التخطيط لغزو الفضاء واستيطانه عن طريق المادة الوراثية البشرية

تنبأ عالم فلكي شهير ان الانسان سيدخل عصر فضاء جديد في غضون مائة عام يتمثل بإقامة مستعمرات على المريخ والانطلاق بسرعة الضوء في الفضاء البعيد.

وقال السير مارتن ريس احد اشهر العلماء البريطانيين في الاجتماع السنوي لجمعية تقدم العلوم أن المستقبل سيشهد استيطان اعداد كبيرة من الرابوتات على كويكبات بعيدة. وقال ان انسان المستقبل سيعمل على نقل مادته الوراثية في رحلات فضائية بعيدة بسرعة قريبة من سرعة الضوء، لتتجسم ذاتيا على شكل انساني عندما تصل الى كواكب وكويكبات فضائية في مختلف انحاء الكون.

هذا ويتوقع أن تعلن وكالة الفضاء الأميركية / ناسا قريبا عن خططها لارسال مركبات مأهولة الى المريخ.

يقول ريس انه مع نهاية هذا القرن سيعيش الانسان على سطح المريخ وستتوفر لديه امكانية نقل مادته الوراثية الى كواكب اخرى، وسيكون عليه عندها ان يقرر ان كان عليه استيطان المريخ كما استوطن اجداده القدامی القارة الاميركية ام المحافظة على بيئته خالية من استيطان كما في حالة القارة المتجمدة على الأرض.

ويقول انه اذا كانت هناك حياة من نوع مختلف على المريخ فيجب المحافظة عليها والحيلولة دون التسبب بتلويث بيئتها. وينتقد ريس بشدة تكنولوجيا رحلات الفضاء الحالية، ويرى في محطة الفضاء الدولية مشروعا غير عملي ويقول ان اي رحلة فضائية مستقبلية خاصة إلى المريخ ستتجاوز على الأغلب هذه المحطة وتمضي المركبة فيها منطلقة مباشرة الى المريخ.

ويقول ريس ان احد التحديات الرئيسية الحالية التي تواجه رحلات الفضاء تتمثل في الصواريخ التقليدية المكلفة الحاملة لمركبات الفضاء، وبالتالي فانه يقترح أن الطريقة الأمثل للانطلاق والتحرر من جاذبية الأرض تتمثل في مصعد الفضاء الذي تنطلق فيها مركبات الفضاء منزلقة على مسار يمتد الى ارتفاع 16 الف میل فوق سطح الأرض.


ويعتقد ريس انه في الوقت الذي سيستوطن فيه الانسان المريخ، ستكون هناك أعداد كبيرة من الرابوتات تجري دراسات تفصيلية لاماكن عدة في الكون، وتختار افضل الاماكن المناسبة لإقامة مستعمرات عليها او لاستخراج المواد الأولية اللازمة منها. ويقول انه ستتوفر في المستقبل تكنولوجيا متقدمة تتيح امكانية استغلال الطاقة النووية او طاقة الشمس لتأمين الطاقة اللازمة المركبات الفضاء في رحلاتها في الفضاء البعيدة.

أما في المستقبل البعيد فيعتقد ريس ان الانسان سيكون قادرا على نقل مادته الوراثية في الفضاء بسرعة الضوء لتهبط على سطح كوكب او كويكب او مذنب «وتنمو» عليه. او انه سيكون قادرا على التنقل في الفضاء على شكل كائنات حية صغيرة مجمدة.

ترجمة: حيدر مدانات

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

الجمال الغامض لسديم السرطان

يقع سديم السرطان Messier، ضمن النسيج السماوي لكوكبة برج الثور، ويمثل أعجوبة فلكية. تعود أصول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *