روبوتات لخدمة المرضى واجراء العمليات الجراحية

مع التقدم التكنولوجي الذي حققه الانسان في مجال الذكاء الصناعي وصناعة الروبوتات تحولت اشد الأفكار غرابة الى واقع، اذ أصبحت الروبوتات تزاحم الانسان في كثير من مجالات حياتنا اليومية بدءا من الصناعة وتنفيذ المهام الخطرة الى غرف المرضى والعمليات الجراحية.

لقد بدأت الروبوتات تحل تدريجياً محل اليد العاملة البشرية للقيام بالأعمال الخطيرة والأعمال التي بحاجة إلى حرفية معينة وكذلك الأعمال الروتينية، فأصبحت تحل محل الممرضات في المستشفيات، لأداء بعض المهام مثل نقل الأوراق أو الأدوية من غرفة إلى مختبر أو إلى عيادة، ولكن ما لم يكن في الحسبان، تطوير وإنتاج روبوتات قادرة على إجراء العمليات الجراحية ومعالجة المرضى، ويبدو أن الروبوتات ستحل في المستقبل، محل الأطباء الجراحين ومن المتوقع أن يكون المريض هو الشخص الوحيد الذي يتواجد في غرفة العمليات الجراحية، بحيث يتم استبدال الجراحين والممرضين وأخصائيي التخدير بأنظمة روبوتية، وذلك تفاديا لتداعيات اهتزاز أيدي الجراحين عند شعورهم بالتعب أثناء إجراء الجراحات الدقيقة التي تستغرق وقتا طويلاً، الأمر الذي يمثل خطرا كبيراً على حياة المريض، ولذلك فكّر العلماء في تطوير روبوتات طبية تتميز بالدقة التامة تستطيع إجراء الجراحات المختلفة بمساعدة الحاسوب، بإشراف طبيب ذي كفاءة عالية في مجال التعامل مع هذه الروبوتات الطبية المعقدة والمتطورة.

والنماذج الناجحة في هذا المجال كثيرة ، فقد تمكن علماء استراليون من تطوير روبوت مجهري يبلغ قطره 250 نانومتراً أي ما يوازي قطر شعرتين أو ثلاث من أجل إجراء عمليات في الدماغ على غرار ذاك الذي ورد في فيلم الخيال العلمي «الرحلة الخيالية» عام 1966.

كما نجح جراح إيطالي في ابتكار روبوت قادر على إصلاح أحد أهم العيوب التي تصيب القلب عن بعد، وأوضح معهد سان رافائيل بأن الجراح طور بالاستناد إلى خبرات جراحية تمكن الروبوت من التخلص من الشحنات الكهربائية التي تسبب الرجفان الأذيني، وهو نوع منتشر من عدم انتظام نبضات القلب، وأضاف أنه استخدم الروبوت في علاج أربعين مريضاً في ميلانو، وأنه يستعد الآن للخطوة الكبرى وهي عملية من مسافة بعيدة من بوسطن إلى ميلان، وستكون متاحة للنقل من قبل وسائل الإعلام العالمية.

وطورت جامعة شووا اليابانية روبوتاً يستخدمه أطباء الأسنان المتدربون بممارسة مهنتهم بدلاً من ممارستها على البشر وخصوصاً إذا كان طبيب الأسنان جديدا بالعمل وذلك لإبعاد شبح ألم الأسنان عن المريض، وذكر تقرير متلفز أن الروبوت هو تصميم لامرأة تدعى هاناكو شوا تم تجهيز هذا الروبوت بمجموعة من الأسنان المصنوعة من البلاستيك الصلب وتجويف فم نابض بالحياة وبإمكان هذا الروبوت الذي يؤدي دور مريض غير تقليدي أن ينزف وينتج اللعاب تماماً كفم الإنسان، كما يمكنه فتح فمه بطريقة طوعية، وأكد كوتارو ماكي من جامعة شووا أن الميزة الأكبر لاستخدام هذا الروبوت هي أن المتدربين يمكنهم أن يفشلوا بقدر ما يستطيعون فالمهارة لا تتحسن إلا من خلال التدريب والتعلم من الفشل في حين أنه لا يمكنهم أن يفشلوا حين يعملون على مرضى من البشر وهذا يعني أنهم لا يمكنهم تحسين مهاراتهم من خلال الحصول على خبرة أقل.

كما ابتكر العلماء ممرضة آلية لمساعدة المرضى والاعتناء بأجسادهم الضعيفة والمسنة، وبحسب موقع لايف ساينس الأمريكي فان الممرضة الآلية تدعى كودي وهي تتمتع بأطراف مرنة اقل صلابة من غيرها من الروبوتات ومصممة للاعتناء بالمرضى وتنظيف أجسادهم بقليل من الضغط على الاسفنجة وقت الاستحمام.


ويبقى أن نقول إن كانت الروبوتات قد أخذت دورها بفعالية داخل غرف العمليات الجراحية، فهي ليست روبوتات مستقلة عن الاستخدام البشري في اتخاذ قراراتها والقيام بمهامها، لأنها تقدم للجراح البشري خدمات آلية أثناء قيامه بالعملية الجراحية، وهذه الآلات ما زالت تحتاج إلى مساعدة بشرية لتشغيلها وإعطائها التعليمات اللازمة.

تمارا يوسف المراعبة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

في المستقبل المزارع العمودية داخل بنايات المدن الحديثة

على غرار حدائق بابل المعلقة والتي اعتبرت من عجائب الدنيا، برزت فكرة بناء المزارع العمودية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *