فكر في مكان أو شخص تعرفه… الصورة التي تراها في ذهنك الآن نشأت كنتيجة لإشارات كهربائية وكيماوية تطلقها الخلايا العصبية Nerve cells or Neurons وإذا علمت بأن مخك يحتوي على 100 مليار من هذه الخلايا العصبية يربط بينها تريليون وصلة في كل واحد سم3 تطلق 10 مليون نبضة كل ثانية لعرفت بأن ذاكرتك عبارة عن مصنع كهربائي كيماوي معقد موجود في عضو لا يزيد وزنة عن 1.5 كجم تقريبا.
وتنتقل قيمة النبضات أو الإشارات من خلية إلى أخرى كيماوياً عن طريق ما يسمى بالمرسلات العصبية التي تفرزها الخلية فتمر خلال المشبك الذى يصل بين كل خلية والأخرى ولا يلامسها فتحدث بها تياراً كهربائياً آخر وهكذا تنتقل الإشارة من خلية إلى أخرى بهذه الطريقة حتى تصل من مخك مثلاً إلى أصابع قدميك في أقل من جزء من الثانية.
أنواع الذاكرة
والذاكرة لا تقوم بوظيفة واحدة، وإنما يوجد ثلاثة أنواع مميزة من الذاكرة:
1- الذاكرة الحسية.
2- الذاكرة قصيرة الأجل.
3- الذاكرة طويلة الأجل.
1- الذاكرة الحسية:
تسمح لك بتذكر طعم التفاح أو لون اللبن الحليب…إنها ترشح المعلومات التى تصل إليها عن طريق الحواس، وهناك ذاكرة حسية لكل حاسة من الحواس الخمس، فما يسمى بالذاكرة الأيقونية Iconic تختص بالتنبيه البصرى، الذاكرة الصدوية (نسبة إلى الصدى) Echoic تختص بالتنبيه السمعى، الذاكرة الهابتية Haptic تختص باللمس. وتنتقل الإشارات من الذاكرة الحسية إلى الذاكرة قصيرة الأجل والأخيرة تقوم بترشيح المعلومات الواردة إليها، وتبقى المهم منها بالنسبة لهذا التوقيت.
2- الذاكرة قصيرة الأجل :
هي تشبه مسودة لكتابة واستدعاء المعلومات مؤقتاً لحين الانتهاء من إعدادها وتجهيزها. فإذا أردت مثلاً أن تفهم جملة مركبة من مقطعين أو بيت شعر، عليك أن تحفظ فى ذهنك الجزء الأول حتى تنتهى من قراءة الثانى. والذاكرة قصيرة الأجل ذات طاقة استيعابية ضعيفة ولا تدوم كثيراً، ويتم مسحها والتسجيل فيها باستمرار. وتنظيم المعلومات يمكن أن يزيد من قدرتها الاستيعابية، ولذلك فإن تقسيم رقم التليفون الكبير إلى مقاطع يجعله أسهل فى التذكر، كما أن تداخل المعلومات يقلل قدرة الذاكرة قصيرة الأجل على الاحتفاظ بما فيها من معلومات، ولذلك فإننا نحاول انجاز المهمة بسرعة قبل أن تتلاشى الذاكرة.
3- الذاكرة طويلة الأجل :
تساعدك على استدعاء المعلومات القديمة وما تحمله من معان فى نفس الوقت، إنها ليست ذاكرة لمجرد الحفظ والاستظهار، ولكنها تقوم بتصنيف وتنظيم المعلومات، وهذا هو السبب فى أن التعلم بطريقة منظمة وعن طريق الربط بين المعلومات يساعد على رسوخ الحقائق وثباتها فى الذاكرة.
ويوجد نوعان من هذه الذاكرة:
أ- ذاكرة سياقية تسلسلية Episodic : تمثل ذاكرة الأحداث والخبرات فى صورة متتابعة، وبسبب هذه الذاكرة نستطيع تكوين الأحداث الحقيقية التى حدثت فى وقت معين من حياتنا.
ب- ذاكرة دلالية منظمة Semantic : عبارة عن سجل منطقى مرتب للحقائق والمفاهيم والمهارات التى اكتسبناها فى حياتنا. والمعلومات الموجودة بها مشتقة من تلك الموجودة فى الذاكرة السياقية بمعنى أنه يمكننا تكوين حقائق أو مفاهيم جديدة من الخبرات التى اكتسبناها من قبل.