سيارات المستقبل تتعرف على سائقها وتدرس سلوكه

يعمل علماء بريطانيون على تطوير سيارة تتنبأ بالحركات التالية للسائق، وتحذر السائقين الآخرين على الطريق من عواقب قد تكون خطيرة.

يعمل في المشروع علماء من مختبر البحث الأساسي في كمبريدج / ماساشوستس بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.

وعلى حد قول اندرو ليو احد العاملين في المشروع ، فإن الهدف من إنتاج نظام قادر على التنبؤ بحركات السائق التالية، ليخبر السيارات المجاورة، واذا كان هناك خطر حدوث اصطدام، يعمل النظام على تحذير السائق او المبادرة بقيادة السيارة بحركة تضمن تلافي الاصطدام. ويقول ليو أن التجارب حتى الآن أثبتت امكانية التنبؤ بسلوك السائق، وانه تم تحقيق نجاح في ذلك بلغت نسبته 90%.

أمضى فريق البحث السنوات الخمس الأخيرة في دراسة ردود فعل السائقين في أثناء القيادة من خلال جهاز محاکی ( مماثل ). وعلى شاشة الجهاز الضخمة كانت تظهر حركة سير في شوارع المدينة امام السائق. وكان السائق يقود سيارته من خلال الجهاز كما لو كان يقود سيارته الحقيقية فعلا، في الوقت الذي كانت فيه اجهزة مراقبة الكترونية تتابع حركاته سير السيارة وتسجل ردود فعل كل عشر ثانية. وتشمل ردود الفعل هذه تفاصيل عن السرعة والغيار المستعمل وحركات المقود، وبذلك يتم تكوين نموذج لقيادة السائق في هذا النظام.

في النظام، يمكن للباحثين إعطاء تعليمات للسائق، ووضع سيارات أخرى في طريقه، مما يتيح لهم اختبار ما يفترضونه حول ردود فعل السائق المحتملة. ويقول ليو انه كان يتم متابعة كافة حركات السائق حتى الصغيرة منها. وعلى الرغم من اختلاف نمط قيادة كل سائق عن الآخرين، فان هناك ما يكفي من الحركات الأساسية التي يشترك بها الجميع والتي تجعل للنظام معنی.

ويوضح ليو، انه عند ظهور النسخة التجارية من النظام سيحتاج السائق لشهر كامل يعلم فيه سيارته نمط قيادته لها. ويقول ان التجارب على النظام لا تزال مخبرية حتى الآن، ويخطط العلماء للانتقال به إلى السيارات على الطريق.


يعتمد النظام في مراقبة السائق على كاميرا فيديوية توجد في لوحة اجهزة القياس في السيارة، وسيكون له ارتباط مع نظام ادارة محرك السيارة، وعجلة القيادة، ونظام الكوابح ودواسة البنزين. وستتم السيطرة على النظام بكمبيوتر شخصي يوضع في صندوق السيارة، يكون قادرا ايضا على توجيه سير السيارة في المدن والطرق الخارجية.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

تطور الأدمغة الاصطناعية التي تحاكي الدماغ البشري

شهد مجال الأدمغة الاصطناعية تطورات هائلة منذ عام 2012، حيث قطع العلماء والباحثون خطوات متقدمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *