علاقة القلق والاكتئاب بمرض القولون العصبي

القولون العصبي، من أكثر الأمراض شيوعا في العالم، ويتفق الأطباء جميعهم على أن نسبة المرضى المصابين به الذين يراجعونهم في العيادات الخاصة او المستشفيات الحكومية تتصدر النسب الأعلی مقارنة مع نسبة الأمراض الأخرى.

ويعزو الأطباء هذا الانتشار السريع للمرض إلى حركة العصر وسرعتها التي تحمل معها الضغط النفسي والاكتئاب والقلق.

يقول الدكتور طارق السويفي استشاري الجراحة العامة والمناظير في المستشفى الدولي الخاص بدبی إن هذا المرض رغم انه حميد ولا يسبب أي تهديد للصحة العامة والجسم الا أنه يسبب الكثير من الضغوط النفسية على المرضى المصابين به ويجعلهم يشعرون أن اطباءهم عاجزون عن ايجاد الحل لمشاكلهم ، والقولون العصبي يظهر بواحدة من صور ثلاث :

1- فالمريض اما ان يأتي لطبيبه وهو يعاني من آلام مزمنة بالبطن مع امساك.
2- او يعاني من اسهال شدید بعد الأكل مباشرة. ويأتي هذا الاسهال بدون مقدمات ولا مواعيد وتتكرر الصورة بشكل منتظم ويكثر حدوثها عند الإفطار او في الصباح الباكر ونادرا ما تأتي هذه الاعراض ليلا او اثناء النوم.
3- او ربما يعاني المريض من بعض اعراض تشمل تلك النقطتين السابقتين.

ويضيف الدكتور طارق ان سبب هذا المرض يعود على الأرجح. لحساسية القولون لمادة «الكوليسیستوكينين» التي تفرز بصورة طبيعية في الجسم وينتج عنها اما زيادة في حركة القولون بصورة تقلصية او قلة حركته.

وسبب حساسية القولون في ذلك هي التعرض للضغط العصبي او القلق او الاكتئاب. وفي غالب الأحيان يتردد المريض على الطبيب عدة مرات لإجراء المزيد من الفحوصات للتأكد من عدم وجود سبب آخر لهذه الأعراض قبل الوصول الى تشخص كامل لمرض القولون العصبي.

ويؤكد الأطباء أن نتيجة التشخيص تعتمد الى حد كبير على التاريخ المرضي للمريض وتسلسل الأعراض وفحص نسبة الهيموغلوبين في الدم والبراز. وقد يعتقد بعض المرضى أن المنظار هو الحل العملي للقضاء على هذا المرض ولكن حقيقة الامر ان التطبيب بواسطة المنظار يقتصر على المرضى الذين يعانون من نزيف في الشرج لمعرفة اسباب النزيف او لأخذ عينات من القولون.


ويضيف الدكتور طارق : ان القولون العصبي لا يسبب أي تغيرات عضوية يمكن أن تلحظها التحاليل او الاشعة او المناظير، واذا تأكد الطبيب أن المريض لا يعاني من أية امراض اخرى فان علاج القولون العصبي يصبح سهلا، ولا بد من الإشارة إلى تغيير الروتين اليومي للحياة اليومية وممارسة الرياضة بانتظام وبشكل خاص الاهتمام برياضة المشي اليومي لمسافات قصيرة، وتغيير البرنامج الغذائي اليومي والتركيز على تناول الخضراوات الطازجة والفواكه والأطعمة التي تحتوي على الألياف. ومن الضروري محاولة تجنب البقوليات ومشتقات الحليب التي تزيد من هذه الأعراض وتسبب آلاما مزعجة.

محمد الحمادي

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *