مشكلة كذب الطلاب وكيف يتصرف المعلم؟

• لماذا يكذب التلميذ احيانا؟
• إجراءات في حالة كذب الطالب

يواجه كافة المعلمين والمعلمات مشكلة كذب الطلاب والطالبات وخلق قصص غريبة وإطلاق اشاعات وأخبار مفبركة على الطلبة الآخرين مما يخلق حالة من الفوضى في الغرفة الصفية.

ولهذا الكذب اسباب كثيرة، يجدر بالمعلمين والمعلمات معرفتها، لأن الكذب سلوك يواجهونه كثيرا، بغياب إدراك قوي لتلك الاسباب قد يقع المعلمون والمعلمات في اخطاء كثيرة تلحق بهم او بالتلاميذ الذين يكذبون او بالصف او بالمدرسة اضرارا كبيرة.

لماذا يكذب التلميذ احيانا؟

يكذب التلميذ احيانا لانه يحقق بالكذب واحدا ، من ثلاثة اهداف:

ا – جذب الانتباه اليه 2- الثقة بالنفس 3. تجنب ألم الفشل

بالنسبة للهدف الاول فانه واضح. أما بالنسبة للهدف الثاني فانه يكذب مضطرا لان قول الحقيقة يجعل مكانته ادنى، بينما يوفر الكذب الشعور بالاهمية. ويكذب بعض التلاميذ لحماية انفسهم من ألم الفشل، وذلك يدل على اهتمامهم بالنجاح الانه لولا هذا الاهتمام لما كذبوا، وواجهوا المعلم بالحقيقة بغض النظر عن النتائج.

إجراءات في حالة كذب الطالب

لا نستطيع ابدا كمعلمين ومعلمات تجاهل الكذب إذا كان هدفنا تغيير سلوك صاحبه. وتدل الخبرة ان التلميذ قد يستمر في الكذب وفبركة قصص كثيرة اذا تجاهلنا امره. ولذا فانه لا بد من اتخاذ عدد من الاجراءات في حالة الكذب:

اولا: اعرف سبب الكذب لانك ما لم تعرفه لن تستطيع علاجه او اتخاذ القرار المناسب بشأنه.

ثانيا: لا تحاول تطبيق تفكيرك الخاص لتفسير الكذب وتذكر انه لا يمكن تطبيق التفكير العقلاني على السلوك غير العقلاني، لكن هذا لا يعفيك من التفكير في الضغوط التي قد تكون وراء الكذب.

ثالثا: استخدام استراتيجية التشتيت كلما امكن ذلك، فعندما يبدأ التلميذ في رواية كذبة، تستخدم منحى من خطوتين:

1- قاطع التلميذ فورا ولكن بدون مجابهة، قاطعه وقل له: آسف يا فارس ممكن ان تناولني الكتب هنا.

2- عاود مقاطعته كلما عاد لرواية كذبته. تفيدك هذه التقنية بالانتباه اليه دون سماع كذبته، وبالتالي تجنب التعامل المباشر معها بهدف عدم وضع التلميذ في موقف الكاذب او المدافع عن الكذب.

رابعا: استخدم استراتيجية التكرار: وبموجب هذه التقنية تطلب من التلميذ تكرار الاشارة او العبارة التي تمثل الكذبة. عندئذ ارفع حواجبك واظهر نظرة عارفة وقل له: هل اعدت علي هذه العبارة مرة اخرى، وستفاجأ كيف يتوقف التلميذ عن ذلك. انه لمن المدهش حقا توقف الناس عن تكرار رواية الكذب اذا طلب منهم ذلك، لكن اذا لجأ التلميذ الى تكرار الكذب فاستخدم معه استراتيجية التشتيت.

خامسا: واياكان شعورك تجاه الكذب أى التلميذ اعمل على بناء علاقة مع التلميذ، لا ترفضه اظهر انك تحبه وتحترمه لكنك تكره الكذب. لا تصفه ابدا وتحت اى ظرف بالكاذاب، الاحرى اسقاط هذه الكلمة وامثالها من قاموسك، لانها كلمة قاسية كما قد تكون مخطئا. ان وصف التلميذ بالكاذب او الكذاب قد يؤذيه على نحو يتعذر اصلاحه.

سادسا: تذكر ان الهدف من كل ما تقوم به لعلاج الكذب هو تنمية اتجاه او قيمة الصدق عند التلميذ. ومن ثم فان عليك شراء الوقت من التلاميذ الذين يكذبون لتبقى على صلة بهم. لا تستسلم ابدا. لكن يجب عليك ملامسة هذه القضية بصورة ناعمة، ومحاولة تخفيف الضرر باقصى ما يمكن. وفي اثناء ذلك استخدام كلمات مثل: قصص، وخيال، ومبالغة، لا كلمة كذب.

سابعا: تذكر دوما ان كذبة عارضة لا تجعل التلميذ كاذبا او كذابا على طول، وانه سواء اكانت الكذبة عارضة ام دائمة فانها نتيجة مشكلات وعوامل شخصية تتطلب الخبرة والمساعدة للتغلب عليها. اننا نستطيع الاقلال من الكذب اذا فكرنا باسباب الكذب عند الناس مثل جذب الانتباه او التظاهر بالنجاح او للوقاية. غير انه يجب علينا ان نعلم تلاميذنا ان من الافضل قول الحقيقة او الصدق مهما كانت النتائج، ومع ذلك فقد يتساءل طفل في نفسه: لماذا ادخل في مشكلات بقول الحقيقة او الصدق اذا كنت قادرا على النجاة من العقاب بالكذبة؟ انه تبرير وقائي.


والمعلم الجيد هو من يتوخى الحذر في المواقف التى لم يشهدها. ولنعلم بانه اذا وثق بنا التلاميذ اننا نتفهم الظروف التي واجهوها واضطرتهم الى الكذب واذا كانوا يثقون باننا سنساعدهم على التعامل مع الاخطاء التي وقعوا فيها فانه لا يبقى لديهم اسباب قوية للكذب، فلا نصف التلميذ بالكاذب (والكذاب) ولا نتجاهل كذبة واحدة او تلميذا واحدا فقد تكون الكذبة نداء او صرخة لطلب المساعدة. ان رفض التلميذ الذي كذب غلطة كبرى لانها تجعل المساعدة مستحيلة. وعندما نصل الى هذه النقطة لا يبق للانصاف مكان لان كلامنا في وقت أو آخر كذب ذات يوم ولو كذبة صغيرة.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *