ملخص كتاب المدخل إلى التربية والتعليم

م. أمجد قاسم

كتاب المدخل إلى التربية والتعليم ، كتاب عام في التربية يعالجها من زوايا مختلفة ، ويؤكد على إن مستقبل الشعوب والأمم يعتمد بالدرجة الأولى على نوعية وطبيعة التربية .
يتألف هذا الكتاب من ثمانية فصول ، اختص الفصل الأول بمعاني التربية وتعريفها ، والثاني بالأسس الفلسفية للتربية ، والثالث بالأسس التاريخية ، والرابع بالتربية والمجتمع ، والخامس بالتربية والثقافة ، والسادس بالأسس النفسية للتربية ، والسابع بالوسائل التربوية ، والثامن التربية والتعليم في الأردن.
ويمكن القول أنه ليس للتربية معنى إن لم يكن هدفها بناء إنسان جديد، من خلال قيم إنسانية جديدة، تستمد زخمها من حصاد الثقافات العالمية الكبرى عبر القرون، وبالتالي ليس للتربية شأن إذا لم تولد إنساناً مؤمناً بالقيم الإنسانية من خلال إيمانه بذاته وثقافته ومن خلال إيمانه برسالة الإنسان على الأرض‏ ، والتربية التي يقدمها المجتمع من خلال مؤسساته،والتربية التي لا تحقق الإيمان المطلق بالقدرة على التغيير ، والحق في الحرية والديمقراطية الحقيقية ،التي تنتصر بها الشعوب على مستغليها ، فالتربية عالم من الممارسة باتجاه المستقبل ،ومنهج للإستدلال على طريق الممارسة الصحيحة في الفعل الديمقراطي ، وهذا يقود إلى التعرف على التربية ، فما هي التربية ؟.
مفهوم التربية في سياقه الفكري فيعني أن للتربية ضمن هذا السياق تعريفات عديدة، فهي تختلف باختلاف التيارات الفكرية التي يصدر التعريف عنها، فمنذ قرون تتوالد التعريفات للتربية لتواكب الأعمال الجارية، وقد أدى ذلك إلى تراكم التصورات ألقائمه للتعريف.
ومن هنا فإن للتربية تعريف منهجي يقوم على أسس موضوعيه وهي:-

1- الفلسفة التربوية التي تهيمن في مرحله تاريخية معينه.
2- طبيعة النظرة إلى الطبيعة الإنسانية.
3 -الاتجاهات السياسية الموجودة في السلطة.
4- التطورات العلمية المتتابعة ،التي تعدل في طبيعة النظرة إلى التربية.
5- البعد الذاتي للمفكرين والمنظرين، أي الإسقاطات لوجهات النظر الخاصة بكل مفكر على المنهج.
6- البعد الأيدلوجي ، الذي يمثل عامل مهم في الإسقاطات العقائدية .
وكل مجموعه من هذه العوامل، تشكل معادله مختلفة، تفرض نفسها في مجال التعريف الذي يعطي للتربية.

مفهوم التربية عند المثاليين:

تأخذ التربية عند المثاليين صبغة الجهد الإنساني الذي يهدف إلى هزيمة الشر، وكمال العقل,فسقراط يعرف التربية بأنها صياغة النفس الإنسانية وطبعها على الخير والشر،أما أفلاطون فيقول أن تربيه هي إعطاء الجسم والنفس كل جمال وكمال وهي تهدف إلى تحقيق التناسق بين النفس والجسد،ويقول المفكر الإسلامي العربي أبو حامد الغزالي عن فعل التربية هو الذي ينقي عقل المتربي وأخلاقه من الأفكار الضارة ويغرس مكانها الخلق والأدب ، ورؤية الغزالي تندرج في سياقها المثالي الذي يعطي الأولوية للجوهر الروحي والإنساني.
فالتربية في صيغتها المثالية هي الفعل الذي يمكن الأطفال من الوصول إلى أعلى درجات نضجهم وهي تسعى إلى أن تحقق للطفل ما يجب عليه أن يكون في المستقبل.
جان جاك روسو والنزعة الطبيعية في التربية:-

يرى أنصار ألنزعه الطبيعية بان التربية هي الحياة وأنها سعي مستمر لتفجير الطاقات الطبيعية, ويعبر عن هذه الرؤية جان جاك روسو بقوله المشهور”دعوا الطفولة تنضج في الأطفال.”

التربية السلبية عند روسو:-

يعلن روسو بأنه يجب علينا ألا نهتم بالإعداد العقلي للطفل ولا يجب أن ندفعه إلى التفكير أو أي مجهود عقلي ويجب أن ندع الطفل يتحمل النتائج الطبيعية لإعماله دون تدخل الإنسان.
التربية عند كانط:-
ويرى كانط أن الإنسان حر وخاضع للحتمية ،فهو حر إلى حد الذي يعد فيه روحا, وهو خاضع للحتمية إلى الحد الذي يكون فيه جسدا خاضعا للقانون الطبيعي.
وهدف التربية عنده أن تنمي عند الكائن كل ما يستطيعه من كمال ويعرفها بأنها عمليه تكوين وبناء للجسم وذلك لأن الإنسان لا يمكن أن يصبح إنساناً إلا بالتربية.
ومن هنا فمفهوم التربية :- هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.
ونورد أيضاً بعض التعريفات للتربية من وجهة فلاسفة ومفكرون آخرون كتعريف أفلاطون :- الذي يقول أن التربية تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال.
ولودج :- الذي يقول أن التربية لها معنيان، فهي تعامل الإنسان مع البيئة المحيط به ،وهذا المفهوم واسع لها ، أما التربية بمعناها الضيق فيقصد بها التعليم المدرسي. أما ميلتون :- فيقول أن التربية السليمة هي التي تؤدي الإنسان إلى بر الأمان في السلم والحرب بصورة مناسبة ومهارة عالية.و توماس الإكويني :فيقول أن الهدف من التربية هو تحقيق السعادة بغرس كل الأفكار العقلية والمعرفية له.
ويقول المفكر هيجل :- أن العمل الجماعي هو انسب شيء. أما هرمان هورن :- فيجد أن التربية هي التفاعل مع الله لذلك يؤدي إلى تربية أخلاقية. أما أرسطو طاليس : فيعرفها، بأنها أعداد العقل للتعليم كما تعد الأرض بالبذرة.
رفاعة الطهطاوي :- فيقول أن التربية هي أن تبني خلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وأن تنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل وتمكنه من مجاورة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير.
أما ستورات ميل :- فيقول أن التربية هي كل ما يعلمه المرء أو يعلمه لغيره.
وهربرت سبنسر :- فيقول هي كل نقوم به من أجل أنفسنا وكل ما يقوم به من أجلنا بغية التقرب من كمال طبيعتها.
ومن أهم التعاريف للتربية ، تعريف بستالوتزي، الذي يقول فيه إن التربية هي النمو المتناسق لكل قوى فرد النفسية، وهو يتشابه مع أبي حامد الغزالي في المقارنة بين التربية والغراس الطبيعية, فالتربية عند بستالوتزي هي عمليه النمو لجميع قوى الإنسان وملكاته، والمربي كما يعتقد ليس هو الذي يغرس قوى جديدة في الإنسان بل تكمن مهمته في إزالة القوى الخارجية التي تقف النمو الطبيعي لدى الفرد.
وعرف دوركهايم صاحب النزعة الاجتماعية التربية ،بأنها التأثير الذي يمارسه الراشدين على الأجيال التي لم ترشد بعد, فلقد أبدى دوركهايم انتقادات أصيله لمفهوم التربية التقليدي الذي يركز على الجانب الفردي حيث وصف التربية بأنها”شيئا اجتماعيا بالدرجة الأولى” ويعرفها بأنها “تنشئه اجتماعيه تمارسها الأجيال السابقة على الأجيال اللاحقة” ويكمن هدف التربية في تنميه عده جوانب عند الأطفال وذلك على النحو الذي يحدده المجتمع السياسي بوصفه كلا متكاملا وباختصار شديد”التربية عمليه تنشئه اجتماعيه منهجيه للجيل الجديد.”

نقد دوركهايم للتصورات السائدة حول مفهوم التربية:-

لقد سجلت مثل هذه الرؤية الموضوعية الواضحة غيابا كاملا، حيث كان يجمع الفلاسفة والمربون على النظر إلى أهميه الجانب الفردي في العملية التربوية، ويقول دوركهايم”إن هدف التربية هو قبل كل شي تحقيق النمو الأمثل للملكات الفردية للنوع الإنساني ولكن هذا التصور لا يتفق مع الحقيقة الواقعية فالفلسفة الكلاسيكية كانت تتجاهل النظر إلى إنسان الواقعي في زمان ومكان محددين.
جون ديوي والروح البراغماتيه:-
تعد البراغماتيه النمط التربوي الذي افرزه المجتمع الأمريكي وشعارها هو تعلم بان العمل وغايتها التربية من اجل العمل والتكيف مع الحياة الاجتماعية،ويعرف ديوي التربية بأنها تنظيم مستمر للخبرة هدفه توسيع محتواها الاجتماعي وتعميقه، التربية حياة وليست استعدادا للحياة.
أي وبصوره عامه يعرف البراغماتيين التربية بأنها التي تعد الطفل للحياة المتغيرة المتكاملة،أما علماء الأحياء ،فيعرفون التربية بأنها القدرة التامة على التلاؤم بين الظروف الداخلية والظروف الخارجية ، حيث أن التربية هي من يؤمن هذا التكيف.
والتربية :- هي إبلاغ الشيء إلى كماله يسيراً يسيرا ،أي الانتقال بالتدريب عبر الخطوات المتتالية.
وفي تعريف الراشدين ، فالتربية :- مجموعة المؤثرات المختلفة التي توجه حياة الفرد وتسيطر عليه.
وفي تعريف جون ستيوارت ميل ، فالتربية :- كل ما نفعله نحن من أجل أنفسنا ، وكل ما يفعله الآخرون من أجلنا، لتكون الغاية تقريب أنفسنا إلى طبيعة الكمال، والتربية :- هي مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه، فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.
ومعنى التربية، كما ورد في القرآن، هي إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى التمام، كما في قوله تعالى:” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”(2) (الفاتحة). والتربية في الإسلام منهج يستهدف صياغة كيان الإنسان في كليته، عقلاً وروحاً، جسداً ونفساً، والإنسان ليس جديراً بهذه التسمية إلا بالتربية، وليست التربية في الإسلام إلا إتباع الأصول التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من الأحكام والحِكم والتعاليم، وهي المبادىء الحقيقية التي تأخذ بيد الإنسان إلى أعلى مراتب القيم الحميدة وحسن الأخلاق.
ولقد جاء الإسلام برؤية كونية توحيدية فطرية، وبقيم ومبادئ تربوية هادئة تقصد إلى الخير والإحسان، تحي الضمائر وتنير العقول وتبني حس المسؤولية في الإنسان. فصارت من أصول الإسلام كون الدين هو الموجه لحركة المجتمع ومصدر كل نظمه العاملة التي منها التربية بوسائلها المختلفة. ومن هذا الوجه يتبيّن أن الدين هو روح حركة الحياة في الإسلام وروح العلوم والمعارف كلها وروح المجتمع فالتربية في الإسلام، نظرياً وعملياً، لا تجد مرجعيتها إلا في الدين، ومفهوم العلوم ليس مقصوراً على علوم الدين، بل يشمل كل المعارف التي كشف الله عنها للبشر. وسريان روح الدين في كل شعاب الحياة والمعارف في المنظور الإسلامي هو المفهوم الصحيح للتربية، كما فهمه الأقدمون من علماء الأمة قبل نشأة بدعة تفريق العلوم إلى ديني ودنيوي. فمما قيل في هذا الصدد أن أبا حسن الأنباري كان يشتغل بالعلوم الهندسية ولما مرّ عليه بعض المشتغلين بالفقه وسألوه، بشيء من التهكم، بِمَ تشتغل ؟ أجاب: إني أشتغل في تفسير قوله تعالى:” أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ”(6) (ق)، فأنا في علومي أبين كيفية بناء هذه السماء.
فالتربية في الإسلام منهج متكامل يعنى بالجسم والروح والعقل. ومن أجل تكامل النظرة الإسلامية إلى الحياة والوجود والمجتمع، جمعت التربية الإسلامية بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، فهي تعني بالتربية الخلقية والصحية والعقلية دون إعلاء لأي منها على حساب الآخر. ولذلك ينشأ المسلم سوياً قوى الصلة بالله، محققاً لرسالته في الحياة. أما غاية التربية فهي بناء الإنسان وصياغته بالصورة التي يتمكن من حمل رسالة الاستخلاف في الأرض بالعبادة والتعمير.
ولكن يبدو، مع التقدم والحداثة، تزداد الحياة تعقيداً وكأن هذا التلازم بين التقدم والتعقيد في الحياة قاعدة عامة هي من طبيعة هذه الحياة المعاصرة، ولعلها كبرى مشكلاتها. ومع تعقيدات الحياة المعاصرة تزداد العملية التربوية تعقيداً، إذ تنعكس هذه التعقيدات على التربية فتجعل منها عملية متشعبة المشارب والمجالات لا ينحصر همها في التعليم والمعلمين وإنما تتعداهم إلى جميع قطاعات العمل، حتى لا يبقي قطاع من قطاعات المجتمع إلا ويقوم بدور تربوي، كبر شأنه أو صغر. لذلك يتحدث المربون اليوم عن دور الإعلام والنادي والسوق والمصنع والمتجر، فضلاً عن الأسرة والمؤسسات التربوية والدعوية والمسجد، في العملية التربوية. كما يتحدثون عن (المجتمع المتربي) أي المجتمع الذي يشارك في جميع الناس في العملية التربوية
فالتربية في الإسلام لها منافذ متعددة، منها الأسرة والمسجد والمجتمع إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية من المدارس والجامعات. والنظر إلى واقع الحياة العصرية يبيّن لنا، للأسف، أن هذه المنافذ التربوية تتعرض الآن لرياح العولمة وتحدياتها. فالإعلام الملوث بالأفكار المسمومة تغشي البيت والمدرسة، بل باتت معاني الأسرة في خطر عظيم. ورسالة المسجد والدعوة تكالبت عليها الأعداء بدعاوى شتى ،وما ذلك إلا لأن التربية في الإسلام ليس نظاماً قائماً بذاته، وإنما هي نظام ذو علاقة وثيقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي تخدمه التربية. ومهمة التربية في الإسلام عملية اجتماعية شاملة تضم كل شرائح المجتمع وطبقاته، ابتداء بالنشء في الأسرة مروراً بالعوام وأرباب المهن، وانتهاءً بالنخب والمثقفين. فقوام الأمة وأساسها هي التربية الخلقية التي يصفها القرآن بـ ( التزكية) ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا “(9)” وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”(10) (الشمس). ولذلك فتطهير النفس وتزكيتها من رذائل الأعمال والخصال وتحليتها بالفضائل إنما هو شرط جوهري لإحداث التغيير الاجتماعي المنوط به نهضة الأمة ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (11) (الرعد).
والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ” (159) (آل عمران).
“وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”(2) (المائدة).
فالناس في كل الأمم أكفاء فيما بينهم لا يتمايزون إلا من جهة العقول ونوعية الأخلاق، وهي لا تكتمل إلا بالتربية.

أهداف التربية :-

تطور مفهوم التربية

تطورت التربية إلى عدة تحولات من أهمها التحولات التي بدأت بالأسرة ثم إلى المرحلة المتخصصة ثم انتقالها من التعلم الصغير إلى التعليم الكبير أي التعليم الجماهيري ثم إلى تحولها إلى عقل الإنسان الذي يفكر ويتعلم من الحياة التي يعيش فيها.
أهمية التربية:-

1-أنها استراتيجية كبرى لكل العالم. 2- عامل مهم في التنمية الاقتصادية. 3- عامل مهم في التنمية الاجتماعية. 4- إنشاء الديموقراطية الصحيحة. 5- وأنها ضرورة للتماسك الاجتماعي. 6- توصيل الإنسان إلى مراكز اجتماعية مرموقة.

وتصنف هنا حسب صفاتها على مر العصور :

1. الهدف المحافظ : وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين.
2. التربية كإعداد للمواطن الصالح : فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة.
3. التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية : إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد.
4. النزعة الإنسانية في التربية : التربية الكاملة هي تلك التي تمكن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز.
5. المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية : بدا توسع العلوم واضحا منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الاحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة.
6. الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية : ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقول ( إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري )
7. التربية كنمو فردي متناسق : لقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وان اختلفت معه في التفاصيل.
8. التربية كإعداد لحياة كاملة : فقد صدر عن الاتحاد الوطني التربوي 1918 / تحديد الأهداف التربية في إعداد الأفراد لحياة صحية سليمة، والقيام بالوظائف، وتكوين العضو الصالح في بيئته،وكسب العيش عن طريق مهنة مناسبة، والانتفاع بوقت الفراغ وبناء أخلاق صالحة.
9. التربية كتحقيق لأهداف تحددها الدراسة العلمية : انتقد الأهداف التربوية السابقة عدد من المتخصصين المعاصرين في التربية بأنها على الرغم من جدارتها وصحتها محدودة بحدود التأملات الشخصية لهذا المربي أو ذلك الفيلسوف. ويؤثر استخدام الطرائق العلمية الحديثة في تحديد أهداف التربية.
10. أهداف التربية التقدمية : لا بد من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، ونجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات.
11. أهداف التربية القومية : تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتامين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة.
12. أهداف التربية الشيوعية : إن التربية الشيوعية فعالية اجتماعية منظمة ذات هدف ينفذ بواسطة أشخاص تنتدبهم الدولة لهذا الغرض من اجل رعاية ورقابة تطور النشء

أهمية التربية:-

تبدو أهميتها في الجوانب التالية:-
1- أصبحت التربية استراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم
2- إنها عامل هام في التنمية الاقتصادية للشعوب
3- إنها عامل هام في التنمية الاجتماعية
4- إنها ضرورة لإرساء الديمقراطية الصحيحة
5- إنها ضرورية للتماسك الاجتماعي والوحدة القومية الوطنية
6- إنها عامل هام في أحداث الحراك الاجتماعي
7- إنها ضرورية لبناء الدولة العصرية
المراحل النمائية والتطور الاجتماعي لدى الفرد

1- مرحلة الرضاعة ( منذ الولادة إلى السنة الثانية ) :

تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد ، وفي هذا الصدد يقول هادفيلد ، إن هذه المرحلة والمرحلة التي تليها مباشرة ، يوضع فيها أساس الشخصية ، فإذا كانت عوامل النمو سليمة ومواتية كان نمو الشخصية سويا .

النمو الاجتماعي في مرحلة الرضاعة

ويكون الرضيع في هذه المرحلة ، كائن اجتماعي في حدود طاقاته المحدودة ، واهم مظاهر النمو الاجتماعي في مرحلة الرضاعة هي :

• في النصف الأول يبدأ في الاستجابة الاجتماعية للمحيطين به ، ويظهر اهتمامه بما يجري حوله.
• في منتصف العام الأول يمرح إذا داعبه احد.
• في نهاية السنة الأولى يكون علاقات اجتماعية مع الكبار ، أكثر منها مع الصغار ، ويبدأ الاتصال الاجتماعي بالأم ثم بالأب ثم بالآخرين الموجودين بالبيت ثم خارجه.
• في السنة الثانية يزداد اتساع البيئة الاجتماعية ، وتبدأ العلاقات الاجتماعية مع الأطفال ، ويكون اللعب فرديا غير تعاوني.

مطالب النمو في مرحلة الرضاعة
يطلب في هذه المرحلة من الأبوين توفير الحب والحنان والعطف للطفل وتلبية حاجاته الرئيسة والاتصال المباشر والمستمر معه .

2- مرحلة الطفولة المبكرة ( 2 – 6 سنوات )

ويطلق عليها البعض اسم ما قبل المدرسة ، وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة ، ويفضل البعض اسم مرحلة الطفولة المبكرة.

النمو الاجتماعي
من أهم مطالب النمو الاجتماعي في هذه المرحلة ، أن يتعلم الطفل كيف يعيش مع نفسه وكيف يعيش في عالم يتفاعل فيه مع غيره من الناس ومع الأشياء ، ومن مطالبه أيضا نمو الشعور بالثقة التلقائية والتوافق الاجتماعي.

ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة :

• تظهر ألعاب الطفل تطورا اجتماعيا واضحا ، ويكون لدى الطفل في هذه المرحلة صديق أو صديقين أو أكثر ، ولكن صداقاتهم سرعان ما تتغير.
• تتكرر المشاجرات بين الأطفال لعدم قدرتهم على التعاون .
• التوافق مع الظروف البيئية الاجتماعية ، وتقبل المعاني التي حددها الكبار للمواقف الاجتماعية وتعديل السلوك وتوافقه مع سلوك الكبار.
• يحب الطفل في نهاية هذه المرحلة أن يساعد والدية وأن يساعد الآخرين.
• يحرص الطفل على المكانة الاجتماعية .
• يشوب اللعب بعض العدوان والشجار.
• يميل الطفل إلى المنافسة والاستقلال وينمو الضمير الذي يتضمن منظومة التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية ومبادئ السلوك السوي.
• اضطراب السلوك إذا حدث صراع مع الكبار.

مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وتلبية الحاجات:

• إشباع حاجات الطفل للرعاية والتقبل والحب والحنان من قبل الوالدين.
• تعليم وتنمية المهارات والمعايير الاجتماعية للطفل.
• تعليم آداب السلوك.
• الاهتمام والرعاية وعدم نبذ الطفل.
• تدريب الطفل على الضبط الذاتي للسلوك وتنميتها.
• استخدام أساليب التعزيز وتجنب العقاب البدني للطفل.

3- مرحلة الطفولة المتوسطة ( 6 – 9 سنوات ) :

يدخل الطفل في هذه المرحلة المدرسة الأساسية ، إما قادما من المنزل مباشرة أو منتقلا إليها من رياض الأطفال ، وتتميز هذه المرحلة بشكل عام باتساع الآفاق المعرفية والأكاديمية ، وتعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب والأوان .

النمو الجسمي والحركي

• تتميز هذه المرحلة بالنمو الجسمي البطئ المستمر في تغيير شبه شامل في الملامح العامة التي تميز شكل الجسم.
• ينمو حجم الرأس .
• تنمو الأذرع والساقان بصورة أسرع من الجذع.
• تتساقط الأسنان اللبنية وتظهر الأسنان الدائمة.
• عدم اكتمال نضج العظام .
• يزداد الطول والوزن بنسبة 5 % في السنة.
• تتقدم حواس الجسم وخاصة حاسة اللمس .
• ينمو التوافق الحركي وتزداد الكفاءة والمهارة اليدويتان.
• يتميز الطفل بالنشاط والحركة الزائدة.

النمو العقلي واللغوي

• يستمر النمو العقلي بصفة عامة في تقدم سريع.
• يتعلم الطفل المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.
• تزداد قدرة الطفل على الحفظ والتذكر.
• تظهر القدرة على الابتكار تدريجيا.
• ينمو حب الاستطلاع ويزداد.
• ينضج إدراك معاني المفردات.
• يتلهف الأطفال إلى التعلم.
• تعتبر بداية مرحلة تعلم الجمل الطويلة والمركبة.
• يبدأ الطفل بتطوير مفاهيم الصواب والخطأ.
• إتقان الأطفال المهارات اللغوية.

النمو الانفعالي

• تتكون العواطف والمشاعر والعادات الانفعالية.
• يصبح الطفل أكثر تحكما في انفعالاته وأكثر تقبلا للتأخير في تحقيق رغباته وعدم تلبيتها.
• يبدأ تقدير الذات بالارتفاع.
• يبدأ الطفل في تمييز أسباب النجاح أو الفشل.
• تتطور مجموعات الأصدقاء.

النمو الاجتماعي

• اتساع دائرة الاتصال الاجتماعي بذهاب الطفل إلى المدرسة.
• يختار الطفل أصدقاءهم ،وعادة الطفل صديق واحد شبه دائم.
• يحب الأطفال الألعاب المنظمة في مجموعات صغيرة.
• تكثر الصداقات ويكون اللعب جماعيا.
• يحصل الطفل على المكانة الاجتماعية.
• ينمو شعور الفرد بفرديته المختلفة عن غيره.
• يبتعد كل من الجنسين عن الآخر.
• يظهر التعلق بالآخرين وبشخصيات مشهورة يتخذها أنموذجا له.
• يتذبذب الأطفال بين الخنوع الزائد والتمرد الكلي.

4- مرحلة الطفولة المتأخرة ( 9 – 12 سنة )

تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل المراهقة ، السلوك يصبح أكثر جدية ، وتتميز هذه المرحلة ببطء معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلة السابقة والمرحلة اللاحقة ، يزداد التمايز بين الجنسين في هذه المرحلة وتعلم مهارات الحياة والمعايير الأخلاقية والقيم وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية وضبط الانفعالات وتعتبر هذه المرحلة من انسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي.

النمو الاجتماعي
تستمر عملية التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة فيعرف الطفل المزيد من المعايير والقيم والاتجاهات الديموقراطية والضمير ومعاني الخطأ والصواب ويهتم بالتقييم الأخلاقي والسلوك.

من أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة هي:

• يفضل الطفل الاندماج مع جماعات الأصدقاء والأقران .
• يبدأ الشعور لدى الطفل بالولاء للجماعة.
• تأخذ القيم الاجتماعية في الظهور نتيجة للاشتراك في نشاطات جماعية .
• زيادة نقد الطفل لتصرفات الكبار.
• يزداد تأثير جماعة الرفاق ويكون التفاعل الاجتماعي على أشده .
• يبدأ تأثير النمط الثقافي.يبتعد كل من الجنسين في صداقته عن الجنس الآخر ويظل الحال هكذا حتى سن المراهقة.

5- مرحلة المراهقة

يطلق اصطلاح المراهقة على المرحلة التي يحدث فيها الانتقال التدريجي نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي ، ويخلط البعض بين كلمة المراهقة وكلمة البلوغ ، ولكن ينبغي التميز بينهما ، فلفظ المراهقة يعني التدريج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والنفسي ، حيث يقصد بالبلوغ نضج الأعضاء الجنسية .

النمو الاجتماعي
تستمر عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي ، حيث يستمر تعلم القيم والمعايير الاجتماعية من الأشخاص الهامين في حياة الفرد ، وتعتبر مرحلة المراهقة بحق مرحلة التطبيع الاجتماعي ، ويلاحظ زيادة تأثير الفروق في عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعي في سلوك المراهق ، ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي في مرحلة المراهقة :

• تزداد الثقة بالنفس والشعور بالأهمية وتوسيع الأفق والنشاط الاجتماعي.
• يسعد المراهق بمشاركة الآخرين في الخبرات والمشاعر والاتجاهات والأفكار.
• يظهر الاهتمام الشخصي ويبدو في اختيار الألوان الزاهية الملفتة للنظر.
• النزعة إلى الاستقلال الاجتماعي والميل إلى الزعامة.
• يزداد الوعي بالمكانة الاجتماعية.
• يلاحظ النفور والتمرد والسخرية والتعصب والمنافسة.
• ينمو الذكاء الاجتماعي.
• تنمو القيم نتيجة تفاعل المراهق مع بيئته الاجتماعية.

النمو الجسمي والحركي

• تحصل تغيرات جسدية كبيرة في هذه المرحلة تقود إلى تشكل الجسم ليتخذ شكل الجسم البالغ.
• تتميز هذه المرحلة ببلوغ كل من الذكر والأنثى ، وظهور التغييرات الجنسية الثانوية والرئيسة عند كل مهما.

النمو العقلي واللغوي

• القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة والاستنتاج.
• يصبح المراهق أكثر قدرة على المجادلة والوعي بالذات.
• يصبح المراهقون أكثر تركيزا على ذواتهم ، مثاليين وناقدين.
• يزداد تعرف المراهقين على الخيارات المتاحة لهم.
• يتمكن المراهقون من استخدام المفردات بشكل أفضل ويزداد استخدامهم للمفردات الخاصة بالمجرد في لغتهم.

6- مرحلة الرشد

من أهم مطالب النمو الاجتماعي في مرحلة الرشد ، اختيار الزوجة أو الزوج ، والحياة مع زوج أو زوجة ، وتكوين الأسرة ، وتحقيق التوافق الأسري ، والاندماج في المجتمع ، وممارسة المهنة وتحيق التوافق المهني ، وتكوين مستوى اقتصادي مناسب مستقر والمحافظة عليه ، وممارسة الحقوق المدنية وتحمل المسؤولية الاجتماعية والوطنية وإيجاد الروابط الاجتماعية التي تتفق مع الحياة الجديدة، وتكوين وتنمية الهوايات المناسبة لهذه المرحلة ، وتقبل الوالدين والشيوخ ومعاملتهم معاملة طيبة والتوافق لأسلوب حياتهم ، وتكوين فلسفة عملية للحياة.

النمو الاجتماعي

• ينهي الشخص الراشد تعليمه ويجد العمل المناسب ويستقل عن أسرته ويكون أسرة جديدة.
• يتم النضج الاجتماعي المتوازي مع باقي جوانب الشخصية جسميا وعقليا وانفعاليا وأي اضطراب في أي منها يؤثر في النمو الاجتماعي.
• يتضمن النضج الاجتماعي الاستقرار المهني والرضا عن العمل والتوافق والنمو المهني ،ويتضمن النضج الاجتماعي كذلك الزواج وتكوين الأسرة والاستقرار الأسري.
• في منتصف العمر تصل العلاقات الاجتماعية ذروتها ، فيستقل الأولاد عن أسرهم ، فيبحث الوالدان عن علاقات جديدة تملأ حياتهما.
• تتأثر عملية التوافق في مرحلة الرشد بالحاجات الاجتماعية والعادات والتقاليد والتطور الاجتماعي للبيئة والهوايات.

7- مرحلة الشيخوخة

من أهم مظاهر النمو في مرحلة الشيخوخة ما يلي:

• تطرأ بعض التغيرات النفسية والجسمية التي تضعف الطاقة الجسمية بشكل عام.
• يصاحب هذه التغيرات ضعف الذاكرة والانتباه والتأثر الانفعالي والحساسية النفسية.
• يزداد اهتمام الفرد بنفسه وتنحصر العلاقات الاجتماعية تدريجيا في دائرته الضيقة وتكاد تنحصر في نطاق الأسرة فقط.
• تزداد علاقة الفرد في هذه المرحلة بأبنائه وأحفاده.
• تزداد الاتجاهات النفسية والاجتماعية رسوخا في مرحلة الشيخوخة.
• يزداد التعصب للماضي .
• يحتاج التوافق الاجتماعي السليم ، في مرحلة الشيخوخة إلى التوافق مع العادات والتقاليد السائدة المتجددة والخاصة بالأجيال المختلفة.
النظريات في طبيعة المتعلم:-

وقد اختلفت وجهات نظر الفلاسفة وعلماء النفس والمربين عبر العصور وانقسموا إلى وجهات النظر التالية:-
الفئة الأولى تعتبر أن الطفل ميال بطبيعته إلى الشر ومطبوع على الرذيلة ومن واجب المربي قمع هذه الميول بأقسى الوسائل وأعنفها.
الفئة الثانية ترى أن الطفل ميال إلى الخير مطبوع على الفضيلة وان نزعاته الفطرية صالحة، فما على المربي إلا أن يطلق لها العنان.
أما الفئة الثالثة فتقول أن الطفل لا يميل بطبعه إلى الشر ولا إلى الخير بل إلى الجهة التي توجهه إليها التربية.

العمليات العقلية:-

التفكير : التعلم عند الإنسان يسبق عملية التفكير عنده، ويعرف التفكير بأنه ( كل نشاط عقلي يستخدم الرموز كأدوات له، أي يستعيض عن الأشياء والأشخاص والأحداث والمواقف برموزها بدلا من معالجتها فعليا وواقعيا لذلك لا بد من الإشارة إلى الرمز، ويشمل التفكير كل العمليات العقلية من تخيل وتذكر وتصور والفهم والاستدلال والتعليل والتصميم والتخطيط والنقد.
والرمز يقصد به كل ما ينوب عن الشيء أو يعبر عنه أو يشير إليه أو يحل محله.

الانتباه والإدراك:-
الانتباه والإدراك هما عمليتان أوليتان في اتصال الفرد ببيئته من اجل تكيفه معها هذا بالإضافة إلى أنهما الأساس الذي ترتكز عليه سائر العمليات العقلية الأخرى.
أنواع الانتباه : الانتباه ألقسري، الانتباه التلقائي، الانتباه الإرادي.
أما عملية الإدراك فتتلخص في خطوتين : التنظيم الحسي ، عملية التأويل. ويختلف الناس في إدراكهم للشيء نفسه اختلافا كبيرا بتأثير عدة عوامل على المدرك والإدراك في هذه اللحظة.

التذكر والنسيان: –

التذكر : هو استيحاء ما تعلمناه سابقا واحتفظنا به، ويتضمن التذكير عمليات التعلم والاكتساب كما يتضمن الوعي والاحتفاظ..
طرق التذكير : الاسترجاع، التعرف.
النسيان : ويعني الفشل في تجميع واستعادة المعلومات التي تم ترميزها ومعالجتها وخزنها في الذاكرة..
ومن الدراسات التي تمت بخصوص النسيان تبين الأمور التالية:-
1-إن العادات والمهارات الحركية أعصى على النسيان من المعلومات اللفظية.
2- المبادئ والأفكار العامة أعصى على النسيان من الوقائع والمعلومات.
3- المادة المفهومة التي اشبع حفها يكون نسيانها أبطا من غيرها.
4- النسيان يكون في البداية الأمر سريعا ثم يأخذ بالتباطؤ تدريجيا بمضي الزمن.

الاستدلال:-

يعرف بأنه العملية العقلية أو التفكير المنتج الذي يهدف إلى حل مشكلة ما حلا ذهنيا عن طريق إعادة تنظيم الخبرات السابقة والربط بينها بطرق جديدة، وباستخدام الرموز والمعاني.
التطور التاريخي لهدف التربية

سنتكلم فيها حسب التسلسل التاريخي الزمني وهي كالتالي:-
أ ) التربية في العصور القديمة وكانت هناك أربعة نماذج بها وهي
1- التربية الصينية وهي كانت تمتاز بأنه يجب على الفرد أن يقوم بواجبة في جميع أعمال الحياة.
2- أما التربية الهندية فكانوا يعلمون أبنائهم في تحمل أعباء الحياة.
3- أما التربية اليهودية فهي تتمثل في وصول الإنسان إلى المثالي النقي .
4- التربية اليونانية كانوا ينقسمون إلى قسمين القسم الأول الأسبرطي وهي كانت إعداد الجندي القوي الشجاع أما القسم الثاني أثينا حيث الحكمة والفلسفة.
ب) التربية في العصور الوسطى :- وهي ظهور الأديان المسيحية التي تعد الفرد للحياة الأخري أم الثاني وهو الإسلامي وهي إعداد الفرد في حياته الدنيا والآخرة بشكل متساوي.
ج) التربية في العصور الحديثة :- تشمل هذه التربية ، التربية في عصر النهضة، وسادت فيها تربية الإنسان جسمياً وعقلياً وذوقياً، في القرن الرابع عشر وخامس عشر والسادس عشر، التربية في القرن السابع عشر، وقد انطلقت في القرن الثامن عشر التربية الواقعية، وهي نزع النزعة الإصلاحية ورفعها إلى يد حكومي أم في القرن التاسع عشر تحولت إلى النزعة العلمية بعيداً عن الفلاسفة أما في القرن العشرين فهدفها تربية الإنسان.

التربية الرومانية
سكنت ايطاليا في العصور القديمة قبائل كثيرة ينتمي معظمها إلى ثلاثة أجناس رئيسة ، هي :
الإيطاليون وهم في الأصل قبائل آرية نزحت عبر جبال الألب وسط إيطاليا واستقرت على شواطىء نهر التيبر , ومن أشهرها القبائل ألاتينية وغيرها .
أما الجنس الثاني فهم الاترسكانيون وأصلهم غير معروف . ويرجح أنهم نزحوا من آسيا الصغرى , وكانوا أكثر مدينة من الإيطاليين .
والجنس الثالث هم اليونانيون الذين نزحوا من اليونان وسكنوا صقلية وجنوب ايطاليا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد . ومن اختلاط هذه الأجناس جميعاً تكون الشعب الروماني .
وعندما استقرت القبائل في ايطاليا أسسوا ما يسمى بالدول المدنية كاليونان , وكان أبرز هذه المدن مدينة روما التي أسست عام 735 ق.م . وكان يسكنها عدد من القبائل التي كونت اتحاداً فيما بينها يرأسه ملك ينتخبه مجلس نيابي من أرباب العائلات النبيلة , أما بقية أفراد الشعب من التجار وأصحاب المهن والحرف والمزارعين وغيرهم فقد كونوا طبقة الشعب .
أي أن النظام الاجتماعي الروماني القديم كان طبقياً
وحوالي عام 509 ق.م خلع آخر ملك لروما , وثارت طبقة الشعب حوالي عام 494 ق.م لعدم وجود ممثلين لها في روما , ومعاناتها من سوء المعاملة والاضطهاد , ورفضوا الاشتراك في الجيش حتى تلبى مطالبهم .
ودام كفاحهم حتى وضعت القوانين العشرة عام 451 ق.م , وأضيف لها قانونان فأصبحت اثني عشر قانونا استجابت لكثير من مطالبهم( أي أنها كانت أساسا لظهور نظام سياسي جديد في ذلك الوقت يحقق شيئاً من العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية).
ودام كفاح روما وحروبها مع القبائل المجاورة قرنين من الزمان استطاعت في نهايتهما بسط سيادتها على كل إيطاليا ، ثم بدأت بالتوسع إلى الخارج تدريجياً حتى ضمت معظم العالم القديم , ووصلت ذروة اتساعها في القرن الأول الميلادي في عهد أغسطس قيصر . وفي عام 395 م انقسمت إلى إمبراطوريتين أحداهما الإمبراطورية الرومانية الغربية وعاصمتها روما التي سقطت على يد الجرمان عام 476 م ، والثانية الإمبراطورية الشرقية ، وعاصمتها القسطنطينية التي سقطت عام 1453على يد محمد الفاتح العثماني .
إذن فقد تكون المجتمع من طبقتين : النبلاء وعامة الشعب , وكان الحكم ملكيا , وفيه يتم انتخاب الملك عن طريق مجلس الشيوخ .ثم أصبح نظام الحكم جمهورياً يرأسه قنصلان , وبعد ذلك تحول إلى النظام الإمبراطوري .
الدين : كان للدين الروماني أثر عظيم في عقلية الشاب الروماني بعكس الدين عند اليونان وذلك للفرق الكبير بين الدينين رغم تشابههم العام , فقد كانت ديانة الرومان وثنية , عبروا عن الآلهة بتماثيل أقاموها في المعابد تمثل مظاهر الحياة المختلفة . وقد كانت آلهة الرومان قوى خفية لا ترحم ولا تعرف الشفقة , وكذلك اهتم الرومان باكتساب رضاها بإقامة المراسم المهيبة الجليلة عكس اليونان تماماً. وهكذا نرى أن الشاب الروماني أقل خلاعة وأكثر اتزاناً من الشاب اليوناني ولكثرة خوف الرومان نشأت عندهم مراسم عديدة في جميع المناسبات العادية يتوخون بها التودد للآلهة . فقد وضع الدين لهم طرقاً يجب إتباعها في حياتهم العملية , وخوفهم من الآلهة عودهم احترام الواجبات .

عصور التربية الرومانية : يقسم تاريخ التربية الرومانية إلى قسمين كبيرين : التربية الرومانية القديمة والتربية الرومانية الجديدة .
ويقصد بالتربية القديمة الأساليب والطرق التهذيبية في الأجيال التي سبقت دخول المدنية اليونانية وانتشارها بصورة عامة في الإمبراطورية الرومانية .
وأما التربية في العصر العالمي فتبحث في التربية الرومانية التي نشأت بعد انتشار المدينة الإغريقية في روما.
التربية الرومانية القديمة (753-50 ق م ) وتقسم إلى عصرين فرعيين
العصر القديم وعصر الانتقال الأول الذي يمتد من (753- 250 ق م ) والثاني الذي يمتد من (250- 50 ق م ).
العصر الأول :- (753- 250 ق م ) : عصر المواطنين أو عصر التربية الرومانية الأولى .
لا يوجد في أوائل هذا العصر مدارس يدخلها الأطفال وإنما كان البيت هو المدرسة والمعهد التهذيبي الوحيد ، فكانت الأم تتعهد الطفل منذ صغره وتشرف على تربيته , وكان الطفل يرافق أباه للتعلم وهذا يبين دور الأسرة في المراحل المبكر من حياة الطفل حيث كانت التربية تتصف بالبدائية فالأسرة هي التي كانت تشرف على تربية الأولاد وتعمل على إعدادهم لحياة القبيلة بكل عاداتها وتقاليدها وقيمها كما تعمل على تدريب الأطفال منذ نعوم أظفارهم على احترام الآلهة والوالدين والقوانين .وظهرت في أواخر هذه الفترة المدارس الأولية(مدارس اللعب) ludi
وكانت بأعداد قليلة وغايتها تعليم القراءة للتمكن من حفظ الألواح ألاثني عشر ثم اهتمت بتعليم القراءة والكتابة والحساب إلى جانب حفظ الألواح.

عصر الانتقال :-
دخلت المبادىء والأفكار والعادات اليونانية إلى روما تدريجياً من أواسط القرن الثالث قبل الميلاد إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد .
وكثرت في بداية هذا العصر المدارس الأولية (مدارس الأدب) كما تم نقل الأوديسة إلى اللاتينية وأصبحت تدرس في مدارسها الأولية.
ثم دخلت مدارس النحو ومدارس الخطابة اليونانية إلى روما ولكنها لم تنتشر الانتشار الكافي .
وأخيرا تحولت هذه المدارس إلى مدارس لاتينية إلا أن مجلس الشيوخ عاكسها وأمر بإغلاق المدارس وطرد المعلمين.
التربية الرومانية الجديدة (عصر الإمبراطورية ومن ثم عصر الانحطاط)
وتقسم إلى عصرين : العصر الإمبراطوري أو الزهو والمعاهد ، والثاني عصر الانحلال والاضمحلال.
العصر الإمبراطوري (50-200 ق م ) حيث أصبح نظام المعاهد وطيد الأركان وازداد الإقبال على الثقافة اليونانية . ولكن المدارس الأولية بقيت على حالها ولم ترتق وبقيت العلوم تدرس بها بذات الشكل البسيط . وحلت اللغة اللاتينية عوضا عن الألواح الإثنا عشر للتدريس ،
وأصبحت مدارس النحو مدارس رسمية يدرس بها إما النحو اليوناني أو النحو اللاتيني (ويشمل النحو دراسة الأدبيات والتاريخ والعلوم ) وغاية المدارس إتقان القراءة البليغة والإنشاء الحسن المتين.
أما مدارس الخطابة فكانت تماثل ما عرف عند اليونانيين بمدارس السفسطائيين، وغايتها الخطابة والإلقاء لمن نوى الاشتغال بالسياسة وهي مهن محتكرة من قبل طبقة الأعيان، وبالإضافة للخطابة فقد كان الشبان يدرسون الفلك والهندسة والفلسفة والموسيقى .
ومن أهم التربويين في روما كان كون تليان، وهو يرى (بأن تشرف مرضعات فاضلات حكيمات على تربية الأطفال ويؤكد أن يكون نطقهم سليما وكلامهم موزونا وصحيحا لأن هذا الأمر يؤثر تأثيرا كبيرا على الطفل فالطفل كالصوف الأبيض إذا ما صبغ فأنه لن يستعيد بياضه الأول) كما كان له رأي في الخطباء بأنهم يجب أن يكونوا :-

1- عارفين للعلوم.
2- متقنين للغة.
3- حسني اختيار الألفاظ.
4- دارسين للعواطف البشرية ،وعارفين لطرق إثارتها.
5- والاهم أن يكون الخطيب فاضلاً شهماً حتى يكون خطيباً مجيداً.

مناهج المدارس الرومانية ودرجاتها :-
السن 7-12 :
درجة التعليم /التعليم الأولي وتكون الدراسة في المدارس الأولية ، أما العلوم التي يتلقاها الطلبة فهي القراءة والكتابة والحساب
السن من 12-16:
فدرجة التعليم هي الثانوي واسم المدرسة هي مدرسة النحو وتكون العلوم التي يتلقاها الطلبة هي الصرف والنحو والأدبيات .
السن من 16-18:
تكون درجة التعليم هي العلمي ومدارس هذه الدرجة هي مدارس الخطابة وتدرس علوم النحو والخطابة والجدل والحقوق.
السن من 20-25 :
درجة التعليم العالي وتدرس في الجامعات وعلومها الحقوق والطب وفن البناء والرياضيات والخطابة والنحو.

وعندما ظهرت الديانة المسيحية وأصبحت الدين الرسمي للدولة في أواخر القرن الرابع الميلادي ظهرت المدارس المسيحية (يلتحق بها الطلاب من سن ( 18-20 )وفيها يتعلمون تعليما عاليا في المعتقدات واللاهوت المسيحي، وكان هذا السن في الماضي يلتحق أصحابه بالمدارس الرياضية لدراسة التدريبات المتقدمة.

وهكذا فإن أهم آراء وأفكار الرومان هي:-
1- تخريج أجيال مدربة على فنون القتال والحرب
2- البلاغة في الخطابة والفصاحة في البيان والإقناع .
3- إعداد النشء لمعرفة واجبات حياتهم العملية وفهمها.
4- الاهتمام بالنواحي المهنية والإعداد المهني والاستعداد للحرب .
5- تكوين المواطن الصالح ثم الجندي الصالح .
ومن أهم الفضائل التي سعت التربة الرومانية إلى غرسها لدى الناشئة هي التقوى والطاعة، ولعل للتربية الرومانية دورا هاما في تخليد ممارسة العقاب البدني لأن المعلمين كانوا قساة غلاظا يمارسون أشد أنواع العقاب البدني على عكس الأثينين الذين اعتمدوا على جذب المتعلمين وترغيبهم.
أما في عصر الانحطاط والتدهور (200 م – 529 م ) : فقد اتسم هذا العصر بالفساد والانحلال وجمعت السلطة بيد الحكومة الملكية فاستنزفت ثروات الشعب وفسد الموظفون وانتشرت الرشوة حتى بين القضاة ، وفرضت الضرائب لتسليح الجيش الكبير الذي استنفذ تجهيزه الخزائن وقوت الشعب وزادت الطبقة الأرستقراطية الفاسدة، وتقلصت الطبقة الوسطى وقل عدد المزارعين وتركت الأرض بلا استغلال وهذا كله انعكس على التربية والتعليم , فتغلبت النواحي الشكلية . إذ أصبح البيان والبلاغة أهدافاً لا وسائل , وطغى المظهر على المضمون , فكان التلاميذ يرصون الكلمات المنمقة ويتخيرون الغريب الشاذ منها على حساب المعنى , واقتصر تعلم الأخلاق على حفظ حكم ومواعظ وكتابة موضوعات إنشائية عن الأخلاق .
ويبدو أن المدارس الأولية قد اختفت في هذه المرحلة من تاريخ التربية الرومانية , وهذا راجع إلى حالة البؤس والذل الذين وصلت إليهما طبقة الشعب التي كانت تدخل هذه المدارس , أما مدارس النحو والخطابة فقد استمرت بصورة شكلية يتعلم فيها أبناء الطبقة العليا . وفي عهد القياصرة سيطرت الدولة سيطرة كاملة على التربية , وبلغت هذه السيطرة مداها في عهد الإمبراطور جستنيان المسيحي عام 529 م عندما أصدر أمراً بإغلاق جامعة أثينا الوثنية .
وقد برز عدد من المربين الرومان ومن أشهرهم كونتليان الذي ذكرناه سابقاً إضافة إلى شيشرون وسنيكا . وأبرز هؤلاء المربي الروماني كونتليان (35-95 م ) الذي ولد في اسبانيا , ثم قدم روما ودرس فيها . فنبغ في الخطابة وتعاطى المحاماة مدة ثم تركها , وأسس مدرسة فيها تولى إدارتها بنجاح مدة عشرين سنة , ومنحه الإمبراطور فسبازيان لقب أستاذ الخطابة وكتابه الوحيد (أسس الخطابة ) أو( المؤسسة الخطابية ) يحتوي على آرائه التربوية , وأهمها : عدم ضرب الأطفال لأن الضرب للعبيد , وأن تكون المرضعات من خيار النساء أدباً وطهارةً وأن يكون المدرس من ذوي الاقتدار في فرعه , وأن يتعلم الطفل منذ الصغر لغة أجنبية , وأن يتعلم كذلك صور الحروف الهجائية وأسماءها في الوقت نفسه . وإرسال الأطفال إلى المدارس العامة للاحتكاك بالأطفال الآخرين , واعتبار فن الخطابة أسمى الفنون , واعترف بوجود الفروق الفردية بين الأطفال , وطالب بالتبكير في تعليم الأطفال , والاهتمام بطريقة الحفظ والتقليد في التدريس .
وبعكس ما كانت تؤمن به التربية القديمة الشرقية كانت التربية عند اليونان والرومان تؤمن بالتجديد والابتكار , ونمو الفردية الإنسانية .
أما الفرق بين التربيتين الرومان يقولون أن اليونان وهميون وخياليون
أما اليونان فيقولون أن الرومان ماديون نفعيون.

التربية في العصور الوسطى
مفهوم القرون الوسطى : هي الفترة مابين 476 م أي العام الذي سقطت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية على يد الجرمان إلى العام 1453 م عام سقوط القسطنطينية على يد العثمانيين وانتهاء حرب المائة عام بين فرنسا وإنكلترا.
ملامح بارزة ميزت العصور الوسطى وعكست نفسها على التربية في هذا العصر :-
1- النظام الإقطاعي :- ظهر هذا النظام في أوروبا بعد وفاة جس تنيان بعدة قرون عندما أجر ملوك الفرنجة أراضي الدولة للقادة وكبار الموظفين , وعندما ضعف الملوك أصبحت هذه الأراضي تتوارث لأبناء من كان قد استأجرها . كما وترافق ذلك مع عبودية من يفلح الأرض لمن يملكها , ووصل الأمر إلى بيع الأرض لمن يفلحها .
2- البابوية :- إذا كان الأباطرة الشرقيين بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية قد تملكوا السلطتين الدينية والدنيوية فقد لعبت الكنيسة دوراً كبيراً في الإمبراطورية الرومانية الغربية وفرضت سلطتها على كل العالم المسيحي ووجهته . ومن أهم الباباوات ذوي النفوذ والسلطة كان داما سوس ( 366 م -384م ) , وسركيوس (384 م – 399م ) الذي تنسب إليه أولى المراسيم البابوية . وفي الفترة التي تسلم فيها البابا ليو العظيم ما بين (440 م – 461 م )الكنيسة تم الاعتراف بسيطرة البابوية على جميع كنائس الغرب . أما في عهد البابا جري جوري الأول ( 590 م- 604 م ) فقد دانت كل الكنيسة الغربية لنفوذه .
3- الرهبة والأديرة :- الراهب هو من قطع وعداً بالناسك طوال حياته، وكانت الرهبنة التي تتم في الأديرة ذات تعاليم تربوية، وأداة لتهذيب الأفراد في الغرب المسيحي ، وكانت ذات اتصال وثيق بالنهضة الأوروبية بما شملته أبحاثها من علوم الدين والفنون وعلوم نظرية وعملية ، ويعتبر بطرس وأنطونيوس مثالين للرهبنة ، كما اعتبر القديس بنديكت المنظم الحقيقي وواضع قوانينها عام 529م.
4 – الفروسية :- ظهرت مع النظام الإقطاعي وتحول نظام الفروسية إلى نظام تربوي بما قدمه إلى الطبقات الراقية من مباديء وتعاليم انقسم إلى مرحلتين :-
أ‌- المرحلة الأولى (من سن 7 – 14 ) يخدم فيها الغلام في بيوت العظماء .
ب- المرحلة الثانية (14 -21 ) يتعلم الغلام مباديء الحب والحرب والدين ومرافقة الفرسان وفي نهايتها يقسم الغلام في احتفال ديني على الدفاع عن الكنيسة ، وحماية الفقراء والنساء والدفاع عن أمن البلاد .
5- الحروب الصليبية :- هي أهم الحركات التي أثرت على الأحداث في العصور الوسطى ما بين العام (1096 م – 1291 م ) وأهدافها متنوعة ما بين التوسع الاستعماري والاقتصادي وهي 8 حملات , 4 ضد المشرق العربي ( القدس وفلسطين ) , وواحدة ضد مصر وأخرى ضد القسطنطينية والأخيرة ضد شمال إفريقيا وأدت إلى احتكاك الغرب بالمسلمين والاستفادة من النهضة العلمية والأدبية عند المسلمين مما شكل رافعة للنهضة الأوروبية .
6- ظهور الجامعات :- ظهرت أواخر القرن الحادي عشر في إيطاليا ( سالرنو قرب نابولي عام 1050 م ) ثم نابولي شمال إيطاليا وباريس عام 1180 م ولغة التدريس اللاتينية ، وظهور الجامعات مهد للنهضة الأوروبية الكبرى ، وسبب ظهورها انتشار الثقافة العربية ومرورها عبر الأندلس وعبر الاحتكاك في الحروب الصليبية بين العرب وأوروبا.

أثر الديانة المسيحية على التربية:-
ظهرت المسيحية كرد فعل على الفساد الذي ساد الإمبراطورية الرومانية , وقد قاومه الحكام حتى القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور قسطنطين حين اعترف بالدين المسيحي ديناً رسمياً مع الديانات الوثنية الأخرى التي بدأت بالاضمحلال .
وسادت الثقافة المسيحية قروناً طويلة تدير شؤون المجتمع وتروض النفس استعداداً للحياة الأخرى كإحلال مكان الفلسفة الرومانية الأخلاقية التي اهتمت بالفعل , فحل محلها الاهتمام بالسلوك وصارت التربية نمطاً سلوكياً ترويضياً مستقبلياً . وقد ساد بداية هذه الفترة الجهل لأن الكنيسة لم تقدم نظاماً تربوياً بديلاً لكثرة الحروب ولطبيعة الديانة الجديدة الصوفية في بدايتها فساد الظلام العصور الوسطى حتى مهدت الحروب الصليبية ونظام الفرسان والرهبنة والجامعات إلى ظهور النهضة الأوروبية وما لحقها من نهضة تربوية .

حركة إحياء العلوم الأولى :- نهضة شارلمان (771 م -814 م )
حيث كان شارلمان أول من أنشأ المدارس وأعاد إحياء الوضع الفكري والخلقي عبر الكوين الذي اعتبر أول وزير للمعارف عرفته فرنسا , وأسس مدرسة القصر التي تعلم فيها شارلمان وأبناؤه وبناته , وكانت طريقة التدريس الطريقة الحوارية واستخدم العقاب البدني من قبل المدرسون الذين كانوا قساة . ولكن هذه النهضة انتهت بوفاة شارلمان وأغلقت المدارس وحلت محلها القلاع والحصون ، وكان من ابرز أتباع شارلمان جير بير دورياك المعروف لاحقاً بالبابا سلفستر الثاني الذي درس العربية بالأندلس.

