تبين العديد من الدراسات الطبية أن أضرار الفيتامينات الصناعية حيث قد تقصر العمر بسبب تأثيرها الخطير على وظائف الجسم والنظام المناعي.
وفي حين أن الفيتامينات ضرورية للحفاظ على صحة جيدة، فمن المهم ملاحظة أن استهلاكها بكميات زائدة، خاصة في شكل فيتامينات صناعية، يمكن أن يكون له آثار ضارة.
هذه النتائج نشرت مؤخرا نتائجها في العديد من المجلات الطبية والعلمية المتخصصة.
حيث بينت أن تناول الفيتامينات الصناعية، كأقراص مضافة إلى الغذاء اليومي، يقصر العمر بسبب تسببها في حدوث خلل كبير في النظام المناعي الطبيعي للجسم.
هذه النتائج المذهلة وغير المتوقعة، توصل إليها فريق أبحاث متخصص في جامعة كوبنهاغن بعد دراستهم لعشرات الأبحاث الطبية.
حيث أجمعت على أن أقراص الفيتامينات الصناعية التي يتناولها ملايين الأشخاص حول العالم وخاصة فيتامين A و E والبيتا كاروتين، لم يثبت نفعها بشكل قاطع .
يذكر هنا أن نتائج هذه الدراسة تتعارض قليلا مع دراسة أخرى أجريت سابقا واعتمدت على أكثر من 800 بحث علمي وأجمعت على أن تناول الفيتامينات لا يقصر العمر أبدا.
يقول باحثوا جامعة كوبنهاغن أن أمد الحياة لم يتغير لدى من يأخذ فيتامين C والسيلينيوم.
ولكنهم اكتشفوا أن مدى الحياة قد يتقلص لدى من يتناول مضافات أخرى.
وحسب الدراسة فإن أمد الحياة قد تقلص 7% لدى من يتناول البيتا كاروتين وكذلك الأمر مع فيتامين A 16% وفيتامين E 4% .
الآثار السلبية المحتملة المرتبطة بالفيتامينات الاصطناعية:
1- قضايا الامتصاص:
تشير بعض الدراسات إلى أن الفيتامينات الاصطناعية قد لا يمتصها الجسم بسهولة مثل نظيراتها الطبيعية.
على سبيل المثال، يُعتقد أن فيتامين E الطبيعي متاح بيولوجيًا أكثر من فيتامين E الاصطناعي.
2- اختلالات المغذيات:
ان تناول جرعات عالية من الفيتامينات الاصطناعية الفردية يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن مع العناصر الغذائية الأخرى.
على سبيل المثال، الإفراط في تناول فيتامين واحد قد يتداخل مع امتصاص أو وظيفة الفيتامينات والمعادن الأخرى.
3- التسمم:
يمكن أن تتراكم الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (A، D، E، و K) في الجسم، وقد يؤدي الإفراط في تناول الأشكال الاصطناعية إلى التسمم.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبب سمية فيتامين أ أعراضًا مثل الغثيان والدوار وحتى مشاكل صحية أكثر خطورة.
4- اغذية غير مكتملة:
غالبًا ما تأتي المصادر الطبيعية للفيتامينات مع مجموعة معقدة من المركبات المرتبطة التي تعمل بشكل تآزري.
قد تفتقر الفيتامينات الاصطناعية إلى هذه العوامل المشتركة، مما قد يقلل من فعاليتها ويسبب عواقب صحية غير مقصودة.
5- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة:
تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات الاصطناعية قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
على سبيل المثال، تم ربط الجرعات العالية من البيتا كاروتين الاصطناعي بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.
6- اضطراب الجهاز الهضمي:
قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو تقلصات المعدة، عند تناول جرعات عالية من الفيتامينات الاصطناعية.
7- جودة المكملات الغذائية:
يمكن أن تختلف جودة مكملات الفيتامينات الاصطناعية بشكل كبير.
فقد تحتوي المكملات الغذائية المصنعة بشكل سيء على شوائب أو تفتقر إلى الكمية المذكورة من الفيتامين، مما يؤدي إلى تأثيرات غير متناسقة وربما ضارة.
من المهم ملاحظة أن هذه الآثار الضارة المحتملة ترتبط عمومًا بالإفراط في تناول الفيتامينات الاصطناعية.
ففي كثير من الحالات، يكون الحصول على العناصر الغذائية من نظام غذائي متنوع ومتوازن من الأطعمة الكاملة هو أفضل طريقة لتلبية الاحتياجات الغذائية.
وأيا كانت نتائج الدراسات الطبية المتخصصة، فإن عددا كبيرا من المتخصصين ينصحون بتناول غذاء طبيعي متوازن.
كما ينصحون بعدم اللجوء إلى تناول الفيتامينات الصناعية إلا تحت إشراف طبي وعند الضرورة القصوى فقط .
كذلك من المهم قبل تناول أي مكملات فيتامينية، يُنصح باستشارة أخصائي الرعاية الصحية لتحديد المتطلبات الفردية والمخاطر المحتملة.
المهندس أمجد قاسم