هو عبدالله بن محمد بن موسی الخوارزمي أحد مشاهير علماء المسلمين في الرياضيات والجغرافيا والفلك ، عمل تحت رعاية المأمون الخليفة العباسي الذي عرف بتشجيعه للعلم والعلماء إذ كان يمنح كل من يؤلف أو يكتب كتابا وزنه من الذهب ، وساهم الخوارزمي في أبحاث « دار الحكمة ».
واستمرت شهرة الخوارزمی و مكانته العلمية في عهد الخليفة الواثق الذي آلت إليه الخلافة بعد وفاة المعتصم. ولا يعرف بالضبط تاریخ وفاة الخوارزمی ولكن يبدو أنه توفي بعد عام 847 م – 232 هـ أي بعد وفاة الخليفة الواثق بقليل .
أهم أعماله وشهرته :
الخوارزمی شخصية عالمية الشهرة . و لعل من أهم دعائم شهرته بوجه خاص كتابه المعروف باسم « كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة » وكان يقصد بكلمة الجبر ( الكسور ) وما زالت هذه الكلمة التي ذاعت شهرتها والتي اقترضتها جميع اللغات العالمية تحمل نفس المعنى في اللغة العربية بالنسبة لكسور العظام .
ويدين علم الجبر بوجوده إلى الخوارزمي فهو الذي ابتكره وأرسى قواعده . ولقد شارك الخوارزمی في التجارب العلمية التي كانت تتبناها دار الحكمة ومن تلك التجارب والأبحاث التي اشترك فيها ذلك البحث الخاص بقياس محيط الكرة الأرضية والذي ساهم في إجرائه لفيف من العلماء المسلمين .
ومن أعمال الخوارزمی الجغرافية التي ذاعت شهرتها كتاب ( صورة الأرض ) ، ويبدو أن تأثير علم الفلك كان واضحا في كتابة ( صورة الأرض ) حيث تكثر فيه الجداول الفلكية التي رتب فيها أسماء الظواهر البشرية والطبيعية المختلفة ( مثل المدن والجبال والبحار والجزر وأخيرا الأنهار ).
وبذلك يتضح لنا أن التبويب الذي اتبعه الخوارزمی مخالف للنهج الذي انتهجه بطلیموس في ترتيب مادته الجغرافية في كتابه المعروف «المدخل إلى الجغرافيا ». باختصار يمكن أن نقول بأن بطلیموس كان يعد جبال وأنهار ومدن كل منطقة بينما وزعها الخوارزمي على الأقاليم وفحص كل ظاهرة على حدة .
اعتمد الخوارزمي على ظاهرة فلكية مهمة هي درجات العرض في تقسيمه للعالم إلى سبعة أقاليم ، وقد أظهر بذلك جرأة علمية في تقسيمه الجديد وأظهر ضربا من الأصالة والابتكار في علم الخرائط الذين تحلى بهما المسلمون الأوائل في علم الخرائط.
لقد بينت إحدى خرائطه مجرى نهر النيل الذي يتضح من فحصها أن مجرى ذلك النهر كان معروفا للجغرافيين المسلمين في ذلك العصر .
وأما خريطته لبحر ازوف Azof الحالي فقد كانت فريدة من نوعها واختلفت عن الخرائط الأخرى التي جاءت قبلها في أنها تظهر الشمال في الجزء الأعلى من الخريطة كما هو سائد حاليا .
وبالنسبة لكتاب ( صورة الأرض ) فقد علق عليه بعض الكتاب الغربيين بقولهم ما معناه : (أنه لا يوجد شعب أوروبي واحد يستطيع أن يفخر بمصنف يمكن مقارنته بهذا الكتاب الذي يعتبر أقدم أثر في الجغرافيا العربية ) ولقد استفاد الغرب من مادة الكتاب وخاصة الجزء المتعلق بخطوط الطول ودوائر العرض و ذلك بطريق غير مباشر فيما بعد عندما استخدمها الزرقالى في ( جداول طليطلة ) التي كتبها في القرن الحادي عشر الميلادي وتم ترجمتها إلى اللاتينية بعد ذلك فاستخدمها الغربيون .
عن كتاب الجغرافيا الأول ثانوي السعودية 1977