الحركة المدرسية:-
عرفت بالنهضة الثانية ، واتسمت بالحركة الفكرية التي سادت منذ القرن 11 إلى القرن 15 ودعيت بالفلسفة المدرسية ، وأهدافها:-
1- عامة :- للدفاع عن المسيحية عن طريق العقل والمنطق الصوري (محاكمات المنطق الكلامية ).
2- تهذيبية:- لتنمية قوة المناقشة والجدل والبحث عن المعلومات والمعارف المنسقة .
وكان لهذه الحركة المدرسية دور في إنشاء الجامعات ( والحركة المدرسية نوع من الفاعلية العقلية )

واهم مدارسها:-
1- المدرسة التنصيرية التي علمت المسيحية في الغرب.
2- المدرسة الاستجوابة التي علمت المسيحية في الشرق.
3- مدارس الكهنة التي أعدت رجال الدين للمراسم الكهنوتية.
4- مدارس الأديرة.
5- مدارس الإخوة (مدارس الرهبان الشحادون الفرنسسكان والدومينيكان).
6- مدارس الأوقاف .

خصائص التربية المسيحية في القرون الوسطى
1-التربية عليا لأبناء الكنيسة والطبقة العليا.
2- سيطرة الثقافة اللفظية والتمحكات الكلامية .
3- استبعاد العقل في القياس.
4- سيطرة الكنيسة على الناس فكراً وعقيدة وعملاً.

التربية الإسلامية
تمتد هذه الفترة ستة قرون من القرن السابع الميلادي وحتى القرن الثالث عشر حين سقطت بغداد على يد هولاكو المغولي عام 1258 م .

أطوار التربية الإسلامية :-
1-الطور الأول :- نمو الإسلام في عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
2-الطور الثاني :- عصر الفتوحات منذ أبي بكر وحتى نهاية عهد الأمويين .
3-الطور الثالث :- تكوين الحضارة العربية وامتزاج الثقافات مع امتداد الدولة الإسلامية في عهد العباسيين حتى ظهور الأتراك السلاجقة في القرن 11 م .
4-الطور الرابع:- بدأ مع الأتراك السلاجقة وحتى سقوط بغداد على يد المغول في القرن 13 م .

أهداف التربية الإسلامية
1-هدف ديني :- ( علوم الدين والشريعة )
2-هدف دنيوي :- الإعداد للحياة ومتطلباتها ويتشابه في ذلك مع التربية الحديثة وعلومه الطب والهندسة والفيزياء والرياضيات والفلك ………الخ
3-هدف العلم من أجل العلم :- طلب العلم لذاته . ومن هنا فقد كانت التربية الإسلامية متفوقة .

ملامح التربية الإسلامية
1-التربية الإسلامية مسؤولية فردية ( الفرد مطالب بتربية نفسه )
2-تربية شاملة للجسد والروح والعقل
3-متدرجة مع الإنسان حسب مراحل نموه
4-متكاملة لا تقتصر على زمان ومكان
5-تربية عملية :- تربط العمل بالعلم والنظري بالتطبيقي .
6-كل إنسان فيها معلم ومتعلم , الصغير يتعلم والكبير يعلم والعكس
7-تربية قوامها الحرية والانفتاح وتعطي دوراً للجماعة .

معاهدها:-
أول مدرسة ظهرت عام 459 هجري في بغداد على يد الوزير السلجوقي نظام الملك . أما قبل ذلك فأماكن الدراسة هي :-
1-الكتاتيب : ظهرت قبل الإسلام واستمرت بعده للقراءة والكتابة .
2-القصور : تعليم ابتدائي .
3-حوانيت الوراقيين : ظهرت عند العباسيين لغرض تجاري وأصبح ملتقى للعلماء والطلاب .
4-منازل العلماء : مثالها دار الأرقم .
5-الصالون الأدبي : في العصر الأموي واستمرت في العباسي للنقاش والحوار في كل العلوم والفنون والآداب
6-البادية : مواطن اللغة .
7-المسجد : لشرح تعاليم الدين (مسجد قباء وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ) ثم منها جامع المنصور ، دمشق ، عمرو بن العاص والأزهر .
8-المكتبات.
أقدم خزائن الكتب مكتبة خالد بن يزيد بن معاوية وهدفها العلم .
9- الخوانق والزوايا والربط والبيمارستانات.
10- المدارس.
ظهرت في القرن الرابع بمدينة نيسابور المدرسة البيهقية ثم ظهرت مدرسة الوزير نظام الملك

أساليب وطرق التدريس:-
1-سن الدراسة غير محدد.
2-هناك ربط بين سن الدارس وما يتلقاه من علوم .
3-طريقة التعليم تلقين وحفظ .
4-التعليم متدرج.
5-لا يخلط بين علمين مختلفين في وقت واحد .
6-التعليم العالي أسلوبه النقاش والحوار وطرح الأسئلة.
7-تم أخذ الفروق الفردية بعين الاعتبار .

الثواب والعقاب :-
كان الضرب معروفاً ، وكذلك الثواب المادي والمعنوي .
مراحل التعليم :-إبتدائي في الكتاتيب ، وجامعي حوانيت الوراقين والبيمارستنات والصالونات
وجامعي وابتدائي في المساجد.

المناهج :-
1-مناهج دينية أدبية / للفقه والنحو وعلوم الكلام والعروض .
2-مناهج علمية أدبية ( علوم طبيعية وعلوم رياضية تشمل المنطق والفلسفة ) .
ابرز المربين :- العالم ابن خلدون المولود في تونس ومؤلف كتاب ( العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) .
أهم آرائه :-
1-العلم والتعليم طبيعي العمران البشري .
2- صنف العلوم إلى مقصودة ( الشرع ، الطبيعيات ، الإلهيات ) وعلوم وسيلة كالعربية والحساب
3- طريقة التعليم عنده التدرج في السهل إلى الصعب ، والانتقال من المحسوس إلى المجرد ، وعدم الخلط في التعليم بين علمين معاً ، وأهمية الرحلات في العلم .

التربية في العصور الحديثة
عصر النهضة والإصلاح الديني
العوامل التي أدت لعصر النهضة

1- الثورة الاقتصادية :- قامت في القرن 12 وظهرت معها الطبقة الوسطى العاملة ، وتتألف من التجار وأرباب الحرف ، لتصبح الطبقات في المجتمع أربع طبقات وهي الطبقة الوسطى وطبقة النبلاء (المحاربون) ، وطبقة رجال الدين ، وطبقة الفلاحين، وكان لظهور الطبقة الوسطى أثر كبير في ثورة الإصلاح وتحطيم دعائم المجتمع الأوروبي القديم .
2- أدى النمو الاقتصادي إلى ظهور قوى اجتماعية جديدة وكسر قبضة الإقطاع الحديدية وظهور نزعة عقلية متمردة على الفكر القديم ، وشهدت هذه الفترة هجرة العقول إلى فرنســــــا لما قدمته من دعم معنوي ومادي لهم .
3- ظهور نزعة عقلية جديدة طالبت بالتوفيق والموائمة مابين مطالب الإيمان ومطالب العقل الإنساني، وكان من أوائل من دعا إلى هذه النزعة ابيلارد (1079-1142 م ) ونادى بتحرر العقل من رباط العقيدة، وأكد أن العقيدة لا يمكن أن تحيا حياة قوية بغير علم ومعرفة.
4- التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي كانت قد بشرت بثورة الإصلاح التي حدثت في الفكر الأوروبي.
ومن أهم رموز هذه الثورة روجر بيكون (1214 – 1294 ) الذي هاجم المنهجية المنطقية والميتافيزيقية ونادى بالمنهج التجريبي ، ويعتبر بيكون رائد الطريقة التجريبية التي كانت من أسباب النهضة الأوروبية .
5- اختراع الطباعـة :- اخترعت عام 1440 م مما ساهم في طباعة ونشر الكتب والدراسات ، وهذا شجع المطالعة وانتشار المعرفة .
6- ظهور الدول العصرية :- ترافق النمو الاقتصادي مع تغييرات اجتماعية، وتعليم جديد لخدمة الواقع الجديد .
لقد شكلت النقاط الست السابقة الأرضية لظهور الجامعات مما كون الحركة الفكرية والفنية التي سميت بالإصلاح.

نظرة عامة في النهضة:
تميزت النهضة بأنها كانت شاملة لجميع ميادين الحياة , فبثت روحاً جديدة في العلم والفكر والفن والاجتماع والحضارة وفي نواحي التربية والتعليم النظرية والعملية, واعتمدت أساليب فكرية وتهذيبية مرنة وحاربت الجمود وشجعت الابتكار وكانت تربية إنسانية تهتم بالإنسان جسمياً وعقلياً ونفسياً وقامت خلالها أنواع من النشاط نرده إلى :-
أ-نزعة العودة إلى الاقدمين ، أي إلى معارف وعلوم الرومان والإغريق .
ب- الاهتمام بالعلم الشخصي ، عالم الانفعالات وتقدير عواطف الإنسان والاستمتاع بالحياة وتأمل ملذاتها، و نشر الفنون والآداب.
ج- العناية بالطبيعة الجامدة التي كانت مهملة في العصور الوسطى ، وهذا ساعد في الاكتشافات الجغرافية والفلكية والطبيعية.

المدلول التربوي للنهضة( معنى النهضة التهذيبي ):-

أولا:- إحياء فكرة التربية الحرة:- كان اليونان من صاغ فكرة التربية الحرة وتبناها الرومان بعدهم ، وهي العلو الحرة التي تليق بالرجل الحر ، وتدربه على الفضيلة والحكمة كما عرفها بولس فرجيريوس في كتابه عام 1374 م
1-العنصر الجسماني .
2- عنصر الاقتدار العملي في شؤون الحياة المختلفة .
3- العنصر البديعي الجمالي ، الذي أهملته العصور الوسطى المظلمة.

ثانياً :- التربية الإنسانية الضيقة :- أطلق على محتوى التربية الحرة الذي كان قوامه اللغات والآداب القديمة الإنسانيات ، وقد تم التوسع لهذه الغاية في دراسة آداب اللغات القديمة ، وأصبحت غاية التربية تعلم اللغات والآداب بدلاً من الحياة نفسها، وأصبح الاهتمام بصورة الآداب أهم من مضمونها وضاق معنى التربية واقتصر على العناية باللغات وتعلمها ، ومن أشهر المربين الإيطاليين فبي عصر النهضة (بترارك ) الذي ظهر في القرن السابع عشر الذي شجع المطاعة العالمية القديمة، ورفض التربية الجامدة .
وكذلك المربي الإيطالي (فيتورينو دافلتر ) الذي ظهر مابين العامين 1378 – 1446 م ، وسمي المدرس العصري الأول .
ثم المربي الإنكليزي ( روجر إسكام ) الذي ظهر مابين العامين 1515 – 1568 م ، وهو أول من كتب في التربية باللغة القومية ، وعارض العقاب البدني ، واشتهر بطريقته في الترجمة المزدوجة (أي ترجمة النص من اللاتينية إلى الإنكليزية ثم العودة إلى ترجمته إلى اللاتينية ).
أما في ألمانيا فقد كان اشهر المربين الإنسانيين ( إراسموس ) وظهر ما بين العامين 1467 – 1536 م وعلم الآداب القديمة في أكثر من جامعة أوروبية ، ومن أقواله :- إذا حصلت يوما على مال فأول ما أفعله شراء الكتب اليونانية ومن بعدها بعض الملابس الضرورية.
ومن أهم آراءه – اعتبار الأم المربية الطبيعية للطفل ، وأن لا يطلب من الطفل قبل السابعة إلا اللعب واكتساب الآداب والأخلاق وبعد ذلك يدرس اليونانية واللاتينية معاً مع التركيز على النحو . وعدم إهمال التربية الدينية ، والاهتمام بالتربية الأسرية وعدم التمييز بين البنات والأولاد واستبعاد العقاب البدني واستبدله بالتشويق والغراء.

الإصلاح البروتستانتي :
بينما اتجهت النهضة في إيطاليا اتجاهاً أدبياً وعنيت بالآداب وركزت على الفرد , نجدها في ألمانيا تنحو منحاً دينياً , حيث عنيت بالآداب المسيحية , واهتمت بالإصلاح الاجتماعي والديني والخلقي . فقد كان رجال الدين المسيحي متفقين على إصلاح المفاسد التي حصلت داخل الكنيسة , لكنهم اختلفوا حول مفهوم الدين وطبيعة العقل البشري نفسه .
يصف توفلر مستقبل الحياة المستقبلية القادمة أي مرحلة ما بعد التصنيع بأن الإنسان سينصرف إلى معالجة الأفكار ويتزايد بالتالي أداء الماكينات للمهام الروتينية، إن تكنولوجيا الغد لا تحتاج إلى ملايين الرجال السطحيين التعليم المستعدين للعمل المتساوق في أعمال لا نهائية التكرار، ولا تتطلب رجالاً يتلقون الأوامر دون طرفة عين، بل تتطلب رجالاً قادرين على إصدار أحكام حاسمة، رجالاً يستطيعون أن يشقوا طريقهم وسط البيئات الجديدة، ويستطيعون أن يحددوا موقع العلاقات الجديدة في الواقع السريع التغير، إنها تتطلب رجالاً من ذلك النوع الذي وصفه س. ب. سنو بأنهم يحملون المستقبل في عظامهم.
إن الهدف الأول للتعليم ينبغي أن يكون رفع قدرة التكيف لدى الفرد أي تحقيق السرعة والاقتصاد في القوى التي يستطيع بها أن يتكيف مع التغير المستمر.‏ وإذا كان الغرب قد حقق أكثر من حداثة في مختلف جوانب الحياة والوجود فإن المجتمعات العربية مطالبة اليوم بتحقيق المهمات الصعبة التي تتمثل في الخروج من دهاليز التخلف إلى عالم النور والحضارة.‏ ومع كل التحديات التي تواجهها التربية العربية التي تتمثل في السبق الحضاري فإن المسافة الحضارية التي يسجلها الغرب يمكن أن تشكل مقدمات تساعد في بناء مشروعنا النهضوي في مختلف المستويات الحضارية.‏ فنحن في نهاية الأمر يمكننا أن نستفيد من تجربة الغرب وأن نستخلص الدروس الحضارية ونوظفها في تحقيق انطلاقتنا الحضارية.‏
مؤسسات التربية ووسائطها
أولا : المؤسسات التربوية غير النظامية
تعرف بأنها التربية غير المقصودة التي تتم خارج المدرسة .مثل ما يلي:-
أ- الأسرة تنقل العوامل الوراثية حيث يكتسب الطفل جو الأسرة عن طريق الحركة ودلالات كما يكتسب أفكارا واقعية تنقل للطفل بعض المعارف الثقافية له وإشباع حاجات الطفل.
ب – دور العبادة :- تلعب المساجد والكنائس في تفعيل قيمة المبادئ المعرفية التربوية لدي المجتمعات لأنها تشبع عملية الثقافة الدينية.
ج- جماعية الأصدقاء :- يكتسب الأصدقاء بعضهم البعض بعض السلوكيات وذلك لقرب أعمارهم مع بعض.
د- وسائل الأعلام :- وهي تؤدي إلى برامج توعية تربوية للشباب والأطفال من جميع النواحي الروحية.
هـ- مؤسسات المجتمع الديني :- وهي مثل المؤسسات الأزهرية التي يكون فيها الطفل من الصغر فيربي على أساس التربية الدينية من الصغر.
و- المراكز الثقافية والمعارض :- مثل المكتبات العامة منديات ثقافية والمعارض والمتاحف التي لها دور بارز في التنمية الاقتصادية.

ثانياً :- المؤسسات التربوية النظامية ( التربية المدرسية):-
أ‌- تاريخ نشوء المدرسة : وهي العملية التربوية التي تتم بعيد عن الأسرة مثل المؤسسات والمصانع وهذا عندما يعجز دور الأسرة في تربية أطفالهم.
ب‌- ما هي المدرسة :- هي مؤسسة نظامية اجتماعية تربوية أنشاءها المجتمع أو الحكومة لتربية الأفراد وتنشئتهم في إطار مناهج وبرامج محددة.
ج- وظائف المدرسة :- ( المحافظة على التراث الثقافي – تجديد التراث الثقافي – تبسيط الثقافة – تنمية المجتمع – تنمية أساليب الإبداع).

ثالثا :- التكامل بين التربية النظامية وغير نظامية:-
إن التربية النظامية ولا النظامية دورين مرتبطين ببعضهما أولا في البيت ثم ينتقل إلى المدرسة وما بين البيت والمدرسة يتلقى النشأ كثيرا من المعومات ويكتسبون كثيرا.

التربية في الوطن العربي:-
تقوم التربية العربية على مجموعة من القواعد:-
1-الإسلام ينظر إليه بأنه نظرة كونية للكون.
2- الفكر العربي له تأثير في فكر التربية الفلسفية.
3- أثر الاستعمار له تأثير على العالم العربي في الناحية التربوية.
4- التربية العالمية المعاصرة لها تأثير في التربية.
5- يجب أن توافق التربية العربية بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
حاجات المجتمع العربي:- لكل مجتمع عربي حاجات تحتاج إلى إشباع:-
أ- تعريف الحاجة :- هي شئ يسعى إليه الفرد لكي يمتلكه.
ب- مشكلات الوطن العربي :- واجه الوطن العربي بعض المشكلات ومن أهمها
1- المشكلات السياسية :- وهي المشكلات التي توجد على الساحة العربية حاليا كالكيان اليهودي الموجود في الأمة العربية.
2- المشكلات الاجتماعية :- لا شك أن المشكلات التي أدت إلى حروب وضياع للأمة العربية قد أدت إلى انخفاض مستوى المعيشة للفرد العربي.
3- المشكلات الاقتصادية :- بسبب ذلك أيضا عدم وجود بعض الأجهزة الحديثة للثروة الصناعية في الوطن العربي والتي يستند منها من الدول الأوربية ويعقبها أيضا وجود مشكلات زراعية وصناعية.

أهداف التربية العربية
1- التربية بالتراث العربي.
2- تحسين نوعية التعليم وتطويره.
3- ربط التعليم بمطالب المجتمع.
4-تطوير الإدارة التربوية.
5- التعاون العربي الثقافي.
6 -الإفادة من التجارب العالمية والتعاون مع الدول الأخرى.


تحديات فلسفية أمام التربية العربية وهي

1-ضعف الاستيعاب.
2- تنويع التعليم الثانوي.
3-التعليم الجامعي في خدمة التنمية.
4- ضعف المستوى التعليمي.
5- تدني مستوى الخريجين.
6- تعميم التعليم .

استراتيجية تطوير التربية في الوطن العربي

1- ضرورة الإصلاح والعلاج لمواجهة عقبات وتحديدات النظام التربوي
2- قومية العلاج”أي النظرة من منظور قومي لطبيعة الخلل البنيوي وإيجاد الحلول”.
3- البعد عن عملية التقليد والنقل عن النماذج الأخرى دون تدقيق في عملية الإصلاح التربوي.
4- الملائمة بين الكيفي والكم.
5- الاعتماد على أسس ومناهج موضوعية.
6- ربط العلمية التعليمة بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
7 -تشجيع البحث العلمي المؤسسي.

دار الشروق للنشر والتوزيع عمان 2002 الأردن

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *