أبو محمد الهمداني نسبه واعماله الجغرافية وكتبه

يعتبر الهمداني من أحسن الذين كتبوا وأسهبوا وأجادوا في الجغرافيا الإقليمية و كتابه ( صفة جزيرة العرب )، يعتبر فريدا من نوعه في هذا المضمار والذي كان ولا يزال ينظر إليه على أنه واحد من أمهات الكتب التي أنتجها المسلمون في الجغرافيا الإقليمية خاصة و في علم الجغرافيا عامة . وقبل أن نعرف شيئا عن الكتاب يجدر بنا أن نعرف شيئا عن كاتبه .

أصاله ونسبه:

هو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني والذي كان يلقبه بعض خصومه بابن الحائك . كان رجلا متضلعا في التاريخ ، وعلى قدر رفيع من المعرفة في علم الجغرافيا وعلم الفلك و الشعر . وهو يمني الأصل والمولد والنشأة ويعتقد بأنه من قبيله همدان التي كانت تقيم بجنوب الجزيرة ، واهتم في صباه بدراسة الأدب القدم الي في بلاد اليمن و جنوب الجزيرة العربية .

والغريب أن تاريخ الهمداني غير معروف بالتفصيل بعكس الجغرافيين المسلمين الآخرين، و كل ما يعرف عنه أنه ولد في صنعاء وشب وترعرع بها ، ومن ضمن الأماكن التي زارها مكة المكرمة .

توفي الهمداني عام 334 هـ 945 م . وهو نزيل أحد سجون صنعاء ، ويعتقد بأن بعض أعدائه الذين لم يتورعوا في أن يلقبوه « بابن الحائك » قد أوغروا صدور رجال وحكام صنعاء ضده فأدخلوه السجن وبقى هناك إلى أن وافته منيته .

لقد كان ذلك العالم الجليل شخصية فذة وشعلة من النشاط والذكاء والحماس امتاز بمقدرة عالية على الملاحظة تناولت علوما شتی کالتاريخ والجغرافيا والفلك وعلم أنساب العرب وتاريخ الجزيرة العربية وآثارها القديمة. ولقد استطاع أن يفك رموز كتابات عربية قديمة وجدت في جنوب الجزيرة .

أعماله الجغرافية :

أجاد في وصف شبه جزيرة العرب ، ولكن الذي يبدو في كتاباته أن وصفه لبلاد اليمن وخاصة ديار همدان يعتمد أولا وقبل كل شيء على ملاحظاته الشخصية وهذا أمر بدیهی . بالإضافة إلى ملاحظاته فإنه اعتمد أيضا في مؤلفه على ما كتبه من سبقه من الكتاب والرحالة . وأما وصف الهمداني لجزيرة العرب فإنه يعتمد في الدرجة الأولى على الرحالة والتجار والحجاج الذاهبين إلى مكة و العائدين منها .

بدأ الهمداني كتابه بتمهید ریاضی جغرافي شرح فيه الطرق المختلفة لتحديد خطوط الطول ودوائر العرض ، وبعد ذلك قسم العالم إلى سبعة أقاليم على غرار التقسيم الذي اتبعه بطليموس .

ثم كرس الجزء الأساسي من كتابه لوصف شبه الجزيرة العربية ، وقسمها إلى خمسة أقاليم منها نجد وتهامة والحجاز واليمن و تناول كلا منها بالشرح والتحليل .

ولا يزال کتاب الهمداني حتى هذه اللحظة يحتفظ بقيمته العلمية وقلما نرى أي کاتب يرغب في الكتابة في الوقت الحاضر عن جزيرة العرب ولا يرجع إلى هذا الكتاب لتوسيع أفق مدارکه عن هذه البقعة من العالم .

ولو نظرنا إلى هذا الكتاب من زاوية الجغرافيا الإقليمية لوجدناه يمتاز على كل الكتب الي عالجت هذا الموضوع خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي ما عدا كتابا واحدا كتبه البيروني في القرن العاشر والذي عنوانه ( الهند ).


كتب الهمداني ومؤلفاته

للهمداني كثير من الكتب والمؤلفات ومن أهمها :

كتاب الجوهرتين العتيقتين
كتاب صفة جزيرة العرب
كتاب الاكليل
كتاب سرائر الحكمة
كتاب الابل
كتاب اخبار الأوفياء
كتاب أسماء الشهور والأيام
كتاب الأيام
كتاب النساب
كتاب الحرث والحيله
كتاب المطالع والمطارح
كتاب عجائب اليمن
كتاب المسالك والممالك

مصدر الصورة
pixabay.com

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

في المستقبل المزارع العمودية داخل بنايات المدن الحديثة

على غرار حدائق بابل المعلقة والتي اعتبرت من عجائب الدنيا، برزت فكرة بناء المزارع العمودية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *