نصائح تربوية لكيفية الاستماع الى الدرس من قبل الطلبة وفهمه

يعتبر فن الاصغاء الى الدرس او الاستماع الجيد من قبل الطلبة من أكثر الأمور التربوية أهمية، فهي توفر الكثير من الوقت وتعطي أفضل النتائج، ولكي يحقق الطلبة الفائدة القصوى من الحصة الصفية لا بد من الإشارة الى بعض الملاحظات وتقديم بعض النصائح العملية لهم.

يجب ان يعرف الطالب ان لكل درس هدف خاص، ولا يختلف هذا الهدف من مادة الى أخرى كاختلافه من الرياضيات الى التاريخ فحسب، بل ان هذا الهدف يختلف ضمن المادة الواحدة ومن بحث الى بحث.

عزيزي الطالب قف من الدروس موقف البحث والتمحيص والفهم، واستمع الى الدروس كاستماعك الى قطعة أدبية او مقطوعة شعرية او موسيقية أي ان تمزج استماعك باللذة.

من المهم ان توفق بين استماعك للدرس وبين طريقة المتكلم، اذ أنه من المعلوم ان لكل متكلم طريقة بالكلام وأسلوبا في التحدث والشرح، ولا ينصح ان تستمع الى المعلمين كلهم بالطريقة نفسها، ولذلك كان من واجبك ان تلائم بين طريقة استماعك وطريقة المعلم في شرحه.

كن متفاعلا نشيطا أثناء الحصة الصفية ولا تكن مستمعا حياديا خاملا لا يشارك في الدرس ولا يتفاعلون مع المعلمين، اذ ان الكثيرين من الطلاب يشكون من انهم يسمعون فيفهمون ولكنهم لا يكادون يتركون قاعة الدرس ويحاولون بعد زمن أن يستعيدوا ما سمعوا، حتى يجدوا انهم خالوا الذهن مما سمعوا، والسبب الأكيد في ذلك هو انهم كانوا كسالى في استماعهم واكتفوا بالإصغاء ولم يسجلوا الأفكار الرئيسة في الدرس.

ليكن استماعك الى الدرس متصفا بالنقد والتفكير والفهم، ولا تتردد في الاعتراض على بعض النقاط التي تتطلب من المعلم إعادة شرحها وتفسيرها وايضاحها.

لا تكتف بالاستماع الى المعلم ولا تقتصر على الأمثلة التي يقدمها المعلم، ان الأمثلة الشخصية والاختبارات الخاصة أقدر على إيضاح الحقائق.

استعد للدرس بقراءة مسبقة للدرس وأطلع سلفا عليه، فدخول طلابنا قاعة الدرس وأذهانهم خالية من كل ما له علاقة بالدرس، ولعلي لا أبالغ إذا قلت ان بعضهم يدخل الغرفة الصفية وهو لا يعرف عنوان الدرس ونوع الدرس الذي يستمع اليه اهو رياضيات أم تاريخ، معناه الوقوف من الدرس موقفا لا مبالاة ولا اهتمام، اما اذا دخلت الى الصف وقد اطلعت على الدرس فقرأته مرة أو اكثر فانك حينئذ تفهم الدرس جيدا. هذا ولا عذر من قول الطالب بأن كثرة الدروس هي السبب في قلة فهمهم لأن في التحضير المسبق توفيرا في الدراسة فيما بعد.

أكمل المعلومات التي تحصل عليها من الاصغاء الجيد الى الدرس بمعلومات تحصل عليها من الكتب التي تكون مقررة لهذا الدرس في هذا الصف وأن في رجوعتك الى الكتب ومراجعتك الدرس تمكينا لك من فهم الدرس وحفظه وإيجاد الأمثلة المناسبة له.

احرص على كتابة مذكرات تذكرك بما قاله المعلم، يتلقى طلابنا عادة بالإصغاء الى المعلم ولا يسجلون الأفكار الرئيسة، وهذا هو السبب في أن طلابنا يفهمون الدرس ولكنهم لا يكادون يعودون اليه لدراسته من جديد وحفظه حتى يجدوا انهم قد نسوه، وانني اعتقد أن كتابة المذكرات من اهم طرق تثبيت الدرس في الذهن وأكبر المساعدات على فهمه وحفظه.

لخص الدرس ببضع كلمات أو عدة سطور، هذا التلخيص معناه تكثيف الدرس وتبيين أهم ما فيه، على ألا تجد بدا من تحذيرك من الاكتفاء بهذا الملخص، ومن المهم أيضا عدم الاكتفاء بالملخصات الجاهزة التي تقدم اليك وتكتفي انت بحفظها دون ان ترجع الى أصولها وشرحها بشكل وافي، ويفضل ان تعد ملخصاتك الخاصة للدرس التي سوف تعمق فهمك وتعمق استيعابك للدرس.

انتبه لمقدمة الدرس التي يعرضها المعلم، ففي هذه المقدمة مفتاح الدرس، انها المدخل الذي تدخل منه الى الدرس وأنك لتعلم أن الخطوة الأولى أصعب الخطوات.

أحرص حين تستمع الى الدرس على الحصول على النقاط الأساسية الهامة حرصك على تتبع التفاصيل والشروح، والحق ان الصعب كل الصعب من الدروس ليس الحصول على النقاط الأساسية فقط، بل تفاصيل هذه النقاط وشرحها والاتيان بالأمثلة المناسبة.

تتبع الدرس وساير المعلم في تنقله من نقطة الى أخرى واستطراده من بحث الى بحث ثم عد فيما بعد الى الدرس وحاول تنظيمه وإبراز النقاط الهامة فيه.

أهتم بتسجيل الأمثلة الحسية التي يقدمها المعلم وأولي جل عنايتك بالأمثلة والتشبيهات التي يتم طرحها، اذ ان مثلا واحدا يغنيك أحيانا عن شروح صفحات.

انتبه الى كلام المعلم والمفردات التي يستعملها، لا تنسى ان تترجم هذه المفردات الى مفرداتك الخاصة ولغتك الشخصية، ان الأفكار التي تحفظها بلغة أصحابها أفكار مستعارة، والأفكار المستعارة كالثياب المستعارة لا تدوم.

بعد أن تستمع الى الدرس وتفهمه عد اليه وأقرأه جيدا وافهمه من جديد، يعمد الكثير من طلابنا الى اهمال الدرس بعد أن يسمعوه اعتقادا منهم أنهم فهموه، وانه لا لزوم الى العودة اليه الا وقت الامتحان.

إذا ذكر المدرس بعض المصادر او ذكر بعض الكتب المفيدة في فهم الدرس، فأحرص على تسجيل أسمائها، ان هذه المصادر مفيدة جدا في إيضاح الدرس وجلاء خفاياه.

راقب المعلم ووجه انتباهك اليه، ان مثل هذه المراقبة كفيلة بإبقائك متمثلا لها.

أتخذ من الدرس موقفا إيجابيا، هناك بعض الصفوف تدفع المعلم الى الجد والشرح الوافي، في حين ان هناك صفوفا أخرى تثبط عزيمة المعلم وتبعث اليأس في نفسه، ولعلي لا ابالغ إذا قلت ان نجاح الدرس أمر يتوقف على الطلاب.

لا تقاطع المعلم أثناء القائه الدرس بأية أسئلة بل سجل كل سؤال في ورقة وعندما ينتهي المعلم من الشرح أطرح عليه الأسئلة التي قمت بتسجيلها، كما ان هناك طلابا قليلو الصبر يستبقون الدرس والمعلم ولا يصبرون على المعلم، مما يحتم على المعلم أن يهتم بالتلاميذ الضعاف اهتمامه بالأقوياء، وان يوجه الى هؤلاء الضعاف عناية قد يجدها الأذكياء من الطلبة مملة، ولكن ما حيله المعلم في هذا ما دام النظام التعليمي يجمع بين فئات التلاميذ المختلفة في الصف.

ساعد المعلم على الاحتفاظ بنشاطه وحيويته اثناء القائه الدرس، فالطالب النشيط اليقظ والصف الفعال المنتبه، أمور هامة في جعل الصف حيا والمعلم نشيطا والدرس مفيدا.

انتبه الى المعلم وأسأله وطالبه بمزيد من الشرح والايضاح، وتأكد ان المعلم سيسر بفاعليتك ونشاطك.


كن مستعدا دوما للإجابة على أسئلة المعلم فيما يخص الدرس الماضي، أنك بهذا تصل الحاضر بالماضي فيسهل فهمك، وتزداد حدة انتباهك.

هذه بعض الملاحظات عن كيفية الاستماع الى الدرس وبلا شك ان في فهمك إياه وأتباعك لما جاء فيها عونا لك للاستفادة القصوى من الدرس والإفادة من جهود معلميك في سبيل تعليمك.

المربي التربوي ناصر عبد الرحمن

مصدر الصورة
pixabay

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز التعليم ورفع كفاءة المعلم

شهد العقد الأخير تطورًا ملحوظًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما أدى إلى تغيرات جوهرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *