الادارة المدرسية تعريفها وأسسها ومسؤوليات ومهام ووظائف مدير المدرسة

تمثل الادارة أداة تطوير أساسية للمجتمع المعاصر، سواء على المستوى الكلي أو على مستوى مؤسساته وقطاعاته الفرعية. وأن الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية هو فرق أساسي في الإدارة بالدرجة الأولى وخير مثال على ذلك أن ما يعانيه التعليم المعاصر من مشكلات وأزمات تعوق حركة تقدمه نحو التنمية الشاملة لا ترجع إلى الفقر أو النقص في الموارد البشرية والمادية بقدر ما هو أزمة في إدارة التعليم.

أولاً: ماذا يقصد بإدارة المدرسة:

الإدارة المدرسية من علوم العصر التي حققت نجاحاً كبيراً في التقدم الاقتصادي والحضاري لكثير من المجتمعـات المعاصرة. حيث لم تعد الموارد الطبيعيـة هي المحـدد الأوحد لتقـدم المجتمعات، بقدر كيفيـة استخـدام هذه المـوارد واستثمارهـا عن طريق إدارتها بالقوي البشرية، والإدارة المدرسية هي جزء من الإدارة التعليمية، وهي الطريقة التي تدار بها المدرسة لتحقيق أهدافها. وهي ليست غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق غايات تربوية.

تعريف أخر هي تعاون وتنسيق جميـع الجهـود والأنشطـة والعمليـات من تخطيط، وتنظيم، ومتابعة، وتوجيه، وتقويم، والتي يقـوم بها جميع العاملين بالمدرسـة من مدير وإداريين، ومعلمين وطلاب، وأولياء أمور بهدف إعداد الطالب إعداداً تكاملياً من جميع جوانب شخصيتـه العقلية والجسمية والوجدانية، وفق سياسة عامة وفلسفة تربوية تضعها الدولة .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:

هل الإدارة المدرسية تعني باللغة الإنجليزية Administration Or Management ؟

والإجابة هي أنه يوجد رأيان حول هذه القضية هما:

الرأي البريطاني والذي يرى أن كلمة Administration هي تعبير عن مسئوليات الإدارة في المستويات العليا، وأن كلمة Management هي تعبير عن مسئوليات الإدارة في المستويات التنفيذية الدنيا.

الرأي الأمريكي وهو عكس الرأي البريطاني حيث يرى أنصاره أن كلمة Management هي تعبير عن مهام الإدارة في المستويات العليا، في حين تشير كلمة Administration إلى مهام ومسئوليات الإدارة في المستويات الدنيا.

وبعد مراجعة التعريفات والأدب الخاص بهذه القضية توصلنا إلي أن الرأي البريطاني هو الأقرب إلي الصح في التمييز بين هاتين الكلمتين والذي يؤكد على أن كلمة Administration تعني الإدارة في المستويات العليا، وكلمة Management تعني الإدارة في المستويات الدنيا.

وبناء على ذلك فإن السؤال المفروض أن تجيب عليه هو: هل الإدارة المدرسية تعني School Management أم School Administration ؟ والإجابة أنها تعني School Management لأنها تمثل المستويات التنفيذية الدنيا في الإدارة التعليمية. ومعنى ذلك أنه يمكن تقسيم مستويات الإدارة في النظام التعليمي.

مستويات الإدارة التعليمية


وإذا كانت الإدارات التعليمية العليا مسئولة عن وضع السياسات التعليمية، وتصميم البرامج، واتخاذ القرارات، فإن الإدارة المدرسية تكون مسئولة عن تنفيذ هذه السياسات، وتحويلها إلي واقع عملي وممارسة.

نستنتج مما سبق أن الإدارة المدرسية إدارة ممارسة، أو إدارة تنفيذية وإجرائية تتضمن جميع أنواع الأجهزة والموارد الإدارية التي تمارس الوظائف والممارسات الإدارية داخل المدرسة، وهي المسئولة عن الإشراف على تنفيذ المسئوليات والمهام والخطط، وعن تحقيق أهداف المدرسة من خلال تحقيق الأهداف المرغوب فيها كماً وكيفاً.

بمعنى أخر تشير الإدارة المدرسية إلي استخدام وتوجيه الموارد البشرية والمادية المدرسية لتحقيق أهداف منبثقة من أهداف مستويات الإدارة العليا، ويتم ذلك خلال عمليات التخطيط، والتنفيذ، والتنظيم، والرقابة، والاتصال، والتقويم.

وبناءً عن ذلك تتضمن الإدارة المدرسية ما يلي:

أهداف محددة تسعى الإدارة المدرسية لتحقيقها.
موارد بشرية ومادية يجب استثمارها أفضل استثمار ممكن.
مجموعـة من العمـليات منهـا التخطيط، والتنظيـم، والتنسيـق، والاتصـال، والتقويم…..الخ.
رؤساء ومرؤوسون يتم التفاعل النشط بينهم.
إدارة ناجحة تنمي الشعور بالـ نحن، وإدارة الوقت، والإتقان في العمل.
الإدارة المدرسية ليست غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق أهدافها التربوية.
الإدارة المدرسية منبثقة من إدارة تعليمية، ومديرية، ووزارة التربية والتعليم.

ثانياً: المبادئ الأساسية للإدارة المدرسية:

تقسيم العمل.
السلطة والمسئولية.
النظام.
وحدة القيادة.
وحدة التوحيد.
إخضاع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة.
المكافأة.
المركزية.
التسلسل الهرمي.
الترتيب.
المساواة.
استقرار العاملين.
المبادأة.
روح الجماعة.

ثالثاً: وظائف الإدارة المدرسية:

التخطيط ويشمل:

تحديد الأهداف.
حصر الإمكانات.
تحديد الأولويات.
تحديد الفترة الزمنية.
متابعة وتقويم الخطة.

التنظيم ويشمل:

أهمية التنظيم.
مبادئ التنظيم.
عناصر التنظيم.
التسلسل الإداري.
المركزية أو اللامركزية.

التوظيف ويشمل:

أهميته.
عوامل النجاح.
العنصر البشري في الاختيار أو التعيين أو المتابعة.
رفع الروح المعنوية.

التوجيه والإشراف ويشمل:

أهميته.
أهدافه.
أبعاده.
القيادة الرشيدة.
الاتصال.

التنسيق ويشمل:

مناقشة التنسيق.
أهميته.
معناه.
أهداف سبل التنسيق.

التسجيل ويشمل:

أهمية التسجيل والسجلات.
تنظيمها.
التقارير.

التمويل ويشمل:

تعريف التمويل.
مصادرة الميزانية.

رابعاً: هل الإدارة المدرسية علم؟

نعم الإدارة المدرسية علم، لأنها في ثوبهـا الحديث تعتمد على خطـوات المنهج العلمي وأساليبه، وأدواته في حل مشكلاتها، وتفسير ظاهراتها، واكتشاف معلومات ونظريات جديدة فيها.

وتعتبر الإدارة التعليمية ومن ضمنها الإدارة المدرسية من أوائل المجالات في العلوم الإنسانية التي اعتمدت على استخدام المنهج العلمي في منتصف القرن التاسع عشر على أيدي مجموعة من علمائها منهم تايلور، وجريفث. وتمثل خطوات المنهج العلمي ما يلي:

الإحساس بالمشكلة وتحديدها.
فرض الفروض.
جمع البيانات وتبويبها.
اختيار صحة الفروض.
التوصل إلي النتائج ومحاولة تعميمها.

وعند تطبيق خطوات المنهج العلمي في حل المشكلات أو تفسير الظاهرات التي تواجه إدارة المدرسة نذكر المثال التالي:

حضرت ذات صباح إلي المدرسة، ووجدت أن شباك مكتبك مكسور، فهذا يمثل الإحساس بالمشكلة، ثم دخلت مكتبك وقمت بتحديد المسروقات إذا كانت نقوداً أم أوراقاً أم أجهزة كهربائية، فهذا يمثل تحديد المشكلة.

قمت بالاتصال بقسم أو مركز الشرطة وإبلاغه بما حدث، وحضر فريق منه قام بمعاينة المسروقات، وكيفية السرقة، ثم سألك سؤالاً: من تتوقع أن يقوم بهذا العمل؟ فتكون تخميناتك إما أحد العمال، أو البواب، أو عدد من الطلاب، أو عصابة متخصصة في ذلك، وهذا يمثل فرض الفروض.

تقوم الشرطة بإجراءات التحريات، بمعنى جمع البيانات عن جميع المشتبه فيهم عن طريق فريق المخبرين التابع لها، ويمثل هذا خطوة جمع البيانات وتبويبها.

تتولى الشرطة مطابقة البيانات على المشتبه فيهم أو المتهمين، ومن خلال ذلك تصل إلي الشخص أو الجماعة التي قامت بالفعل بهذا العمل، وتمثل هذه الخطوة اختبار صحة الفروض.

في النهاية تصل الشرطة إلي تحديد الشخص أو الجماعة التي قامت بذلك، وتمثل هذه الخطوة التوصل إلي النتائج.

تطور الاهتمام بإدارة المدرسة الثانوية:

كانت الإدارة المدرسية في الماضي بسيطة ومحددة .
أصبحت الإدارة المدرسية حالياً معقدة ومتشابكة، وتتطلب جهداً، ووقتاً، وإمكانيات كثيرة قد تكون خارجة عن طاقة وإمكانات مدير المدرسة وغيره من القائمين على العملية التعليمية.

العوامل التي أدت إلى تعقد إدارة المدرسة الثانوية خلال السنوات الأخيرة هي:

زيادة أعداد الطلاب والمعلمين مع ضعف الإمكانات المادية والمالية من ميزانية وأجهزة وأدوات ومباني وغيرها .
كثرة مطالب جميع العاملين في المدرسة والإدارات التعليمية الأعلى ، والمجتمع المحلي والأسرة …..الخ.
كثرة القوانين، والقرارات، واللوائح، والتغيير والتعديل فيها .
تصدير كثير من مشكلات المجتمع والأسرة إلى المدرسة وانعكاساتها على طبيعة عملها .
التطور الهائل والمتنامي في كم وكيف المعرفـة والتقـدم التكنولـوجي الدقيق والمتسارع، الذي يواجه مدير المدرسة في كيفية التعامل معه .

ضرورة توافر كم هائل من البيانات والمعلومات عن جميع عناصر العملية التعليمية في المدرسة .
ظهور النظريات العلمية في الإدارة والتي تؤكد على أهمية مدير المدرسة ومسئولياته.

ويوضح الشكل التالي مسئوليات ومهام الإدارة المدرسية.

مسئوليات ومهام الإدارة المدرسية
خامساً: أسس الإدارة المدرسية الناجحة:

الإيمان بقيمة الفرد وجماعية القيادة مع ترشيد العمل .
حسن التخطيط والتنظيم والتنسيق ثم المتابعة والتقويم .
اتخاذ القرارات المتعلقة بسياسة العمل في المدرسة بأسلوب علمي.
إتباع الأساليب الإيجابية في حل مشكلات العمل المدرسي .
الإدراك التام لأهداف المرحلة التعليمية ومكانتها في السلم التعليمي .
الإدراك التام لخصائص الطلاب .
الإلمام الناجح بمناخ وأنشطة المرحلة التعليمية .
الوقوف على الصعوبات التي تعترض العمل داخل المدرسة .
معرفة احتياجات البيئة والمجتمع المحلي ومشكلاته والمساهمة في حلها .

سادساً: الاتجاهات العامة في الفكر الإداري المدرسي:

تعددت الاتجاهات العامة التي تضمنها الفكر الإداري في العصر الحديث إلى عدد من الاتجاهات ومنها:

1. الاتجاه الكلاسيكي – و يشمل مدارس فكرية منها :

أ)الإدارة العلمية: والذي وضع أسسها فريدريك تايلورF-Taylor في بداية القرن العشرين معتمداً على استخدام الأسلوب العلمي في رفع إنتاجية العمال وذلك من خلال أربعة مبادئ هي:

التحليل العلمي للعمل.
اختيار العاملين وتدريبهم على أساس علمي.
التعاون الحقيقي بين الإدارة والعمال.
التوزيع المتكافئ للعمل والمسئولية بين العمال والإدارة وإبراز أهمية الإدارة الرشيدة في تحقيق الأهداف من خلال ثلاث وظائف هي التخطيط، والتنظيم، والرقابة.
ويؤخذ على تايلور إهماله للعلاقات الإنسانية في الإدارة والتعامل مع الإنسان على أنه آلة.

ب) مدرسة العملية الإدارية: ومن أشهر روادها فايول H. Fayol وانتشرت خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتشير إلى أن الإدارة هي “نشاط عام للأفراد الذين يعملون في أية مؤسسة، ويتضمن هذا النشاط عمليات إدارية مثل التخطيط، والتنظيم، والقيادة والرقابة.
ووضع فايول مجموعة من المبادئ التي تعتمد عليها الإدارة السليمة ومنها: (تقسيم العمل – تدرج السلطة – استقرار العمل – مكافأة الفرد – القواعد المكتوبة – المركزية – المساواة – الابتكار).


ج) المدرسة البيروقراطية: ويعتبر ماكس فيبرM. Webar رائدها، وظهرت خلال النصف الأول من القرن الماضي، ويشير إلى نظام إداري يقوم على مجموعة من الأسس منها: (السلطة الرسمية – تقسيم العمل – التدرج الوظيفي – وقواعد وقوانين يتم تطبيقها على جميع العاملين بالتدريب لزيادة الكفاءة الإنتاجية)، ويتميز النظام البيروقراطي بالدقة والسرعة والاستمرارية والوضوح، ويؤخذ عليه إغفال العلاقات للإنسانية، والاعتماد على الأقدمية في التدرج الوظيفي.

د) المدرسة المركزية: ويقصد بالمركزية – حصر السلطـة وتركيزهـا في يـد هيئـة تتولى مسئـوليات التخطيـط والتنفيـذ لجميع عنـاصر النظـام التعليمي من قبول طلاب، وامتحانات، وتعيين المعلمين ونقلهم وترقيتهم ومن مزاياها: أنها تتفق مع أسلوب التخطيط الاجتماعي والتربوي وتوفر في النفقات وترفع مستوى التعليم بوجه عام. ومن عيوبها: انعدام المشاركة المحلية وتشابه المدخلات التعليمية، ولا تساعد على التجديد، وتضعف العلاقة بين المدرسة والبيئة نتيجة لسلبيات الإدارة المركزية واللامركزية ظهر اتجاه الإدارة غير المركزية، وهو اتجاه مختلف عن المركزية. كما أسهمت سلبيات الإدارة المركزية واللامركزية إلى ظهور اتجاه جديد هو “الإدارة بالمشاركة”.

مميزات الإدارة بالمشاركة

مشاركة العاملين في تحديد الأهداف ووضع البرنامج والخطط.
تحديد الرسائل بطريقة تعاونية.
تحقيق مصلحة الجماعة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز التعليم ورفع كفاءة المعلم

شهد العقد الأخير تطورًا ملحوظًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما أدى إلى تغيرات جوهرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *