أهمية البرامج الصحية في حمايتنا من الأمراض

• برنامج إضافة اليود إلى ملح الطعام
• برنامج توزيع أقراص الحديد على طلاب المدارس
• برنامج فيتامين A للحوامل والأطفال الرضع

من منطلق أننا جميعا في قارب واحد .. وكلنا مسئول عن حمايته والحفاظ عليه.. وأخذا بمبدأ حرية الرأي والفكر دون مساس أو تجريح لأحد .. وإنما استنادا الى معلومات مرجعية ثابتة .. أكتب مقالي هذا عن بعض البرامج الصحية التي تشملنا جميعا .. ومدى فاعليتها .. وهل حققت المرجو منها بتحسين الأحوال الصحية لأبناء مصر .. وهل تم دراستها جيدا قبل تطبيقها أما أننا أخذنا بها لأن بعض البلدان المتقدمة أخذت بها .. ومعلوم أنه ليس بالضروري ما يصلح أهل مكان .. قد يصلح أهل مكان آخر .. بل على العكس قد يضره .. لذا وجب علينا دراسة هذه البرامج جيدا والمتابعة الدقيقة لها ولمدى طويل .. حرصا على سلامتنا وصحتنا وسلامة أجيالنا القادمة.

برنامج إضافة اليود إلى ملح الطعام

هل هو حقا ضروري .. فمن خلال المراجع الطبية ليست مصر من البلدان التي يقل اليود بتربتها .. ولكنها البلاد البعيدة عن البحار ذات المناطق المرتفعة كمنطقة جبال الألب والهيمالايا .. والتي تكثر فيها حالات ظهور الغدة الدرقية ( goitre ) وهبوط نشاطها ( hypothyroidism ) .. فلماذا يتم تعميم هذا البرنامج علينا .

معروف أن الغدة الدرقية بين ثلاث حالات إما طبيعية ( euthyroid ) أو نشطة ( hyperthyroid ) أو قليلة النشاط ( hypothyroid ) وعلاج حالات نشاطية الغدة أو هبوطها إما بالعقاقير الكيميائية المثبطة أو الهرمونية المنشطة .. فما دور اليود فى العلاج!؟ – وما ذنب المواطن العادي وذلك الذي يتناول احتياجه اليومي من اليود المتوفر بالمأكولات البحرية فى الأخذ بهذا البرنامج .. علما بانه هناك إمكانية لحدوث خلل مرضى من تناولهم ذلك اليود ( iodine induced hyperthyroidism ) – الأمر الذي جعل كثيرا من الدول التي كانت تطبق هذا البرنامج كالصين والنمسا وبلجيكا وسويسرا .. تتراجع عنه .

فهل تمت دراسة هذا البرنامج جيدا قبل التطبيق .. وما نتائج هذا البرنامج على الصحة العامة للمصرين بعد سنوات تطبيقه مع الاحصائيات الدالة على فائدته .. خاصة وأننا نحب المأكولات المملحة ( السمك المملح – الجبن الحادق …. ) .. وهل تناول اليود مع الملح بكثافة يؤدى الى نتائج عكسية والى احداث خلل هرمونى بهذه الغدة الحيوية بالجسم .. خاصة مع ازدياد الشكوى من الشعور بالإجهاد والهبوط والضعف العام عند الكثيرين .. نتمنى ردا علميا بحثيا على تأثير ذلك البرنامج على صحتنا وصحة الأجيال القادمة .. وتأثير ذلك اليود على باقي أجهزة الجسم .. خاصة الكبد وكلنا يعلم الحال مع أكباد المصريين.

برنامج توزيع أقراص الحديد على طلاب المدارس ( العلاج الجماعي بأقراص الحديد )

وإضافة الحديد إلى خبز الطعام .. هل نسى القائمون على هذا البرنامج أن الأنيميا أنواع عديدة .. وليست فقط أنيميا نقص الحديد .. وانه للتشخيص لابد من عمل فحص للدم ( CBC ) كى نحدد نوعها قبل العلاج اللازم .. بل ان أنيميا نقص الحديد ذاتها قد تحتاج إلى تحاليل أكثر دقة .. ولماذا يطبق هذا البرنامج على الأشخاص الطبيعيين إجباريا .. والذي قد يضرهم .. فالمعروف أنه ينشط فيروس C المنتشر بمصر .. فضلا عن ترسبه فى حال ازدياده بأماكن عديدة بالجسم ( الكبد – المفاصل …. الخ ) – ولماذا نتعجل التطبيق دون دراسات قصيرة وطويلة الأمد .. ولماذا نفرض هذا البرنامج على شعبنا وطعامه الأساسى الخبز ويتناوله بكميات .. مقارنة بشعوب تطبق هذا البرنامج وتأكل الخبز بنظام العينات .. خاصة وان الحديد متوفر بالأغذية البسيطة كالخضراوات بأوراقها الخضراء والتمور والعدس والعسل الأسود ….. وغيرها ..

برنامج فيتامين A للحوامل والأطفال الرضع

ولا أدرى هل يعلم القائمون على هذا البرنامج أن زيادته بالجسم له تأثير ضار بالأجنة ( tratogenic effect ) علاوة على تأثيره الضار بالكبد .. وزيادة الضغط المخى – لذا فإنه يتم نصح الحوامل فى البلاد المتقدمة بعدم اخذ هذا الفيتامين إلا من خلال الغذاء .. ولله الحمد فهو متوافر أيضا فى أغذية رخيصة مثل ( الخضراوات شديدة الاخضرار كالجرجير والسبانخ و ايضا الطماطم والجزر ) .. وتصور هذه الجرعات العالية لكل حامل مع كل حمل .. وبعد الولادة أيضا .. فلماذا نصر على استعمال العقاقير الدوائية والبلدان المتقدمة تستعمل علم كبير وأصيل اسمه ( العلاج بالتغذية ) – وهل تم البحث عن الأسباب التى استدعت تطبيق مثل هذه البرامج .. فقد يكون للملوثات ( بالماء والغذاء والهواء ) تأثيرات سلبية وعائقة ضد استفادة الجسم من هذه المواد الحيوية مما يؤدى الى نقصها بالجسم.

أتمنى مراجعة شاملة لكل هذه البرامج التى تطبق علينا إجباريا .. فلماذا لا يكون هناك ملح باليود وآخر عادى .. خبز مدعم بالحديد وآخر عادى للأشخاص الطبيعيين .


أيضا أين دور المراكز البحثية المختلفة فى متابعة هذه البرامج ومدى فائدتها. لقد كنت أسال أحد أساتذتنا الأجلاء فى أحد المؤتمرات عن تأثير اليود بملح الطعام على الكبد .. وهل له تأثير سلبى عليه وهل من دراسات فى ذلك .. فكان رده أعمل دراسة وأحضرها إلى .. حقيقة تعجبت كثيرا .. إذا ما هو دور هذه المراكز البحثية العديدة ( الجامعات – المركز القومى للبحوث – مراكز الأبحاث بالمستشفيات التعليمية … ) ولماذا لا يتم التنسيق بين هذه المراكز من خلال هيئة عليا للأبحاث .. تقوم بإجراء ومتابعة الأبحاث من واقع حياة الشعب المصرى وليس لمجرد السفسطة العلمية او الفانتازيا البحثية .. أو مجرد أوراق للترقى والحصول على درجة أعلى .. دون جدية هذه البحوث .. اتمنى مراجعة شاملة مدعمة بالإحصاءات والبيانات إذا كنا حقا جادين فى تغيير حياتنا ووضع مكان لنا على خريطة البحث العلمى فى العالم .. وليس لمجرد المجادلات الكلامية والأحاديث التليفزيونية لوهم كبير اسمه .. البحث العلمى.

الدكتور فيصل سرور المنشاوي
باحث بالطب النبوى
dr.alfaisel@yahoo.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *