انعكاسات الاضطرابات العضوية النفسية على الجسم وعلاجها

الاضطرابات العضوية النفسية اضطرابات جسمانية تتعلق باضطرابات عاطفية بالإضافة الى اضطرابات عضوية ومنها:

أ. القرحة الهضمية:

يوجد تفاوت بالتجاوب بين الإفراز المعوي والمؤثرات العاطفية مثل الحنق والغضب، فعند الشعور بالقلق والتوتر يتم افراز حمض الكلور على جدار المعدة والاثني عشر وذلك نتيجة انقباض عضلة نهاية المعدة مما يؤدي إلى الإصابة بالقرحة بفعل التأثير الكاوي للحامض المذكور.

ومن العوامل المساعدة للإصابة بالقرحة:

١- الصراع الموجود بين رغبات الشخص القوية منذ الصغر والمحبة لديه وبين واقعه وطموحاته والضغوط النفسية والعاطفية.

۲- طبيعة العمل والجنس حيث وجد أن معظم الإصابات توجد عند سائقي الباصات والدراجات والحراس واصحاب المحلات التجارية ومعظم اصحاب المهن الحرة. كما تبلغ الاصابة بها عند الرجال عشرة اضعاف اصابة النساء بها.

وفي علاج القرحة: تلعب المهدئات دورا كبيرا، حيث يتقلص احيانا حجم القرحة في خلال اسبوع واحد من المعالجة واحيانا اخرى تختفي القرحة اذا تم علاج المريض بالطريقة الصحيحة. كما أن للعلاج السلوكي دورا فعالا في عدم تقلص عضلة نهاية المعدة وشفاء المريض.

ب. التهاب القولون (تهيج القولون):

ويلاحظ في هذا المرض ما يلي:

– العوامل النفسية لها دور مهم سواء كان في بداية المرض او في انتشاره.
– نسبة الإصابة في النساء ضعفها في الرجال.

غالبا ما تتم الإصابة عند المرأة التي تكثر من التردد على عيادات الأطباء وتشكو من عدة أعراض مرضية ولكن بدون وجود مرض عضوي بالإضافة إلى أعراض نوبات من الإمساك والإسهال.

ج. السمنة (الوزن الزائد) ويلاحظ بالنسبة لها ما يلي:

– غالبا ما يتميز صاحبها بحب الاستعراض وبتأثره بعقدة اوديب منذ الطفولة (حب الولد لامه حبا شديدا
والغيرة من والده في نفس الوقت)
– قد يكون صاحبها منذ الطفولة شغوفا بالطعام كتعويض عن فقدانه حنان الوالدين والعكس صحيح (كثرة الدلال والاهتمام بالطفل).
– الذين يصابون بالسمنة نتيجة ظروف نفسية شديدة غالبا ما يتميزون بشخصية غير ناضجة وبأنهم مندفعون ومتقلبو المزاج.
– يتم الوزن الزائد أحيانا عقب وفاة الأم او بعد حمل غير مرغوب فيه.


– تعتبر السمنة الزائدة دليلا على عدم الاستقرار النفسي الذي يعقبه احيانا الانحراف مثل إدمان الأدوية او الكحول ويصاحب ذلك احيانا قلق خوفي مع اعراض اكتئاب.
– قد تحدث السمنة نتيجة خطأ في طريقة إرضاع الطفل من قبل الام فاذا لم تلب حاجة الطفل للرضاعة عند احساسه بالجوع، ويتم اهماله فانه يفقد الاحساس والتمييز بين الاحساس بالجوع والعوامل الأخرى التي تسبب له الضيق كالقلق وغيره مما يؤدي بالمستقبل الي ان يأخذ الطفل بالاكل الزائد مع زيادة القلق أو الاكتئاب الذي يصاحب ظروفه المضطربة.
– ان علاج اضطرابات من هذا النوع يعتمد على العلاج السلوكي والإرادة القوية ومعالجة الأسباب والظروف النفسية والاجتماعية المختلفة.

د. نايف الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *