقاذ ملايين المرضى من العمى والتغلب على مضاعفات مرض السكري على الشبكية، وعلاج قصر النظر وطول النظر والاستجمانزم «الانحراف البصري» بدون جراحة .

والحديث عن تطور طب النسائية والتوليد يقودنا الى اشعة الليزر واستخداماتها في علاج القرح الرحمية بدون جراحة، والحديث عن التطور في طب وجراحة القلب يذكر بدور الليزر في تثقيب عضلة القلب لخلق قنوات بديلة لتغذيتها بعد انسداد الشرايين التاجية وفشل كل المحاولات، بوسائل العلاج الأخرى وأخيرا وليس آخرا فان الليزر يذكرنا ب «مشرط الليزر» الذي اصبح يستخدم بدل المشرط الجراحي التقليدي، حيث يقوم مشرط الليزر بأدق أنواع الجراحة دونما إحداث النزيف .. ويحدث الشق الجراحي بدقة متناهية.

اذن: فأشعة الليزر التي ترتبط في الأذهان بحرب الصواريخ وإستراتيجية حرب النجوم، وبالأسلحة الفتاكة والمضادات الحربية التي لا يشق لها غبار … أصبحت اليوم وسيلة من وسائل النعم الطبية وأصبحت تستخدم في كل مجالات الطب والجراحة مما أعطاها اسم «الضوء الساحر» وعندما اكتشف الليزر لاول مرة لم يتوقع العلماء أن يكون له هذا الدور في حياة الإنسان، لكن العقود الأربعة التي تلت اكتشافه أثبتت ان تطبيقاته كثيرة ومتنوعة ولها أهمية بالغة في مختلف الحقول العلمية، وإضافة إلى استخدام الأشعة الليزرية في مختلف المجالات العسكرية، ومن ثم الطبية فقد استخدمت في قياس السرعة، وقياس نسبة التلوث اضافة الى انتشارها في مجال التسلية والاعلان وتكنولوجيا تخزين المعلومات.

كان الألمان اول من استخدم الليزر في اجراء العمليات الجراحية، وكان ذلك في جراحة قولون خضع لها احد المرضى عام 1975، وبعد ذلك بدأ العلماء اجراء ابحاثهم حول هذه الاشعة لتحقيق اكبر فائدة لها في المجال الطبي الى ان أصبحت جزءا لا يتجزأ من معدات المستشفيات والعيادات.

فقد أصبح الليزر ذا دور هام في علاج اصابات العضلات والأوتار والأربطة فيعمل على تخفيف الألم والورم فيها كما يفيد في إصلاح الأضرار القديمة في هذه الانسجة، وأصبح وسيلة فعالة لمعالجة الندب الدائمة الناتجة عن إصابة العضلات، كما أفاد كثيرا في إعادة العضلات المصابة الى طولها الأصلي بعد قصرها بسبب الاصابات .

وتمتاز أشعة الليزر بأنها تقدم نتائج مباشرة في العلاج دون أن يكون لها أي تأثيرات جانبية، حيث لا تحدث تغييرا في الأنسجة، وتعتبر من احدث وانجح اشكال العلاج المتوفرة حاليا كونها آمنة وغير سامة وغير مؤلمة ولعبت في العقد الماضي دورا كبيرا في استغناء ملايين المرضى عن عدساتهم اللاصقة ونظاراتهم بسبب نجاحها في تصويب الإبصار باعادة تشكيل قرنيات وشبكيات العيون، كما لعبت دورا كبيرا في القضاء على سرطان الحنجرة والبلعوم.

وقد اجرى فريق من الباحثين الأميركيين في معهد السرطان الوطني بأميركا تجارب عدة بالليزر في المراحل الأولى من سرطانات الحنجرة، وحالات الشخير واعطت نتائج مذهلة، وتقوم التجارب حاليا على استخدام هذه الاشعة في ازالة الزوائد اللحمية التي تخلق مع الأطفال سواء في أنوفهم او حلوقهم، أضافة الى تطبيقها في ازالة الأورام الدماغية. : وفي حالات بعض انواع العقم اصبح الليزر يتدخل في حل الكثير من المشاكل كتضيق الأنابيب التناسلية وأصلاح التقرحات الرحمية التي تحول دون الإنجاب، ويدخل الليزر الآن في جراحات وصل الأوعية الدموية والجلد والتجميل وشد الوجه وازالة التجاعيد والوشم، وفي مجال المعالجة السنية اصبح فاعلا ومن الوسائل المدهشة لازالة آلام الأسنان، وعلاج النخر السنی والحشوات السنية وتجفيفها وتثبيتها بسرعة فائقة.


لقد أحدثت اشعة الليزر ثورة كبيرة في مجال الطب والجراحة بكل اختصاصاتها وشهد العقد الماضي نجاحات باهرة لهذه الاشعة في المجال الطبي والعلمي – والتكنولوجي في الجانب المفيد للبشرية، وليس قصرا على الفتك بها من خلال حرب النجوم والآلة العسكرية المتطورة، بهذا انتقلت اشعة الليزر وبجدارة من: غرف الطائرات المقاتلة إلى .. غرف المستشفيات والعمليات الجراحية.

هاشم سلامة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

شركة WardLin السويدية تفوز بجائزة الابتكار لعام 2024

أعلنت شركة (Företagfabriken)، الحاضنة الرائدة للشركات الناشئة في السويد وضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والسويد لدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *