الشقوق الحرة وعلاقتها بالشيخوخة

الدكتورة ايناس بركات

الشق الحر The free radical أصغر من البكتيريا بل أصغر من الفيروس وهو عبارة عن ذرة أكسجين نشطة جدا ينقصها إلكترون لذا فهي غير مستقرة وتحاول أن تستقر بالعثور على هذا الإلكترون الذي ينقصها وذلك بمهاجمة أي جزء يلوح لها من خلايا أجسامنا السليمة لتأخذ هذا الإلكترون حيث تستقر بعدها وهي بهذه العملية تحدث شق حر جديد وهكذا.

وقد وجد أن مهاجمة هذه الشقوق الحرة لخلايا الجسم وحدوث عملية أكسدة يعرض هذه الخلايا للتلف مما يزيد من أعداد الخلايا التالفة على مر السنين مما يؤدي لتدهور حالة الجسم وحدوث الشيخوخة أي أن الفعل المدمر لهذه الشقوق هو تراكمي وينتج بعد فوات الأوان فقد لا تضرك 100 سيجارة الأولى ولكن عليك تحمل تبعية ما بعد ذلك وهكذا.

إن الشقوق الحرة هي منتجات طبيعية في الجسم تحدث نتيجة عمليات الهدم والبناء والتمثيل الغذائي في الجسم ومن العوامل التي تسبب ولادة الشقوق الحرة ما يلي :

· التدخين وعوادم السيارات .
· القلق النفسي.
· تناول الدهنيات بكثرة .
· التعرض لأشعة الشمس وخصوصا الفوق بنفسجية .
· التعرض للمبيدات الحشرية والألعاب النارية .
· الاستعمال الكثير لبعض أنواع المضادات الحيوية وأدوية معالجة السرطان .
· التمارين الرياضية الشاقة حيث ينتج عنها أكسدة للأدرينالين ومشتقاته وتراكم حامض اللاكتيك الذي يحول الشقوق الضعيفة نسبيا مثل ( سوبر أكسيد ) إلى شقوق أقوى مثل الشق ( الهيدروكسيدي ) .

كما أن التفاعل الالتهابي المصاحب لتلف العضلات ينتج مثل هذه الشقوق لذا ينصح بالمداواة الفورية لأي تلف عضلي أو مفصلي يحدث للرياضي وغيره أثناء عمليات التدريب أو النشاط اليومي العادي.

إن الأخبار الطبية الجديدة تفيد أنه من السهل السيطرة على الشق الحر وحجب تأثيره مما يفتح النوافذ أمامنا بالسيطرة على السرطان وأمراض القلب والسكتة وغيرها ، وقد تصبح شبه ذكرى كما أصبحت كذلك أمراض الجدري وشلل الأطفال والسل وغيرها .

هناك مواد يمكنها أن تقاوم عمليات الأكسدة التي تسببها الشقوق الحرة ، وأن تقوم بتحويل الشقوق لمركبات غير ضارة ليتخلص منها الجسم ، وهذه المواد يطلق عليها مضادات الأكسدة ( Antioxidants ) وهي تشمل بعض أنواع الفيتامينات والمعادن والمواد الطبيعية والنباتات الطبية وأهمها :

1- فيتامين E
يعتبر أكثر الباحثون أن هذا الفيتامين من أكثر الفيتامينات المضادة للأكسدة ويوجد في الزيوت النباتية والقمح غير مقشور وفي المكسرات كالجوز واللوز ، يفضل تناول جرعة يومية تتراوح من 100-400 وحدة دولية .

2- فيتامين C
يعمل هذا الفيتامين على توفير الوقاية من أمراض القلب وعلى زيادة كفاءة الجهاز المناعي وخاصة مقاومة السرطان وأكثر ما يتواجد في الحمضيات والورقيات ، يؤخذ جرعة يومية تتراوح من 500-1000 ملغم .

3- بيتا كاروتين
يعمل مع فيتامين E و C كمضاد للأكسدة ، يوجد في الجزر والفلفل وإجمالا الخضار الغامقة اللون والتي تتحول في الجسم لفيتامين أ ، يؤخذ جرعة يومية تتراوح من 10-15 ملغم يوميا .

4- الكروم
يساعد الكروم على ضبط مستوى السكر لذا يفيد مرضى السكري وأبنائهم بالخصوص حيث ينشط من فاعلية الأنسولين في تمثيل الجلوكوز في الدم ، ويوجد في الخمائر والكبد والبطاطا والجبن واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة وفي خميرة البيرة ، يؤخذ جرعة يومية تتراوح في حدود 200 ميكروغرام .

5- السيلينيوم
من المعادن النادرة التي تتميز بمفعولها المضاد للأكسدة ويؤخذ جرعة يومية تتراوح بين 50-200 ميكروغرام ، ويعتبر من المعادن المهمة لمقاومة الشيخوخة حيث يزيد من مقاومة الجهاز المناعي ويحمي من الإصابة من السرطان ومرض القلب ، يوجد في الحبوب الكاملة والطيور الداجنة وفي السمك وفي الجوز وبنسب قليلة في الخضار والفاكهة ، كما يوجد في الأكلات الشعبية كالحمص والفول مع البصل والثوم .

6- الكالسيوم
يتسبب نقص هذا المعدن بهشاشة العظام وخاصة بين النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة إن جزء يسيرا من الكالسيوم الموجود في الخضراوات والحليب يمكن امتصاصه وذلك لعدم وجوده بشكل منحل في هذه المصادر حيث لا يمتص أكثر من 10 % منه بل قد لا يمتص شيء منه وخصوصا من مصادر الحليب ومشتقاته الكاملة الدسم لأن الكالسيوم فيها مع الدهون يشكلان مركبا معقدا لا يمكن امتصاصه ، لذا ينصح بأخذه من مستحضرات صيدلانية متوفرة بالأسواق الدوائية والصيدليات وبجرعة تعادل 1000 ملغم يوميا .

7- الزنك
يعمل الزنك على تنشيط الغدد وإن نقصه يسبب الزيادة في القابلية للتعرض للأمراض التي تزيد فرص حدوثها مع ضعف المناعة ، يوجد بشكل كبير في الكبد والذرة واللحوم البحرية ، ويؤخذ بجرعة يومية تتراوح بين 15-30 ملغم يوميا .

8- الطماطم
مهما كانت طريقة تناولها ، إلا أن الليكوبين الموجود بها يقاوم الأكسدة بشكل قوي جدا ، حيث أثبتت الدراسات أنها قد تحد من الإصابة بسرطان البروستاتة .

9- الثمار الحمضية
مثل البرتقال والليمون والجريب فروت وغيرها من الحمضيات وهي تقاوم جيدة للشقوق الحرة وينصح بتناولها وهي طازجة .

10- الشاي الأخضر
يتميز بخاصية جيدة كمانع للأكسدة ، فهو يحتوي على مانع للأكسدة يدعى كاتشين Catechen وهو ما أكسبه حوالي 40 % أكثر من الشاي الأسود الذي يمتلك 10% فقط من مقاومات الأكسدة .

11- الجزر
الصبغة البرتقالية الموجودة به غنية بالبيتاكاروتين المانع للتأكسد والمقاوم للشقوق الحرة وفي الوقت نفسه يجب الحذر من اللحوم والأغذية المصنعة والشيبس وأكلات الأطفال الخفيفة المصنعة ومضافات الأغذية من منكهات وملونات .

لقد تبين أن هذه الأطعمة جميعها تعد من محفزات تكوين الشقوق الحرة ، فهي تحتوي على مواد حافظة علاوة على الملوثات التي تكتسبها من وسائل التعليب والنشاط اللاهوائي للبكتيريا .

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *