الصخور الطباشيرية تخزن كميات كبيرة من المياه

اكتشف العلماء في جامعة ريدينغ غرب لندن بأن الطباشير تحتوي على كميات كبيرة من المياه وانه اذا جرى استخراج هذه المياه فمن الممكن أن تضيف المزيد الي امدادات المياه في المملكة المتحدة.

وتعتبر الطباشير من أكثر الصخور نفاذا ولكن مسامات هذه الصخور صغيرة الى حد يتعذر فيها على المياه أن تتسرب منها والجريان كمجری نهري. ولكن العلماء في جامعة ريدينغ اكتشفوا بان الطباشير تعترضها عادة تصدعات وكسور وكان الاعتقاد سابقا بان هذه التصدعات والكسور تمتلىء بالماء وتفرغ الماء مع ارتفاع وهبوط المستوى الذي تكون الأرض تحته مشبعة به.

ومنذ بضع سنوات أظهرت دراسة مفصلة شملت نهرين يصبان في تجمعات للمياه بجنوب انجلترا بان الماء الجاري منهما خلال فترة من الجفاف كان عشرة اضعاف ما كان متوقعا لو أن التصدعات فقط هي التي كانت تسيب المياه.

وبإتباع مجموعة من الأساليب الفنية لدراسة كتل من الصخر الطباشيري جرى استخراجها من ثلاثة مواقع لم يكتشف العلماء أية بينة تدل على وجود تصدعات صغيرة جدا أو مسامات كبيرة مثل الكمية التي كانت متوقعة لتفسير مقدار الماء الذي وجدوه. ولكنهم وجدوا بان المياه تسربت نسبيا بكميات أكبر من العينات الصغيرة من الطباشير عن العينات الكبيرة.

وبالنظر إلى أن نسبة المساحة السطحية بالنسبة إلى مقدار الماء هي اكبر في العينات الصغيرة منها في العينات الكبيرة فهذا يدل على ان التصريف كان يحدث من سطح العينة بدلا من جسمها. وعلاوة على ذلك فقد تسربت المياه بكميات اكبر من الأسطح الخشنة عما هي من الأسطح الناعمة.


وهكذا توصل العلماء إلى أن المياه تبدو وكأنها تتسرب من عدم الانتظام الموجود على اسطح التصدعات الطباشيرية. وقد تبدو الكمية قليلة حوالي ربع واحد من واحد بالمائة من حجم الصخرة. ولكن اذا تمت مضاعفة هذه الكمية القليلة بمقدار الطباشير فوق المستوى الذي تكون الأرض تحته مشبعة بالماء والذي تتسرب منه المياه، فان كمية المياه المتسربة تبلغ مقدارا مذهلا.

ويقوم العلماء الآن بدراسة الطرق التي يمكن بموجبها تأمین اسلوب فعال لتصريف المياه من اجل الاضافة الى امدادات المياه في البلاد.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

أضرار التلوث الكهرومغناطيسي على الإنسان

يتعرض الانسان لكم هائل من الموجات الكهرومغناطيسية مثل أمواج الراديو والتلفزيون والهاتف النقالة وموجات الاتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *