أضرار الأكياس البلاستيكية على النظام البيئي

في كل مكان على سطح الأرض توجد أكياس تسوق بلاستيكية، فهي ملقاة في الشوارع والغابات والبحيرات والساحات العامة وعلى الأشجار، وتحتوي مكبات النفايات على كميات هائلة من أكياس التسوق البلاستيكية التي أصبحت تشكل حاليا أحد أهم التحديات التي تواجه الإنسان في العصر الحديث.

المقال التالي للكاتب عبد السلام الشويات يتناول فيه التأثيرات الضارة والخطيرة لأكياس التسوق البلاستيكية على النظام البيئي للأرض.

بدأ استخدام أكياس البلاستيك الأولى التي كانت تستعمل للخبز والسندويشات والفواكه والخضار في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1957 ، وبدأت أكياس القمامة البلاستيكية بالظهور في المنازل في أواخر ستينيات القرن الماضي .

يستعمل في العالم 500 بليون كيس كل سنة، ويتم استهلاك 12 مليون برميل من النفط لصنع أكياس البلاستيك التي تستهلكهـا الولايات المتحدة سنوياً والتي بلغت 88 بليون كيس عام 2006 حيث يقدر استهلاك الأسرة الأمريكية المكونـة من أربعـة أفراد بنحو 1460 كيس بلاستيك خلال سـنة، لكن استعمالهـا يتزايـد في البلدان النامية أيضاً لتصل حصـة العرب نحـو 25 بليوناً تنتهـي كلهـا تقريباً في النفايات.

أكياس البلاستيك تبـدأ كنفط خام أو غاز طبيعي أو مشتقات بترولية، وهذه تتحول إلى مواد تعرف بالبوليمرات يتم تعريضهـا للحرارة لإعطـاء الشكل المطلوب ومن ثم تبرد لتصبح جاهزة للتسطيح والتلحيم والتثقيب وللطباعـة عليها .

يستخدم البولي اثيلين المنخفض الكثافـة في تصنيع أكياس الخبز والقمامة، وتصنع من البولي اثيلين العالي الكثافـة عبوات الحليب والماء والعصيـر، ويصنع من البولي بروبيلين عبوات المواد الغذائية.

يصعب تخيل الحيـاة من دون أكياس بلاستيك، إنهـا من الأشياء الاستهلاكية الأكثر انتشـاراً على الأرض، فخفـة وزنهـا وانخفاض كلفتهـا ومقاومتهـا للماء تجعلهـا ملائمـة لحمل الحاجيات والملابس والمشتريات الأخرى.

هذه الأكياس التي تزن بضعـة غرامات ينتـج منها كل سـنة ما بين 4 و5 تريليون كيس من أكياس القمامة الكبيرة إلى أكياس التسوق السميكة وأكياس البقالة الرقيقـة، ولا يسأل أصحابهـا ماذا يحـل بها بعد استخدامها؟

إن أكياس البلاسـتيك تحتاج ما بين 15 و1000 سـنة لكي تتحلل ، وغالباً ما يستقر ذلك الكيس في الحقول والمروج والغابات ويعلق على الأسيجة وأغصان الأشجار مشوهاً البيئة ومسبباً هـلاك الأراضي الزراعية.

والأكياس البلاستيكية التي ترمى بشكل عشوائي تسـد قنوات التصريف والصرف الصحي وتعوق مجاري الأنهـار وقد تم تسجيل هلاك الكثير من الحيوانات البحريـة مثل الدلافين والسلاحف المعمرة الضخمـة والحيتان والفقم التي تبتلـع الأكياس ظنـاً منهـا أنهـا من طعامهـا. وتعتبـر الأكياس البلاستيكية مميتـة أيضا للمواشي على البر.

وتتسـبب الأكياس البلاستيكية بتشويه المنظر الجمالي للشوارع وللحدائق العامة، وهذا الكم الهائل من الأكياس البلاستيكية لا يعاد تدويره إلا بنسـبة أقل من 1 % والقليل منهـا يعاد استعماله أو يستخدم في صناعة سلال المهملات لكن البلايين تنتهي في الطبيعة.

هذا وتجرب دول أوروبية مخططات طوعية لخفض استخدام الأكياس البلاستيكية مثل الترويج للأكياس القطنية التي يعاد استخدامها، وفرضت ايرلندا عام 2002 ضريبة على الأكياس قدرها (20 سنتا أمريكيا) وهو ما خفض استخدام تلك الأكياس بنسبة 90 في المائة في أسبوع.

وثمة أكياس صديقة للبيئة مصنوعة من الجوت حيث أصبحت تحظى بشعبية كبيرة في العالم.
ويعتبر نبات الجوت أو الألياف الذهبية من فئة الشجيرات ثاني أشهر الألياف الطبيعية والاستوائية وأكثرها استخداماً بعد القطن، وينمو في الأراضي الرطبة والمستنقعات في بنجلاديش، الصين، الهند، إندونيسيا والبرازيل.


والجوت خالية من أي مواد كيميائية وتتمتع بميزة التهوية الجيدة المساعدة على حفظ المواد الغذائية طازجة وسليمة. وعلاوة على ذلك تعتبر بديلاً مثالياً لأكياس البلاستيك من حيث الأثر البيئي، فهي مكونة من مواد طبيعية سهلة التحلل في مواقع الطمر على عكس مادة البلاستك المضرة بالبيئة، هذا بالإضافة إلى أنها تتمتع بالقابلية للاستخدام المتعدد لفترة زمنية طويلة دون تغير خصائص مادتها الوظيفية. والأهم من ذلك تعتبر اقتصادية في استهلاكها إذا ما قورنت بالأكياس البلاستيكية. إنها مصنوعة من مواد طبيعية 100% تستهلك ثاني أكسيد الكربون وتعمل على إطلاق الأكسجين في الجو وبذلك تكون قد ساعدت على حماية البيئة.

من ناحية أخرى فإن الطلب على أكياس الورق مثلاً في الولايات المتحدة يستهلك 14 مليون شجرة سنوياً، وصنع الورق يلوث المياه والهواء والتربة أكثر مما هو الحال أثنـاء إنتاج الأكياس البلاستيكية وبما أن أكياس الورق أثقل لذا تستهلك مزيداً من الوقود أثناء النقل على الرغم من أنها تتحلل طبيعياً ويمكن إعادة تدويرها.

عبد السلام مصطفى الشويات

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *