يشكل البحر المتوسط حوضا مائيا مغلقا تتجدد مياه مره واحده كل 80 عام وتبلغ مساحته 1% من مجموع مساحات البحار ومع ذلك فهو ملوث ب 20% من نسبة التلوث البحري في الكرة الأرضية .
في عام 1990 م صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (U N EP) تقرير يفيد بأن 93% من المحاور والأصداف التي جمعت من البحر المتوسط احتوت على جراثيم غائطية تزيد عن الحد الأعظم المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية “who”
أهم أنواع التلوث التي يتعرض لها البحر الأبيض المتوسط هي
1- التلوث بالنفط:
يمر عبر البحر الأبيض المتوسط 30% من حركة مرور سفن العالمية وعليه فتنقسم الانشطة الاقتصادية المتعلقة بالنفط الى جزء شمالي مستهلك “أوربا” يطرح حوالي 65% من جملة التلوث النفطي الإجمالي وجزء جنوبي منتج للنفط يلوث بنسبة35% من التلوث النفطي وهذا ناتج عن حركة مرور الناقلات النفطية وتفريغ الرواسب الزيتية والحوادث البحرية ومصافي النفط وكذلك التنقيب عن النفط في البحر وتبعا لتقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP فأن السفن قد رمت أكثر من مليون طن من النفط الخام
2- التلوث الكيماوي :
بين تقرير أعدة برنامج الأمم المتحدة “UNEP أن كمية المبيدات العضوية المكلورة والتي وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط تتراوح بين 90-100طن ومن بين هذه المبيدات D.D.T و P.C.B وتتركز بمعدلات عالية جداً في الأحياء البحرية على السواحل الفرنسية والإيطالية والاسبانية
3- التلوث بالمعادن الثقيلة :
نتيجة لاتصال البحر المتوسط بالبحار الأخرى التي يزداد فيها تركيز المعادن الثقيلة أدى الى تلوثه بهذه المعادن فمثلا البحر الأدرياتيكي الذي هو بحر ثانوي متصل به نجد أن تركيز الرصاص حوالي جزء بالمليون ويفيد UNEP ان هناك 3600 طن من الفوسفات و100 طن من الزئبق و3800 من الرصاص ترمى سنويا علماً ان الزئبق يصل الى نسبة خطرة في الطعام البحري الذي يتم صيده خصوصا من الشواطي الفرنسية والإيطالية
4- التلوث الإشعاعي :
نتيجة البحث عن طاقة بديلة لطاقة النفط واللجوء الى الطاقة النووية أدى ذلك الى وجود محطات توليد الطاقة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى ضفاف نهر الرون ووجود مصانع نووية وأساطيل في البحر الأبيض المتوسط وقد بلغت جملة التلوث النووي السنوي عام 1978 م حوالي 2500 طن من مادة التريتيوم و40 طن مواد مشعة
5- التلوث العمراني:
التلوث العضوي العمراني : يساهم في تلويث البحر الأبيض المتوسط 100 مليون سائح ويعيش على سواحله أكثر من 130 مليون نسمة على طول 46000كم موزعين على أكثر من مائة تجمع سكاني وترمى 80% من مخلفات هؤلاء السكان في المجاري التي تنتهي الى البحر بدون معالجة وتقدر بحوالي 500 مليون طن سنويا وتتلخص اثار التلوث بالمواد العضوية في العدوى البكتيرية التي تشكل خطرا كبيرا على الانسان على سواحل هذا البحر و السواح بلا استثناء وذلك من خلال الأضرار التي يلحقها هذا النوع من التلوث بالوسط البحري والكائنات البحرية وهذه الملوثات تزداد بزيادة عدد سكان حوض المتوسط ومن المشاكل التي حدثت في البحر الابيض هو اصابة 40 شخص بالكوليرا في مدينة نابولي الإيطالية بعد استهلاكهم لثمار البحر الملوث من المنطقة المجاورة للمدينة .
6- التلوث بالمنظفات :
وتتسرب الملوثات مع مياه الصرف الصحي اذ تشكل المنظفات نسبة معينة من مياه الصرف الصحي المنزلي لبيروت ولبنان وتونس والإسكندرية وطرابلس والجزائر ومرسيليا ونابولي وبرشلونة واللاذقيه ويفيد UNEP ان هناك 60,000طن من مواد المنظفات ترمى سنويا الى البحر المتوسط وفي دراسة اجريت على الساحل اللبناني ظهرت نتائج تفيد أن هناك تدهور في حجم المغذيات البلانكتون والطحالب القاعية والأسماك بسبب هذا التلوث.
لذلك فإن 14 بلداً متوسطيا على الأقل غير امن للسياحة كما أن المحار الذي يربى على الشواطئ ملوث بالإضافة الى 85% من نفايات حوض المتوسط لا تعالج.
فهمي الشتوي