المواد الكيميائية في الأرجيلة: مخاطر خفية تهدد الصحة

تعد المواد الكيميائية في الأرجيلة من أكثر المكونات خطورة على صحة الإنسان، إذ أكدت دراسات علمية أن الأرجيلة تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الضارة، بما في ذلك مواد إشعاعية ومسرطنة.

المهندس أمجد قاسم

هذه المواد لا تتسبب فقط في تلف أنسجة الرئة، بل تزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بطرق التدخين الأخرى.

التأثيرات الخطيرة لتدخين الأرجيلة

يُقدر أن مدخني الأرجيلة يستنشقون كميات كبيرة من الدخان تصل إلى لتر كامل مع كل “نفس”، بينما لا تتجاوز الكمية 500 مللي لتر عند تدخين سيجارة واحدة. وبالنظر إلى مدة جلسة الأرجيلة التي قد تمتد لنصف ساعة أو أكثر، فإن المدخن يتعرض لكمية كبيرة من المواد السامة والإشعاعية التي تؤثر على جسمه بشكل مباشر.

الدراسات تشير إلى أن رأس الأرجيلة الواحد المحضّر باستخدام المعسل يعادل تدخين 15 إلى 19 سيجارة في نصف ساعة فقط. أما إذا كان التبغ المستخدم هو التنباك، فقد تصل الكمية إلى ما يعادل 45 سيجارة.

المكونات الكيميائية الضارة في الأرجيلة

من أبرز المواد الكيميائية في الأرجيلة هي الغليسيرين السام الذي يضاف إلى المعسل لإضفاء النكهات. هذه المادة تؤدي إلى تدمير خلايا الرئة والدماغ، مما يسبب أضراراً صحية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي دخان الأرجيلة على أكثر من 4000 مادة سامة، تتضمن مواد إشعاعية مثل اليورانيوم. وقد أظهرت دراسات أن الشخص الذي يدخن ما يعادل ثلاث نراجيل في جلسة واحدة قد يستنشق حوالي 120 ميكروغراماً من اليورانيوم.

تأثير الإشعاعات على الصحة

الإشعاعات الناتجة عن تدخين الأرجيلة تلعب دوراً رئيسياً في تحفيز الخلايا السرطانية النائمة داخل الجسم، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. وتشير الأبحاث إلى أن الوقت اللازم للإصابة بسرطان الرئة نتيجة تدخين الأرجيلة قد يتراوح بين 8 إلى 10 سنوات فقط، مقارنة بفترة أطول تصل إلى 15-20 سنة عند تدخين السجائر.

التوصيات للحد من المخاطر

  1. التوعية المجتمعية: يجب أن تكون هناك حملات توعية مكثفة لتسليط الضوء على خطورة المواد الكيميائية في الأرجيلة وآثارها الصحية السلبية.
  2. الرقابة على تصنيع المعسل: يتطلب الأمر تشديد الرقابة على الشركات المصنعة للمعسل لإظهار المواد المستخدمة بوضوح والتحقق من خلوها من المواد السامة.
  3. تشجيع الإقلاع عن التدخين: توفير برامج دعم للإقلاع عن التدخين، بما في ذلك خدمات الاستشارات الطبية والنفسية.
  4. الالتزام بالتوصيات العالمية: يجب أن تعمل الدول على تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار هذه الظاهرة، خاصة بين فئة الشباب.

ختاما تمثل المواد الكيميائية في الأرجيلة تهديداً كبيراً لصحة الأفراد، حيث تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة في وقت قصير.

ومع تزايد انتشار تدخين الأرجيلة بين الشباب، يصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة لمكافحة هذه الظاهرة وحماية المجتمع من آثارها السلبية على الصحة العامة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية في الوطن العربي: التحديات والآفاق

تُعد التربية في الوطن العربي من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمعات العربية. إذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *