آفاق علمية وتربوية موقع متخصص بالثقافة العلمية والتربوية
ان تأثير الاشعاع على الخلايا البشرية يتجلی بعدة صور منها موت الخلايا نتيجة لعمليات التأين في ذرات الكربون والاكسجين عند التعرض الجرعة 10000 راد في جزء من ألف مليون من الثانية وتأين ذرات الهيدروجين في جزء من مائة ألف من الثانية. بالإضافة الى الطفرات الجينية وتأخر انقسام الخلايا «200 راد» واختلال الكروموسومات. و اما تأثير الاشعاع على الجنين فيعتمد على الجرعة وعمر الجنين عند التعرض له.
فتعرض الجنين للإشعاع قبل مرحلة العلوق (الانغراس) المتصفة بحساسية عالية للإشعاع يؤدي للإجهاض.
ومن الأسبوع الثاني وحتى الرابع والعشرين من عمر الجنين يؤدي الاشعاع لتشوهات خلقية تزيد بأربع مرات عن النسبة الطبيعية وأكثرها شيوعا تشوهات الجهاز العصبي وعلى وجه التحديد صغر حجم الجمجمة والدماغ وتليها بعد ذلك تشوهات الجهاز الحركي وخاصة قصر الأطراف او انعدامها او خلل في عدد اصابع الاطراف.
أما الجهاز التناسلي فيتأثر بتلف الخلايا الأم المنتجة للبويضات والحيوانات المنوية مما يؤدي الى العقم او سن يأس مبكر. والعيون قد تتأثر من الاشعاع بحيث يصبح حجم العيون أقل من الطبيعي وقد يتكون الساد في العين مع خلل وظيفي في الشبكة، وقد يؤدي الاشعاع كذلك إلى موت الجنين أو ولادة طفل بوزن أقل من الوزن الطبيعي.
وتتميز مرحلة ما بعد تكون الاعضاء ببقاء الدماغ أكثر حساسية للإشعاع مما يؤدي إلى خلل في السلوك والتعلم ونقص في النمو وخاصة اذا كانت جرعة الإشعاع أكثر من 50 راد ويصاحب ذلك زيادة في احتمالية التعرض لسرطان الدم في مرحلة الطفولة.
اما اعراض تأثير الاشعاع الحاد على الانسان فتشمل ضيق التنفس واحمرار شديد للجلد والاستفراغ والاسهال المتكرر والعقم والالتهابات الحادة نتيجة لنقص المناعة وفشل الاعضاء الوظيفي وخاصة الكلوي اما الآثار طويلة الأجل فينتج عنها الساد في العين والسرطانات المختلفة وقد تظهر هذه الآثار بعد التعرض للإشعاع بفترة سنتين في حال سرطان الدم إلى ثلاثين سنة او اكثر في حال السرطانات الصلبة.
د. أكرم الشلبي
اخصائي نسائية وتوليد
