كيف نواجه الفشل في حياتنا ونتغلب عليه؟

بقي لأيام صامتا منزويا في غرفته، رافضا اللعب مع اخوانه ولا يستجيب لنداء والدته.. اما السبب فهو انه احس بالفشل وخيبة الأمل حين تسلم ورقة الامتحان وعليها علامة لم يكن يتوقعها لانه بذل جهدا كبيرا للحصول على علامة عالية، وشعر بالفشل اكثر حين ذكره المعلم مع الطلبة الكسالى.

الحقيقة نحن الكبار نصاب بالفشل وخيبات الأمل عدة مرات في اليوم الواحد ابتداء من معاملة رؤسائنا في العمل أو في العلاقات الزوجية والأصدقاء كذلك ما يطرأ على الطقس من تغيير يعد خيبة أمل حين نخطط للذهاب في نزهة قصيرة فنستيقظ والمطر الغزير يمنعنا من تحقيق ما خططنا له قبل يوم.

هذا مثال بسيط الخيبات الأمل التي يصادفها المرء على حد قول احد علماء النفس من ان الانسان السوي يحبط في اليوم اكثر من مئة مرة فيما اذا اعتبرنا عدم الرضا وعدم القناعة بما يصادفنا يكون من نتائج الفشل وخيبات الأمل.

لكن الشخص البالغ يعرف مواطن القوة والضعف في قدراته ويتعلم من اخطائه بمرور الوقت، لذا فهو اقل تأثرا بخيبات الأمل من الأطفال لانه يدرك تماما ان الحياة كما هي مليئة بالنجاحات فهي مليئة بالفشل كذلك.
أما الأطفال الصغار فهم يعتقدون أنهم قادرون على الحصول على أي شيء ولا يتحققون من خطأ هذا الظن الا حينما يكبرون ومع كل فشل يصابون بخيبة أمل.

علينا كمربين وأولياء امور ومعلمين ان نوضح للأطفال اننا ننجح كثيرا ونفشل اكثر وهذا ما يجعلنا نعمل على تجنب الفشل بحسن الاستعداد وان حصل يجب الا يعوقنا عن المضي قدما ومواصلة السير بخطوات اسرع مستفيدين من اخطائنا وأن نبين لهم أن جميع الناس يفشلون في مواقف وامور مختلفة فما يسبب لأحدهم الشعور بالفشل قد لا يتسبب في الشعور ذاته عند طفل آخر ففي حالة الطالب الذي شعر بالفشل والخيبة لتدني علامته في مادة ما، يجب على المعلم او الاب ان يقنعه آن علامة ضعيفة في مادة واحدة ليست نهاية العالم ولا تعني انه فاشل في الحياة.. مادام لديه علامات عالية في مواد اخرى وأمامه الوقت ليبذل فيه جهودا لتحسين علامات المادة التي فشل فيها.

كما ان الحياة ليست مدرسة وعلامات فقط فالكثيرون ممن تعثروا في دراستهم نجحوا في حياتهم لاحقا بحسن السلوك والتصرف الصحيح وتطوير وتنمية قابلياتهم وقدراتهم في مجالات متنوعة .

اما في حالة شعور الطفل الصغير بالفشل لان صديقه يرفض اللعب معه فعلى الأم أن تبين له أن رفض الصديق اللعب معه لا علاقة له بشخصيته ومحبته فقد تكون هناك اسباب اخرى، ومع ذلك يمكنه اللعب مع صديق اخر وينتهي الأمر.


ولدور الأب اهمية كبرى في مواجهة ابنه الفاشل مباشرة ودون تردد ذلك أن يعرف سبب فشله ويفهم سبب خيبة أمله وعليه أن يتقبل ماحدث دون جزع بل الاجدر التفكير السليم في كيفية تغيير النتيجة مستقبلا ببذل جهود أكبر ورسم طموحات وآمال لا تتحقق الا بالجهد والمثابرة والإحساس بالقدرة على تخطي الفشل بروح متفائلة قادرة على النجاح فالقدرة على التعامل مع الفشل أهم بكثير من القدرة على التعامل مع النجاح فالشخص الناضج هو الذي يتخذ من الفشل خطوة أولى نحو طريق النجاح.

مي شبر
مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز التعليم ورفع كفاءة المعلم

شهد العقد الأخير تطورًا ملحوظًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما أدى إلى تغيرات جوهرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *