طرح الخبراء مقترحات عديدة لتحسين المهارات القرائية للطلبة، تاليا بعض المعايير والمقترحات لتحسين نوعية القراءة:
أولا:
أول هذه المعايير يمكن النظر إليه في أطار شيوع حركة المسؤولية عن التعلم، إن المهارات الضرورية يتم تحديدها عادة على مستوى الدولة أو على مستوى المدرسة وقد وضعت هذه المهارات كأهداف سلوكية وهى على هذا النحو تظهر المنهاج مجزءا حيث يطلب من كل طالب أن يحقق هذه الغايات المتدرجة والدقيقة. ويلزم الطالب كذلك وقت طويل لتحقيق كل هدف من تلك الأهداف السلوكية المرسومة في حين أنه لا يوجد سوى وقت ضئيل أمام الطلبة لقراءة
الموضوع بطريقة كلية ومتكاملة.
وهنا يصبح تعلم المهارات المنفصلة ذا معنى، بدلا من قراءة الأفكار المتدرجة. وبالتأكيد فان استيعاب نوعية الأدب يجب أن تكون هي الغاية بدلا من اكتساب المهارات القرائية المنفصلة. إن الاستمتاع بقراءة الأدب ينبغي أن يكون بحد ذاته هو الدافع لإقبال الطلبة عليها.
ثانيا:
ينبغي أن يكون للطلبة صوتا أعلى في تحديد المصادر التي يودون أن يقرأوا منها وفي تحديد المشكلات التي سينكبون على حلها بما في ذلك عمليات القراءة. بل إن تشارك الطلبة والمعلم في تخطيط أهداف العمليات التعليمية وخبراتها وتقويمها يعزز فلسفة تربوية حقيقية وأصيلة ذلك لان تلبية ميول الطلبة يحفزهم على التعلم حيث تتوافر الدافعية عندئذ في الفرص التعليمية ذاتها ٠
ثالثا:
ينبغي للمعلمين المدربين جيدا الذين يتوافر لديهم عنصر الدافعية أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات بالنسبة للتعليم المفرد ذلك مع العلم بأنه في ظل الأهداف التي تضعها الدولة أو الأدوات التربوية المحلية. فان اتخاذ القرارات بالنسبة للمعلمين هو في حقيقته في حده الأدنى. ولكن من المؤكد أن بإمكان المعلم الجيد الذي تتوفر لديه الدافعية أن يحدد المجال والتدرج على نحو أفضل . ويغض النظر عن مستوى أعمار للطلبة أو مجالات تعلمهم ، ويتعين على كل معلم أن يتعلم القراءة نفسه في موضوعه ٠
إن اتخاذ المعلم للقرار قد يصبح واضحا في حد ذاته، ومن المؤكد أن هذا الحماس سيسرى بين الطلبة أنفسهم .
رابعا:
يتعين على الدوائر الرسمية التي تمنح الشهادات أن تطلب من برامج إعداد المعلمين بان تقدم لكل من سيصبح معلما مساقا في تعليم القراءة. وعلى كليات التربية التي تخرج المعلمين أن تتأكد من أن جميع خريجيها قد اظهروا حدا معينا من الكفاية في تعليم القراءة ٠ وهذا يستلزم أن يتدرب المعلمون على امتلاك معرفة ومهارة كافيتين في تعليم أساليب التعرف إلى الكلمات واستنباط معانيها وأنماط مهارات الاستيعاب المختلفة وذلك لكي يتمكنوا من نقل هذه المهارات إلى طلبتهم وتطويرها لديهم . إن حب تعليم القراءة والمقدرة على إثارة دافعية الطلبة نحوها لهما ضرورتان لا غنى عنهما في برامج تربية المعلمين.
خامسا:
يتعين على المعلمين أن يثيروا حماس الطلبة لتذوق ما يقرأون والاستمتاع به، إن من نعم الله على المرء أن يكون قارئا جيدا٠ أما غير القارئين أو الذين يفتقرون إلى القدرة الكافية على القراءة فإنهم يعانون جراء ذلك في المجتمع. فقد ينحدر مستوى وظيفة الشخص إذا كان لا يستطيع أن يقرأ في المستوى المطلوب كما أن الاستمتاع بالحياة يقل إلى حده الأدنى بسبب غياب المهارات القرائية لدي الأشخاص. وكثيرة مالا يقدر الطلبة وأولياء أمورهم فرص التعلم التي تتضمن في
حد ذاتها مهارة القراءة.
سادسا:
يتعين على المعلمين أن يستثيروا دافعية الطلبة للارتقاء بهم نحو مستويات المعرفة العقلية العليا وان يتخلوا عن التعلم من خلال الحفظ وخبرات التدريبات الآلية. ولهذا يجب أن يمر الطلبة بالخبرات والتدريبات القرائية اللازمة ذلك لأن الحياة نفسها تتطلب أن يبدع الطلبة في مواقف حل المشكلايت٠ ولا بد لدروس القراءة من أن تقدر للطلبة فرصا بإشراف المعلم للقيام بتحديد المشكلات الهامة وجمع المعلومات ذات الصلة ومن ثم التوصل إلى الإجابات عن كل مشكلة.
ومن هنا وجب على كل معلم أن ينمى قدرته على إثارة دافعية الطلبة نحو المستويات الفعلية العليا.
سابعا:
يجب أن يمر الطلبة بخبرات الحياة بشكل غير مباشر. ولما كان من المتعذر علينا في حالات كثيرة أن نمر بخبرات المواقف الحياتية الفعلية والمرغوبة ، فإننا نستطيع من خلال القراءة والخبرات غير المباشرة أن نختبر ما هو جيد وواقعي وجميل ٠
إن الاختبار المباشر للمواقف الحياتية غير المرغوبة أمر مكلف ٠ ولكن الخبرات غير المباشرة التي نحصل عليها من خلال القراءة يمكن أن تسمح لنا بتجريب ما ليس مرغوبا فيه ودون أن يسبب لنا ذلك ضررا.
ومن هنا كانت ضرورة استثارة دافعية المتعلمين كي يختبروا الحياة ولو بشكل غير مباشر.
إن منهاج القراءة النوعية يحتاج إلى تخطيط ذلك لأن الاعتناء الدقيق بالأهداف الأساسية والفرص المواتية لتعلم القراءة وأساليب التقويم الناجعة تشكل بمجملها منهاج للقراءة النوعية ومن المؤمل أن تتولد لدى الطلبة الدافعية الايجابية للقراءة في إطار تخطيط نوعى سليم بإشراف المعلم.
مادلو إديجر
جامعة نورث إيست ميسوري
ترجمة: الدكتور حسين عبد الفتاح