كل الدراسات والاحصاءات تفيد ان قدرة التلاميذ على تذكر المعلومات لا تزال أكبر من قدرتهم على تطبيقها فما الفائدة من ذلك؟
ان الآباء والأمهات والمجتمع والتحديات والأخطار بحاجة لأطفال قادرين على الابحار بنجاح في هذا العالم المتغير والمضطرب والشديد التعقيد، فالقرارات الضعيفة والأخطاء التي نقع فيها ليست ناجمة عن ضعف التذكر، بل عن خلل في التفكير والتطبيق او نقص فيها او غيابها.
وبعكس ما يعتقد معظم الناس ليس كل التفكير الذي نمارسه عقلانيا. التفكير العقلاني – كما يرى المربون وعلماء النفس – هو القدرة على النظر في جميع المتغيرات ذات الصلة بالموقف، وتنظيم المعلومات ذات العلاقة وتحليلها واستخدامها للوصول الى نتيجة سليمة او استنتاج صحيح.
يعرف كثير من المربين والعلماء المعنيين بالذكاء – على الاقل في جزء منه – بالقدرة على حل المشكلات بل ان احدهم (ستيرنبيرغ) يقول: يتضمن الذكاء الناجم – كما اراه جوانب تحليلية وخلاقة وعملية.
ويستخدم الجانب التحليل في حل المشكلات، والأخلاق في معرفة أي مشكلات تحل، والعملي في جعل الحل فعالا.
ان كثيرا مما نفعله في الحياة اليومية عبارة عن عملية ما Process والعملية سلسلة من الخطوات القابلة للتكرار والتنفيذ لبلوغ هدف مرغوب فيه.
انها سلسلة من الخطوات ذات المعنى التي تأتي بنتاج او نتيجة معينة. وكل عملية تتطلب مدخلات ولها بعض المخرجات.
ان معظم الناس لا يستطيعون تحديد طريقة معينة في التفكير تعلموها. انهم يتعلمون عادة بالتناضح العكسي او بالخبرة وعندما تسألهم عن الخطوات التي يمرون فيها اثناء التفكير فانهم لا يستطيعون ترتيبها أو تحديد نسقها.
ونتيجة لذلك لا يستطيعون نقد عملية تفكيرهم او تعليم الاخرين، كما يقول مؤلفو كتاب: العمليات التحليلية .Analytic Processes
اننا جميعا بحاجة الى ممارسة عملية التفكير العقلاني لكن يبدو ان المدرسة لا تعلمها ومجتمعنا – للأسف – يتبرم باصحابها . انه يفضل الاجوبة القديمة او الجاهزة للأسئلة والمشكلات الجديدة او المعاصرة فتكون النتيجة مدمرة.
حسني عايش