طبيعة التعلم الإلكتروني وأدواته ووسائله ومهارته وأهميته

تعريف التعلم الالكتروني
التعليم عن بعد
الحاسوب والتعليم
الإنترنت كبنية تعليمية
أهمية الانترنت في التعليم

يغطى مصطلح ( التعلم الإلكترونى ) أنواعا متعددة من التعليم والتدريب عن بعد ، تقدم بواسطة الحاسب سواء أكانت المادة التعليمية مسجلة على أقراص مرنة أو مدمجة أو تصل الى حاسب المتعلم بواسطة شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) أو شبكة المعلومات الوطنية أو الإقليمية ( الاكسترانت ) أو تبث اليه الأقمار الصناهية أو محطات التلفزة ، ويكون محتوى المادة الدراسية مسموعا أو مقروءا أو مرئيا . وينصرف الفكر عند سماع مصطلح ( التعلم الإلكترونى )الى نوعين من التعليم عن بعد هما : التعلم الحى فى فصل ( قسم أو مختبر ) افتراضى ، والتعليم المبرمج الذى يتلقاه الشخص عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات ( الإنترنت ) وفى كلا النوعين يختار المتعلم المكان الذى يتعلم فيه ( فى المنزل أو فى المؤسسة ) والقت الذى يتعلم فيه ( فى أثناء العمل أو بعد أوقات العمل ) والمدة التى يتعلم فيها ( ساعة واحدة أو عدة ساعات يوميا ) .

التعليم عن بعد

واذا كان التعلم الإلكترونى نوعا من أنواع التعليم عن بعد ، فهو يختلف عنه من حيث طبيعة العملية التربوية ، والمضمون ، والمنهجية ، والتقويم . فالفرق الأساسى بين التعليم عن بعد والتعلم الالكترونى يكمن فى أن دور المتعلم فى النوع الأول يبقى دورا سلبيا ، اذ يتلقى المعلومات دون أن يشارك فى الدرس أو يتفاعل مع المادة التعليمية . اما فى التعلم الالكترونى فإنه يشارك فى العملية التربوية خطوة خطوة ، فقد أتاحت تكنولوجيا المعلومات والإتصال امكان إجابة المتعلم عن كل سؤاد يوجهه إليه الأستاذ الذى يراه على شاشة الحاسب والحصول فى الحال على نتيجة إجابته لتعزيز الإجابات الصحيحة وتشجيع المتعلم . فالفرق كبير بين التعليم التعلم
أما من حيث المضمون والمنهجية المتبعة فإن المادة التعليمية ، فى التعليم عن بعد ، معدة لجمع المنخرطين بينما يتغير محتوى المادة وطريقة عرضها من فرد الى آخر ومن مرحلة تعليمية إلى أخرى ، فى التعلم الإلكترونى طبقا لقدرات المتعلم واحتياجاته الآنية والمستقبلية وهذا ما سماه الدكتور محمد مصطفى القباح بـ ( فردنة التعليم ) .

وأما من حيث التقويم فإن معظم أنواع التعليم عن بعد تقوم انجازات الطالب فى نهاية البرنامج ، بينما التقويم فى التعليم الإلكترونى هو طريقة منتظمة مستمرة لجمع المعلومات عن تأثير التعلم وفاعليته ، بحيث تستخدم نتائج التقويم لتحسين التعليم نفسه فورا ، أو لمعرفة ما اذا كان المتعلم قد حقق أغراضه أو لقياس قيمة التعلم الإلكترونى للمؤسسة التى استخدمته .

فالتعلم الإلكترونى هو طريقة ثورية اتزويد القوى العاملة بالمهارات والمعرفة التى تحتاج اليها لتحويل التغيرات المستمرة فى سوق العمل لمصالحها . فنماذج التعليم فى العالم القديم لم تعد قادرة على مواجهة تحديات العالم المعلوماتى الجديد وسوق العمل المعولمة والتعلم الإلكترونى يقدم لنا الوسائل الكفيلة بمواجهة تلك التحديات .

ان التعلم الالكترونىيزاوج بين تكنولوجيا الاتصال والتربية والمعلومات والتدريب ، ويعد عنصرا جوهريا فى استراتيجيات الإقتصاد الناجح . فالاقتصاد الشبكى الجديد ( نسبة الى شبكة الانترنت ) يتطلب تطوير معرفة الأفراد العاملين وتحديثها بإستمرار . ويعتمد نجاح تقدم الأمم والأقطار ، والشركات على قدرتها على صنع المعرفة وتقاسمها ، واستثمارها بفاعلية فى الإقتصاد الشبكى الحديث القائم على المعرفة .

ولكن ينبغى التنبيه الى أن تحصيل الفرد من التعلم الإلكترونى يعتمد على مضمون هذا التعلم ووسائط تلقيه . فكلما كان محتوى التعلم ووسائطه مناسبة لغايات المتعلم كان التحصيل أكبر ، والنتائج أفضل . والتعلم الإلكترونى لا يخرج العملية التربوية بالضرورة من أسوار المدرسة وانما يمكن أن يستخدم داخل جدران القسم ، فيزيد من فاعلية التعلم بفضل المضمونات الجديدة ، والطرائق التكنولوجية الحديثة التى تسهل التعلم وتسرع به . هذا وسيكون الصراع فى هذا القرن بين الرؤية المستقبلية المسلحة بالعلم والتكنولوجيا والرؤية الماضوية اللصيقة بأنماط تربوية قديمة . وستقاس ثروة الأمم لا بما تختزنه أرضها من معادن وإنما بما يتركز عقول ابنائها من معارف وتقنيات . ولهذا فإن دول الغرب سارعت لإقتناص الفرص التربوية الجديدة الهائلة التى أصبحت متاحة بفضل التطورات العملاقة فى تكنولوجيا المعلومات والإتصال فى التسعينات من القرن العشرين .

ففى عام 1996 م أعلن وزير التربية فى الولايات المتحدة الأمريكية الخطة القومية الأولى لتكنولوجيا التربية ، وهى ترمى الى تهيئة طلاب أمريكا لمواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين . وتتضمن هذه الخطة استعمالا فعالا للتكنولوجيا فى المدارس الإبتدائية والثانوية من أجل إعداد تربوى أفضل للآستجابة لمتطلبات سوق العمل والإقتصاد الأمريكى الجديد .

الحاسوب والتعليم

لقد اكتسب دور الوسائط فى التربية أهمية متزايدة بشكل متسارع بسبب التغيرات الثقافية والاجتماعية والإقتصادية فى الممجتمعات الحديثة ، وبسبب التطورات السريعة فى العلم والتكنولوجيا مثل التطور فى أشرطة الفيديو والإتصال عن بعد والحاسبات وأن تطبيق مثل هذه التقنية فى المشروعات التربوية أصبح من أولويات الأفراد فى جميع أنحاء العالم الذين يهتمون بتحسين نوعية التعليم والتعلم ، وتوفير التربية لمن يرغب فيها ويبحث عنها .
لقد شهدت العقود الثلاثة الماضية زيادة كبيرة فى استعمال الحاسبات فى التعليم وبخاصة فى المدارس والجامعات وأدى هذا الإستخدام الى حدوث تغير فى مقدار التعلم من الكتاب الدراسى والمدرس ومن أمام شاشة الحاسب بالإضافة الى التغيير فى زيادة أهمية بعض المهارات التى يحتاجها الإنسان .

كما ظهرت برمجيات تعليمية كثيرة تتناول موضوعات تعليمية متنوعة ومتوافرة فى الأسواق بحيث يسهل الحصول عليها ، وقد بنى هذا الاستخدام على افتراض ا، التعليم من الحاسوب أفضل من التعليم بالطريقة العادية نظرا لكثرة المعلومات والحاجة الى تخزينها واعادة استخدامها وفهمها ، واكتساب مهارة كيفية التعلم ، والبحث عن المعلومات .

ان امكانات الحاسب الواسعة مثل قدرته على اجراء العمليات الحسابية والمنطقية بسرعة هائلة وبدقة ، وقدرته على الحوار والتفاعل مع المتعلمين ، والقيام بالرسم والمحاكاة والنمذجة وحل المشكلات وغير ذلك من عمليات التفكير ، تجعل الفرد يحاول الإستفادة من هذه الإمكانات فى التربية ، ففى الأدب التربوى كثير من الدراسات أظهرت اساليب استخدام الحاسب فى عملية التعليم ، ومدى فعالية هذه الأساليب فى تحصيل الطلاب ، وأثر اتجاهاتهم نحوها ، فقد أشار بعض الباحثين الى أن الحاسب يستخدم فى التعليم كمادة تعليمية وثقافة حاسوبية وكوسيلة اتصال تعليمية أو مساعدة فى التعليم مثل التعليم الخصوصى العلاجى والإثرائى ، والتدريب والممارسة ، والحوار واللعاب التعليمية ، وحل المشكلات وكوسيلة فى الإدارة التربوية . وكوسيلة مساعدة فى التعليم مفيد فى التعليم المفرد لقدرته على التفاعل مع الطالب بإتجاهين وتوفير التعزيز الفورى فى البرمجية التى تعرض بأسلوب يتناسب مع سرعة الطالب ونمط تعلمه .

ان هناك عدة دراسات أظهرت أن استخدام الحاسوب فى التعليم لا يقل فاعلية عن الطريقة العادية المتبعة فى التدريس ، وأنه زاد من ثقة الطلاب بأنفسهم . وأن استخدام برمجيات التدريب والممارسة زاد من تحصيل الطلاب بدلالة إحصائية ، كما أنه يقلل العبء والمسئولية عن المدرس ويوفر من وقته ، ويصبح دورة موجها ومشرفا أثناء تعلم الطلاب ذاتيا .

الإنترنت كبنية تعليمية

الإنترنت بمثابة بنية تعليمية تحتية قوية تجمع الوسائل والأدوات والتقنيات والبشر والأماكن والمعلومات في سلة واحدة ، مما يضاعف القدرات البشرية ويحفزها على التعلم .
واذا كان قد تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة كما عرفنا سابقا باستخدام الكمبيوتر والإنترنت في تدريس وتعليم المهارات اللغوية ، في وقت أصبحت فيه القدرة على الكتابة والقراءة والاتصال عبر الكمبيوتر مطلباً أساسياً في الحياة الحديثة ، كما تصاعد نجم اللغة الإنجليزية لتصبح أبرز اللغات المشتركة في العصر الحديث ، وقد بدأ استخدام الكمبيوتر في تعليم اللغة منذ الستينات ، ومر هذا الاستخدام خلال العقود الماضية بثلاث مراحل أساسية .

وقد بدأت إرهاصات المرحلة الأولى في الخمسينات وتمت بتطبيقاتها في الستينات والسبعينات وفقاً لنموذج التعلم السلوكي ، مستخدماً فكرة التدريبات اللغوية المتكررة ، حيث ساد تصور يرى أن الكمبيوتر معلم ميكانيكي لا يمل ولا يكل ، ويسمح للطلبة بالعمل بشكل فردى ، وتطور هذا النموذج مؤخراً في صورة الكمبيوتر الشخصي ، وفى المرحلة الثانية الإتصالية والتي ظهرت في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات تم نبذ المدخل السابق ، ومع بدء ظهور الحاسبات الشخصية الجديدة ظهرت إمكانيات أكبر لاستخدام الكمبيوتر في تعليم اللغة بشكل فردى ، ورأى أنصار هذه المرحلة أن الأنشطة التى تقوم على استخدام الكمبيوتر يجب أن تركز على تعليم القواعد اللغوية بشكل ضمني وليس بشكل صريح ، وتجاوبت هذه المرحلة مع النظريات المعرفية ، التي أكدت على أن التعلم هو عملية اكتشاف ، وتعبير ، وتطوير .

وفى هذه المرحلة تم تطوير بعض البرامج التي تسمح للطلبة بالعمل سواء بشكل فردى أو جماعي لإعادة ترتيب الكلمات والنصوص لاكتشاف معاني النماذج اللغوية ، كما تسمح بالتزامنية في العمل ، وتتيح إمكانية المناقشة والعمل الجماعي بين الطلبة ، حيث تركز الاهتمام ليس على ما يفعله الطلبة بالآلة وإنما على ماذا يفعلونه معاً أثناء عملهم على الكمبيوتر ، وبالرغم من تقدم هذه المرحلة عن سابقتها ، إلا أنها تعرضت للنقد .

وفى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات برزت عدة انتقادات للمرحلة الثانية من بينها أن الكمبيوتر مازال يستخدم كعنصر هامشي في عملية التعلم وبشكل مؤقت ومنفصل عن سياقه الاجتماعى ، وتزامن هذا النقد مع إعادة تقييم واسعة لنظرية تعليم اللغة على أساس اتصالي ، حيث بدأ العديد من الدارسين يهتمون بالرؤية الاجتماعية المعرفية ، التي تؤكد على ضرورة استخدام اللغة في سياقها الاجتماعى ، وهو ما قاد إلى مدخل تكاملي جديد قائم على تعلم اللغة والتكنولوجيا معاً ، يسعى لتكامل المهارات المتعددة ، الاستماع ، التحدث ، القراءة ، الكتابة ، مع الوسائل التكنولوجية في إطار عملية تعلم واستخدام اللغة .

وبينما كانت تستخدم الحاسبات الآلية الكبيرة في المرحلة الأولى والكمبيوتر الشخصي PC في المرحلة الثانية وفقاً للرؤية الاتصالية ، فإنه يتم الاعتماد على الكمبيوترات الشبكية القائمة على الوسائط الإعلامية المتعددة في المرحلة الثالثة وفقاً لمفهوم متكامل يجمع عدة وسائل تكنولوجية حديثة معاً ، وعلى أساس مفهوم التعلم للقراءة ، التعلم للكتابة ، التعلم للاتصال عبر الكمبيوتر ، وهى من المفاهيم التى أصبحت معلماً أساسياً في الحياة التعليمية الحديثة .

وقد حدثت تغيرات كثيرة في هذا المدخل في المرحلة الأخيرة مع تكاثر المعلومات ، وتنوع وسائل الاتصال وزيادة الحاجة للتعامل مع الكثير من الثقافات باستخدام العديد من اللغات ، في وقت تغيرت فيه بعض المفاهيم التعليمية التقليدية ، ففي عصر التعليم بالإنترنت أصبح المدرس مجرد ميسر للتعليم وليس مصدراً له ، فهو يختار ويقدم المعلومات بطرق متعددة ، وفقاً لاحتياجات طلابه وبما يمكنهم من إعادة خلق اللغة بأنفسهم ، وأن يصبحوا خالقين للغة بدلاً من الاكتفاء بدور السلبي وأن يكونوا مشاركين ناشطين في عملية التعلم ، كما تغير دور المدرس والذي لم يصبح المصدر الوحيد للمهارات اللغوية ، كما لم يعد دوره يقتصر على سكب المعلومات في عقول طلابه ، إذ يمارس هؤلاء الطلبة دوراً نشطاً في عملية تعلم اللغات ، فهم يفسرون وينظمون المعلومات التي يكتسبونها بصورة تتلاءم مع معارفهم ومعلوماتهم السابقة كما تراجعت قيمة الحفظ في مقابل الاهتمام بتعلم طرق واستراتيجيات البحث عن المعلومات .

كما أجريت عدة دراسات حول استخدام الإنترنت في تعليم اللغات الأجنبية ، حيث حولت الإنترنت من مجرد أداة لمعالجة المعلومات والعرض إلى أداة لمعالجة المعلومات وكذلك للاتصال وللمعرفة وللتعلم ، فلأول مرة يستطيع دارسي اللغة الاتصال بشكل غير مكلف وبسرعة كبيرة ، وبإمكانات غير مسبوقة في تعلم اللغة .

أهمية الانترنت في التعليم

وللمزيد من أهمية الانترنت نرى آثارها فيما يلى :

تعليم المهارات:
توفر الإنترنت فرصاً عديدة لتعليم المهارات الأساسية للدارسين مثل :كيفية الحصول على فيض متدفق ، من مصادر متعددة ، وفى مجالات متنوعة ، وكذلك الحصول على كم كبير من المعلومات والبيانات والأرقام والإحصائيات ، واستكمالها ، ومتابعتها ، والاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وأرشيفات العديد من المنظمات والشركات والمكتبات ، والاستفادة من أدواتها المتعددة ، وكذلك تساعد في تعليم مهارة البحث الذاتى عن المعلومات والبيانات والإحصائيات ، وكيفية التحقق من مصداقيتها وتقييمها ، وتحليل المعلومات والوثائق ، كما أفرزت الإنترنت مهارات ضرورية مثل تقييم المعلومات وتحليلها ونقدها وصياغتها في صور رقمية متنوعة الأشكال ، والمقدرة على التعامل مع الفيض العلوماتى المتدفق ، وكيفية دمج المعلومات من مصادر إلكترونية متعددة ، وتطوير أساليب الكتابة ، فضلا ً عن استحداث أشكال اتصالية جديدة مثل عقد المؤتمرات عن بعد ، ، وجلسات الدردشة ، والبريد الإلكترونى ، والقوائم البريدية ، وهى مهارات أصبحت أساسية في التعليم .

كما أن تعليم الدارس مهارة جمع المعلومات المتوافرة على الإنترنت ، وتقييم المعلومات وتحليلها ، والتعريف بإمكانيات الشبكات والخدمات الإلكترونية الفورية ومحتوياتها ، والمراجع والقواميس والموسوعات وقواعد المعلومات ، والوثائق ، والإحصائيات والمكتبات الإلكترونية .. إلخ ، وتعريفه بمعلومات خلفية ذات مضامين متنوعة عن دولته وعن دول أخرى وعمل تقارير وبروفيلات عن صناع الأحداث ، وتطوير وسائل جمعه للمادة ، وطرق التقائه بمصادره .

تعليم وتدريس المواد التعليمية :

تتعدد الفوائد التى يمكن أن تقدمها الإنترنت في تعليم وتدريس المقررات ، فهى توفر تقنيات جديدة في توصيل المعارف والمهارات ، وكذا الاستفادة من مقررات وبرامج وخطط المؤسسات والجامعات المعنية بتطوير العمل التعليمى باستخدام الوسائل الجديدة .
كما تتمتع بطبيعة تعليمية متميزة تتمثل في الجرافيكس ، والصوت والصورة والرسوم والألوان ، وهى أدوات تيسر عملية الشرح والتوضيح ، كما تتسم بالتفاعلية بين المرسل والمستقبل ، والقدرة على تلقى الدرس عن بعد ، والقدرة على تخزين واسترجاع مادة المقرر الدراسى بسهولة ، فضلاً عن كونها وسيلة محفزة للطلاب على البحث والدرس الذاتى ، وتطوير الحواس والمهارات لديهم ، مع إمكانية الاستفادة منها والتعلم من أكثر من موقع تعليمى عن ذات المادة العلمية ، كما توافر إمكانية التعليم المستمر ، وكذا الاتصال بين الطلاب وبين أساتذتهم .

ولكن بالرغم من المزايا العديدة للإنترنت ، فإن هناك العديد من المشكلات في استخدامها أما كوسيلة تعليمية ، فمن النواحى التعليمية يعانى النظام التعليمى في معظم بلداننا العربية من العديد من المشكلات ، فضلاً عن محدودية تبنى المؤسسات التعليمية في هذه البلدان لوسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة ، في ظل تراجع مقومات العملية التعليمية ، بما فيها ضعف مستوى إجادة أبنائها للغات الأجنبية ، و محدودية إمكانيات الاتصال بالإنترنت وهو ما يحول دون الاستفادة القصوى من الإمكانيات التعليمية للإنترنت ومن إمكانية الاستفادة من المناهج والطرق التعليمية الحديثة المتوافرة عليها .

وكذا تعانى جامعاتنا من انخفاض مستوى التعامل باللغة الإنجليزية لدى معظم طلابها ، فضلاً عن قلة عدد المقررات التى تدرس باللغة الإنجليزية ، وعدم شيوع استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة بين أروقتها ، مما يعوق إمكانية استخدام الإنترنت في تطوير المهارات التعليمية لديهم ، ومن ناحية ثالثة ، فإن هناك العديد من المحاذير المرتبطة بالطبيعة الموضوعية للإنترنت ومدى مصداقيتها ، واختلاط الغث بالسمين من المعلومات على مواقعها .. إلخ ، وهو ما يحتاج إلى وضع ضوابط لاستخدامها .

تدريس اللغات الإنجليزية

تفيد الإنترنت بدرجة كبيرة في تدريس اللغات ، لاندماج عدة وسائل اتصالية معاً في بنيتها ، كما توفر عدة أدوات يمكن من خلالها أن تسهم بها في تطوير العملية التعليمية من بينها [ البريد الإلكترونى ] وهو أداة مهمة لتبادل المعلومات والأفكار بين أستاذ المادة وطلابه سواء بشكل فردى أو جماعى ، وكذلك لطرح الأسئلة والحصول على الأجوبة ، وتلقى وإرسال التكليفات ، والحصول على تقارير المتابعة والتقييم ، ودعم سبل التعاون بينهم ، ومن بين المشروعات التى استخدمت فيها لتعليم اللغات الأجنبية مشروع Keypal والذى يمكن المشتركين فيه من التراسل مع المتحدثين باللغة الإنجليزية الأصلية ، كما يفيد البريد الإلكترونى في مجال تعليم اللغات الأجنبية عن بعد .

[ القوائم البريدية Mailing Lists ] يوجد العديد من القوائم البريدية المتاحة على الإنترنت والمهتمة باللغة وبعضها مثل International List Language Learning and Technology, توزع المعلومات المتعلقة بأشكال استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة وبعضها يوفر خدمة المشاركة في الفصول وتبادل البريد بين عدة دول ، وبعضها متخصص في اللغة ، ويناقش موضوعات محددة ومتنوعة من جوانب اللغة يهتم بمناقشة منهجية تعلم اللغة والابتكارات الإرشادية وتعزيز كفاءة الطلبة التعليمية ، وهى أداة مهمة لتطوير مهارات مدرس اللغة وخاصة في المناطق المنعزلة جغرافياً ، وبعضها نشيط جداً ، ويمكن ضمها معاً للحصول على العديد من الرسائل في موضوعات محددة من مشتركين عديدين .

[ المشروع الجماعى Collaborative Project ] وميزته أنه يجسد أمام الطالب عالم حقيقى من أنشطة الفصل ويمكن إعداده من قبل طلاب أكثر من مقرر تدريسى في أكثر من مكان بالعمل معاً في مشروع جماعى مشترك ، وتبادل الأفكار فيما بينهم ، باستخدام البريد الإلكترونى ، وأيضاً من بين هذه الأدوات [ حجرات الدردشة Chatting rooms ] و [ الجماعات الإخبارية Newsgroups ] و قواعد المعلومات الإلكترونية المتوافرة على الإنترنت Databases ، والمراجع والموسوعات والقواميس والأدلة والبرامج التعليمية .. إلخ .

كما تعد الإنترنت بإمكانياتها من الوسائط المتعددة والروابط المرجعية وعرض المادة بعدة أشكال من نصوص وصور وتسجيلات صوتية ولقطات مرئية وعوالم إخراجية وبرامج متميزة مثل جافا سكريبت وسيلة متميزة لتعلم اللغة في بيئة تعليمية مثيرة وجذابة ، كما تتميز بتوافر الـ Streaming media and video وهى تكنولوجيا تسمح بربط التلاميذ الناطقين الأصليين للغة ونقلهم بشكل الإفتراضى إلى فصول دراسة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية ، كما يمكنهم مشاهدة الأخبار الأفلام والموسيقى والأغانى منقولة في ذات الوقت real-time .

وقد أظهرت الدراسات التى تناولت استخدامات الكمبيوتر والإنترنت في تطوير مهارة تعلم لغة أجنبية ثانية ، الدور المهم الذى تمارسه التكنولوجيا في هذا الصدد ، تعلم اللغة الإنجليزية باستخدام الإنترنت للطلبة الأجانب .

واتضح أن الإنترنت توفر بيئة تعليمية يمكن عبرها تطوير مهارات اللغة من خلال الاتصال بالناطقين باللغة الإنجليزية .


كما أن الإنترنت تلعب دوراً فعالاً في تعلم اللغات الأجنبية داخل الفصول فهى تمكن أجهزة الكمبيوتر في العالم للاتصال من خلال النصوص والصور والفيديو والملتميديا والتى توفر أدوات جديدة أمام معلمى اللغة الأجنبية ، حيث ، أنها تقدم إحدى الأدوات الأساسية في تعلم اللغة ، وأنها توفر أدوات مهمة للوصول على مصادر عديدة عبر الشبكة ، وأن تعلم الاتصال بالآخرين مهم لتسهيل التفاعل الدولى ، وإن الإنترنت تقدم بعض الحلول لتعلم مهارات اللغة بكفاءة ووفقاً لقدرات المستخدم ، كما أن تكلفتها تقل تدريجياً في وقت يزداد فيه تخصص مواقعها ، وأنها تعد أداة نموذجية للتعلم التفاعلى عن بعد .

كما أن تعليم الإنترنت له فائدة كبرى في مساعدة المعلمين على استخدام الإنترنت كأداة في تعليم الطلبة من أصحاب الحالات الخاصة وغير الناطقين بالإنجليزية ، وكيفية استخدام البريد والإنترنت لبناء جسور بين التلاميذ في عدة مدارس ، وطرق تطوير المهارات اللغوية للطلاب ذوى الحالات الخاصة من خلال عرض نص مادة المقرر على الإنترنت .

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

تعليق واحد

  1. الشكر لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *