د. مهدي الكناني- العراق
عضو الهيئة الاستشارية العراقية للأعمار والتطوير – لندن- المملكة المتحدة – محافظة ميسان
عضو الاتحاد العالمي للجامعات العربية والأجنبية
تتألف الاهوار الجنوبية العراقية من مناطق واسعة من المياه تبلغ مساحتها 35000 كم2 من الاهوار الثلاث الرئيسية (هور الحمار، هور الجبايش، هور الحويزة) ومن هذه المساحة هناك 9000 كم2 اهوار دائميه والبقية اهوار فصلية تغمرها مياه الفيضان سنويا”وتشغل الاهوار نسبة كبيرة من مساحة القسم الجنوبي للسهل الرسوبي للعراق وهي المنطقة المحصورة بين مدينة العمارة شمالا” والبصرة جنوبا”وسوق الشيوخ غربا”. يقع هور الحمار جنوب نهر الفرات ويمتد من الناصرية في الغرب إلى ضواحي البصرة عند شط العرب ويبلغ طوله 90 كم وعرضه بين 25-30 كم وتبلغ مساحته السطحية القصوى حوالي 3000 كم2 في موسم الفيضان وتنخفض إلى حوالي 600 كم2 خلال موسم الجفاف ويشكل بحيرة دائمة، ويحد هذا الهور كرمة بني سعيد غربا” ونهر الفرات وشط العرب شمالا” وسكة حديد بغداد جنوبا”وكرمة علي شرقا” وتصب مياهه في شط العرب بواسطة نهر كرمة علي.ويأخذ هور الحمار مياهه بصورة رئيسية من نهر الفرات مؤخره مدينة الناصرية وعبر انهار غليوين والسحقة وفرعيها عكيكة وبني حسن ومن الأنهار الحفار وأم نخلة وكرمة بني سعيد ويمر بنواظم انشات عليها يقدر تصريفها بين (50-500) م/ثا، ويستوعب الحمار فيضانات نهر دجلة التي ترد إلى الاهوار المركزية عن طريق تصريفها بواسطة فتحات الأنابيب والجسور المقامة على طريق مدينة الجبايش، ويطلق على هذا الجزء الجنوبي من هور الحمار والذي يتغذى كليا” من نهر الفرات باسم هور السناف.
الهدف من الدراسة
معرفة التقييم البيئي لمنطقة جنوب شرق هور الحمار شمال مدينة البصرة باستخدام دليل التكامل الحياتي (IBI) وعلاقته ببعض العوامل البيئية المهمة ومقارنة نتائج الدراسة الحالية للفصل مع دراسات سابقة لإعطاء الصورة الدقيقة للوضع البيئي لمناطق الأهوار.
الأثر البيئي لاستغلال الثروات الأرضية اهوار جنوب العراق
يعرف التلوث البيئي بأنه عملية الإخلال بالتوازن الطبيعي للبيئة والذي يؤثر في حياة الكائنات الحية. أما التلوث المائي فيعرف على أنه إضافة مواد أو طاقة من قبل الإنسان إلى البيئة المائية تكون كافية لإحداث مجموعة من التغييرات الفيزيائية أو الكيمائية أو الأحيائية والتي تؤدي إلى أضرار في صحة الإنسان أو الموارد الحية أو الأنظمة البيئية. يعد التلوث المائي من أخطر أنواع التلوث في النظام البيئي العام، ويختلف الإنسان عن غيره من الكائنات الحية في أن نشاطاته التي يمارسها تدخل إلى البيئة مواد جديدة أو غريبة تؤثر فيها كماً ونوعاً. إذ أن هناك كميات كبيرة و متنوعة من الملوثات التي تصل إلى البيئة المائية منها المواد العضوية، العناصر الثقيلة، المبيدات، الهيدروكربونات النفطية، فضلاً عن التلوث الحراري والإشعاعي. توجد العناصر الثقيلة في البيئة بصورة طبيعية وبتراكيز قليلة، إلا أن النمو الصناعي السريع الذي أحدثه الإنسان واستعمال المنتجات الصناعية الكثيرة التي تحويها، كل ذلك أدى إلى زيادة تراكيزها خصوصاً في البيئة المائية. إذ أنها الأكثر بقاءاً في البيئة فهي لا تتحول ولا تتكسر لكنها قد تتحد مع المواد العضوية أو اللاعضوية لتكون مركبات مختلفة ومعقدة.
المقترحات و الحلول الأثر البيئي لاستغلال الثروات الأرضية اهوار جنوب العراق : الملوثات والتحديات الكيميائية والحلول البيئية
- اعتبار منطقة الاهوار محمية دائمة لما تمتاز بها من موارد طبيعية تنتشر فيها .
- ضرورة استمرار المراقبة البيئية للاهوار لما تمثله هذه المنطقة من أهمية تاريخية واقتصادية .
- وضع ضوابط وقوانين صارمة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من عمليات صيد الأسماك وبصورة جائرة لاسيما التجارية منها خلال موسم وضع السرء.
- الحد من استخدام الصيد بالكهرباء والمبيدات والسموم الذي يستخدمه بعض الصيادين في صيد الأسماك مما يؤدي إلى زيادة الملوثات بالبيئة المائية وتأثر الإنسان بهذه الملوثات عند تناوله الأسماك المصادة.
- ضرورة إجراء العديد من الدراسات عن الاهوار لقلة الدراسات البيئية بهذا المجال بعد عملية إنعاش الاهوار.
- ضرورة تدفق المياه وبشكل اكبر من المتاحة حاليا”إلى منطقة الاهوار لخلق بيئة عالية الإنتاجية ولفائدة سكان المنطقة.
- استمرار عمليات إمداد الاهوار باصبعيات الأسماك العراقية مثل البني لتحسين مخزونة في مياه الاهوار .
- تشجيع عمليات استزراع الأسماك في مناطق معينة من الاهوار من خلال الأقفاص العائمة أو التحاويط.
الملوثات والتحديات الكيميائية والحلول البيئية
آليات معالجة الفضلات بوساطة النباتات المائية
دور النباتات المائية في صيانة النظام البيئي المائي من النواحي الفيزيائيه والكيمياوية والحيوية إذ إنها تلعب دورا اساسيا في تلطيف البيئة من ناحية التظليل ومنع التقلبات غير الاعتيادية في درجة الحرارة والسيطرة على حالة الإثراء الغذائي وتجهيز أرضية جيدة لنمو البكتريا والطحالب المسؤولة عن دورة المغذيات وتحطيم المواد العضوية. النباتات المائية كحاويات خزن للمواد المغذية في البيئة المائية وان أخذ هذه المغذيات يكون متعلق بنمو النباتات وإنتاجيتها. النباتات المائية وسيلة دعم لمعالجة مياه الفضلات التي تتم من خلال الأيض الجرثومي وطبيعة القاع عن طريق توفير الظروف المناسبة لهما.عملية التمثيل الضوئي للنباتات المائية والأحياء المنتجة الاولية الأخرى نوعية المياه من خلال طرح الأوكسجين في عمود الماء وتعمل النباتات البارزة على نقل الأوكسجين إلى القاع بواسطة الجذور وتوفير ظروف هوائية قرب القاع ومن ثم توفير ظروف ملائمة لأحياء القاع حول منطقة الجذور. كما تستفيد الأحياء المجهرية من الأوكسجين الذائب وذلك في عملية اكسدة المواد العضوية، وعلية فأن أوراق وسيقان وجذور النباتات تسهم بتكوين بيئة مناسبة للأحياء المجهرية المحللة في عمليات تحول النتروجين في صيغية المختلفة (الأمونيوم، النتريت، النترات) والتي تحدث في الظروف الهوائية والبعض الأخر في الظروف اللاهوائية. ويؤثر النشاط الحيوي للنباتات المائية على كمية الفسفور نتيجة للامتصاص المباشر للنباتات، كما يتحول الفسفور غير القابل للذوبان إلى فسفور قابل للذوبان نتيجة لنشاط الأحياء المجهرية الموجودة والمتعايشة مع هذه النباتات و يتم تحويل الفوسفات الحديدية غير القابله للذوبان إلى فوسفات حديدة قابله للذوبان في الظروف غير الهوائية، ولها دورا آخر هو معدنة الفسفور العضوي وتحويله إلى فسفـور لا عضوي في ظروف هوائية، كما تحطم الأحياء الموجودة على هذه النباتات الهيدروكربونيات وبهذا سوف تتحقق معالجة حيوية، وعلية فأن آليات معالجة مياه الفضلات بوساطة النباتات المائية تتم من خلال عمليات الترسيب والترشيح والامتصاص والادمصاص والأكسدة والاختزال.
أنواع الفضلات الملوثة التي يتم معالجتها بوساطة النباتات المائية
تعتبر النباتات المائية عاملا” رئيسيا في تحسين نوعية مصادر المياه الطبيعية والمياه الصناعية إذ تزيل أنواع عديدة ليس فقط المغذيات بل الملوثات السامة العضوية والمعدنية والملوثات النفطية، إذ تقوم هذه النباتات بمعالجة العديد من مصادر تلوث المياه كالفضلات الزراعية والمنزلية والصناعية والمواد المعدنية فضلا عن إزالة المـسببات المرضيــــة. أستخدم نبات البردي Typha latifolia في كندا وباستعمال نظام (CWS) لمعالجة مياه الفضلات الزراعية ذات التراكيز العالية للمغذيات بعدما كانت مصدرا خطرا لتلوث الأنهار بسبب أنظمة الزراعة الكثيفة غير المنتظمة و أثبــتت هـذه النباتات قدرتـها العاليـة عـلـــى اختزال تــراكيز عــاليــة للمغـذيات في هـــذه المنـــاطق ذات المــناخ البـــارد دور نبات الشــلنتC.demersum بإزالة الفســفور من مياه الفضلات الزراعية بمعدل 32mg pm -2d-1) -(0.6 وباستخدام أنظمة (CWS) في جنوب فلوريدا.وأسهم نبات القصب Phragmites australis في معالجة الفضلات المنزلية في المناطق الريفية البعيدة في الدانمارك وبواسطة نظام الجريان العمودي (VFCWS) فقد أزال المواد العضوية بنسبة 95 %و 90 %من كل من الفسفور والنيتروجين على التوالي وادى هذا النبات الى تصفية مياه الفضلات بصورة جيدة من الشوائب خلال عمليات ترشيح وترسيب الفضلات ، وتمت معالجة نهر Texcoco في وسط المكسيك من فضلات المجاري المنزلية بأستخدام نظامي الجريان العمودي VFCWS والأفقي HFCWS واستخدام نبات البردي T.aungustifolia أذ أزيل أكثر من 80 %للـ CODوTSS وN وحوالي 50 %للأمونيوم من هذه الفضلات.
المصادر الاجنبية
Burger, J.; Lesching, T. M.; Greenberg, M; Karr, J. R; Gochfeld, M. and powers, C. W. (2003). Shifting priorities at the department of energy’s bomb factories: protecting human and ecological health. Environmental Management 31:157-167.
Calvero, V.; Fernandes, J. A. and Niell, F. X. (1990). Influence of salinity on the concentration and rateofinter change of dissolved phosphate Between water in Fuentes picdra lagoon. (s.spain) Hydrobiol. 197:91-97p.
Christopher, A. M ; Terry, R. M. and Hughes ,R.M. (2003). An Index of Biological Integrity (IBI) for pacific Northwest Rivers, Transaction of the American Fisheries Society 132:239-261.
Crumby, W. D.; Webb, M. A; Bulow, F. G. and Cathay, H.J.(1990) Changes in the biotic integrity of A river in north –central Tennessee. Transaction of the American Fisheries Society 119:885-893.
Davies, S. P.and Jackson, S. K.(2006). The biological condition gradient: a descriptive model for interpreting change in aquatic ecosystems, Ecolo-gical Application 16:1251-1266.
Deegan, L. A.; Finn, J.T; Ayvazian, S. G; Ryderkieffer, C. A. and Buonaccors, J. (1997). Development and validation of an estuarine biotic integrity index, Estuaries, 20:601-617.
آفاق علمية وتربوية موقع متخصص بالثقافة العلمية والتربوية