تهتم نظرية الذات على توجه الذات توجيها صحيحاً ليكون جديراً بالاحترام / pixabay

نظرية الذات لكارل روجرز في الإرشاد التربوي

• مفاهيم أساسية لنظرية الذات
• تعريف الذات
• وظيفة الذات
• الاضطراب النفسي
• خطوات الإرشاد النفسي عند روجرز
• دور المرشد في العلاقة الإرشادية
• أهداف استخدام النظرية في الإرشاد المدرسي
• مزايا هذه النظرية
• العيوب التي وجهت لهذه النظرية
• تطبيق تربوي على النظرية

تقوم فلسفة نظرية الذات على الإيمان بأهمية الفرد مهما كانت مشكلاته؛ فلديه عناصر طيبة تساعده على حل مشكلاته، وتقرير مصيره بنفسه. فان الفلسفة الأساسية هنا للمرشد هي احترام الفرد وأهليته والعمل على توجه الذات توجيها صحيحاً ليكون جديراً بالاحترام.

إن مؤسس نظرية الذات السيكولوجي المعاصر كارل روجرز، حيث اعتبرت نظريته هذه من النظريات المهمة في الإرشاد والعلاج النفسي، وقد اعتبرت من النظريات المتمركزة حول المسترشد.
وقد سميت هذه النظرية بأسماء عديدة؛ مثل : النظرية اللا مباشرة، النظرية الشخصية.

والذي جعل روجرز يتوجه إلى هذه النظرية هو عدم اقتناعه بعلم الطب النفسي لعدم اعتبار ما يجول في نفس المسترشد من أفكار وشعور. ( صالح، 1985، ص : 180 )

مفاهيم أساسية لنظرية الذات

وتستند نظرية روجرز في الشخصية إلى المفاهيم الأساسية التالية :-

أولا : الإنسان : –
1. كل منظم يتصرف بشكل كلي في المجال الظاهري بدافع تحقيق الذات والسلوك الهادف لتحقيق النمو والتحرر من مقومات تطوره.
2. وان الإنسان خير في جوهره ولا حاجة للسيطرة عليه والتحكم به.

ثانيا : الذات : –
1. مدركات وقيم تنشا من تفاعل الفرد مع البيئة.
2. والذات تحافظ على سلوك المسترشد.
3. والذات في حالة نمو وتغير نتيجة التفاعل المستمر مع المجال الظاهري والفرد لديه أكثر من ذات : الواقعية، المثالية، الخاصة.

ثالثا : المجال الظاهري : –
الواقع المحيط بالفرد والذي يدرك أهميته؛ لان الفرد يختار استجابته على أساس ما يدركه، لا على أساس الواقع.
وقد عرفت هذه النظرية بالنظرية المتمركزة حول الشخص. ولذا وضع روجرز مبادئ أساسية تستند عليها النظرية في الشخصية :-

1. يعيش الفرد في عالم متغير من الخبرات. فلكل فرد حقائقه الخاصة التي قد تختلف عن حقائق غيره.
2. ما يمتلك الفرد من حقائق، يمثل العالم المدرك بالنسبة إليه، وأفضل طريقة لفهم الفرد هي الوصول إلى طريقته في إدراك العالم، أو ما يسميه روجرز بالإطار المرجعي الداخلي للفرد.
3. ينمو فهم الذات نتيجة لتفاعل الفرد مع البيئة وخاصة في تعامله مع الآخرين. والذات هي كل منظم يعبر عنه الشخص باستخدام ضمائر المتكلم.
4. ما يمر به الفرد من خبرات يمكن أن يعامل كما يلي :-
‌أ- ترمز الخبرات وتدرك وتنظم في علاقة مع الذات.
‌ب- يتم تجاهلها باعتبار أن لا علاقة مدركة بينها وبين الذات.
‌ج- تشوه أو ترمز على نحو خاطئ؛ لأنها تتعارض مع مفهوم الذات.
5. يؤدي إنكار الخبرات، أو تشويهها إلى عدم التكيف.
6. في غياب التهديد للذات، فان الخبرات غير المتفقة مع مفهوم الذات يمكن أن تدرك، وتفحص، ويتم ترميزها.
7. كلما إدراك الفرد، وتقبل في بناء الذات لديه خبرات أكثر ازداد مفهوم الذات لديه غنى وأصبح اقدر على إدراك الخبرات بدون تشويه.

إلا أن صالح ( 1985 ) أشار إلى المبادئ الأساسية لهذه النظرية :-
1) إن الإنسان في حالة خبرة وتفكير مستمران.
2) إن حياة الإنسان متمثلة في الحاضر وليس في الماضي.
3) إن العلاقة مع الآخرين من الأساسيات.
4) إن الإنسان يسعى للتطور والنمو.
( صالح، 1985، ص : 181 )

تعريف الذات :-

هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات. يبلوره الفرد. ويعتبره تعريفا نفسياً لذاته، ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية أو الخارجية. وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس إجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو \” مفهوم الذات المدرك \” ، والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد إن الآخرين في المجتمع يتصورنها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين \” مفهوم الذات الاجتماعي \” والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون \” مفهوم الذات المثالي \”.( زهران، 1982، ص : 83 )

أما صالح ( 1985 ) عرف الذات على أنها :-
الصورة التي يعرف الإنسان نفسه بها.
هي الإطار الذي يستطيع الإنسان أن يطبع نفسه فيه بحيث يكون ملما بما في نفسه، وهذه المعلومات التي يتوصل إليها الإنسان عن نفسه، تعتبر أشياء تعلما عن نفسه، لهذا السبب استطاع أن يصور نفسه بأسلوب يستطيع من خلاله معرفة الكثير عن حقيقته. ( صالح، 1985، ص : 183 )

ولكلمة الذات كما تستعمل في علم النفس معنيان متمايزان. فهي تعرف من ناحية باتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه، ومن ناحية أخرى تعتبر مجموعة من العمليات النفسية التي تحكم السلوك والتوافق. ويمكن أن نطلق على المعنى الأول، الذات كموضوع Self-as-object حيث أنه يعين اتجاهات الشخص ومشاعره ومدركاته وتقييمه لنفسه كموضوع. وبهذا المعنى تكون الذات فكرة الشخص عن نفسه. ويمكن أن نطلق على المعنى الثاني، الذات كعملية Self-as-process ؛ فالذات هي فاعل بمعنى أنها تتكون من مجموعة نشيطة من العمليات كالتفكير والتذكر والإدراك.

وظيفة الذات :-

ووظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي يوجد الفرد في وسطه. ولذا فانه ينظم ويحدد السلوك. وينمو تكوينياً كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات، وبرغم من انه ثابت تقريبا إلا انه يمكن تعديله تحت ظروف معينة. ( زهران، 1982، ص : 82 )

ملاحظات هامة على الذات :-

1. إن مفهوم الذات أهم من الذات الحقيقية في تقرير السلوك.
2. إن كل جشطالت يتأثر بالوراثة والبيئة الجغرافية والمادية والاجتماعية والسلوكية ويتأثر بالآخرين المهمين بحياة الفرد، ويتأثر بالنضج والتعلم، ويتأثر بالحاجات، ويتأثر بالموجهات.
3. إن الفرد يسعى دائما لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته وهو محتاج إلى مفهوم موجب للذات، وان مفهوم الذات مفهوم شعوري يعيه الفرد، بينما قد تشتمل الذات عناصر لا شعورية لا يعيها الفرد.

الاضطراب النفسي :-

وان الاضطراب النفسي ينتج عندما يفشل في استيعاب، وتنظيم الخبرات الحسية العقلية التي يمر بها، إضافة إلى الفشل في تنمية المفهوم الواقعي للذات، ووضع الخطط التي تتلاءم معه؛ لذا أفضل طريقة برأي روجرز، هي لتغيير السلوك هي تنمية مفهوم ذات واقعي موجب، حيث بينت الدراسات إن مفهوم الذات يكون مشوها بعيدا عن الواقع لدى المرضى عقلياً. ( جامعة القدس المفتوحة، 2000، ص : 366 )

إن من أهم أسباب الاضطراب النفسي هو الإحباط حيث انه يعوق مفهوم الذات، ويهدد إشباع الحاجات الأساسية للفرد. كما إن انضمام خبرة جديدة لديه ولا تتوافق مع الخبرات السابقة لديه تجعله في حالة اضطراب نفسي. الزيود، 1998، ص : 178 )

الاهتمام بالخبرة :-

إن الخبرات التي تتفق مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية تؤدي إلى الراحة والخلو من التوتر والى التوافق النفسي. والخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذات والتي تتعارض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة. وعندما تدرك الخبرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق. ( زهران، 1982، ص : 84 )

الفرد :-
الفرد قد يرمز أو يتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو لا شعورية.

السلوك :-
هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري كما يدركه.

ويعتقد معظم الباحثين أن الإرشاد النفسي يتضمن موقفا خاصا بين المرشد والمسترشد يضع فيه المسترشد مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة، بحيث تؤدي عملية الإرشاد إلى فهم واقعي للذات والى زيادة التطابق بين مفهوم الذات المدرك ومفهوم الذات المثالي الذي يعني تقبل الذات وتقبل الآخرين والتوافق النفسي والصحة النفسية. وتؤكد معظم الدراسات والبحوث العلاقة والارتباط القوي بين مفهوم الذات والتوافق النفسي وان سوء التوافق عن إدراك تهديد الذات أو إدراك تهديد في المجال الظاهري احدهما أو كلاهما وان الأفراد ذوي مفهوم الذات الموجب يكونون أحسن توافقا من الأفراد ذوي مفهوم الذات السالب. ( زهران، 1982، ص : 88 )

وأن هذه النظرية من النظريات التي كان حولها عدة أراء لانتشارها، ومن هذه الآراء : –

1. أنها تجذب المعالجين المستجدين لسهولتها.
2. تتناسب مع الأسلوب الديمقراطي في إعطاء الحرية للعميل.
3. بداية العلاج تكون أسرع في إعطاء النتائج عن تغير الشخص من التحليل النفسي.

إلا أن هاربر قال أن سبب انتشار هذه النظرية هو :-
1. إن النظرية الذاتية تعتبر نظرية تفاؤلية لأنها دائما تحرص على التعبير البناء والمفيد.
2. إن النظرية الذاتية تحرص دائما على تغيير الشخصية بصورة أسرع من تغيرها في نظرية الطب العقلي.
3. التقدير الجيد الذي تملكه هذه النظرية وممثليها وذلك لكثرة الأبحاث التي أجريت في نطاقها.
4. طريقة استعمالها تعتبر سهلة إذا ما قورنت بالنظريات الأخرى.

خطوات الإرشاد النفسي عند روجرز :-

1. الاستكشاف والاستطلاع : أي تعرف مصادر قلق المسترشد وتوتره، وتحديد الجوانب السلبية والايجابية في شخصية المسترشد؛ كي يفهم شخصيته ويستغل الجوانب الايجابية منها لتحقيق أهدافه.
2. توضيح وتحقيق القيم : يساعد المرشد المسترشد في زيادة فهمه وإدراكه لقيمه الحقيقية بهدف تعرف التناقض فيما بينها، والكشف عن أسباب التوتر الناجم من اختلاف قيمه عن الواقع. هنا يقوم المرشد بتوضيح الفرق بين القيم، والآمال، والقيم الحقيقية، والقيم الزائفة.
3. المكافأة وتعزيز الاستجابات : يوضح المرشد مدى التقدم أو التغير الايجابي ويقويه لدى المسترشد كخطوة أولية للتغلب على مشكلاته الانفعالية.
( جامعة القدس المفتوحة، 2000، ص : 367 )

العلاقة الإرشادية :-

وافترض روجرز ثلاثة شروط من اجل بناء العلاقة الإرشادية :-

1. الصدق والأصالة من جانب المرشد، : المرشد لا يزيف الحقائق ويقدم الصور الصادقة عن نفسه.
2. الاعتبار الايجابي غي المشروط : المرشد يحترم المسترشد ويعطيه قيمته كانسان.
3. الفهم المتعاطف : الإصغاء جيدا من قبل المرشد للمسترشد وينتبه للتعبيرات اللفظية المستخدمة وما مفهومه عن بعض المفردات مثل الخبرات.
( جامعة القدس المفتوحة، 1998، ص : 243 )

يقول الزيود ( 1998 ) أن العلاقة الإرشادية تقوم بين المرشد والمسترشد من وجهة نظر روجرز على ما يلي :-
1. الفهم الموضوعي للعميل من خلال وجهة نظره وبالطريقة التي ينظر فيها إلى نفسه والى العالم.
2. تقبل المسترشد بغض النظر عن السلوك الذي يبديه.

دور المرشد في العلاقة الإرشادية :-

المرحلة الأولى : تكون مهمة المرشد تنحصر في خلق جو من المودة والتعاون والتقبل والتوضيح.
المرحلة الثانية : وظيفة المرشد هي عكس مشاعر المسترشد وتجنب التهديد.
المرحلة الثالثة : توفير مدى واسع من أنواع السلوك لتوضيح الاتجاهات الأساسية لذلك يقوم المرشد بإتباع مجموعة من المعطيات لتكوين صورة عن المسترشد وذلك كي يدرك المشكلة كما يراها المسترشد. ( الزيود، 1998، ص : 198 )

ومن هنا نرى أن دور المرشد لا يقوم بإعطاء وسيلة العلاج ولا يقترح على المسترشد ما يجب عمله لذلك فان دوره هو فقط حول عالم المسترشد دون الدخول فيه. لذلك يجب أن يكون التعاطف موضوعيا وبدون أي تدخل كما يعكس مشاعر المسترشد ومدى فهمه واستيعابه لما يقوله ويشعر به.

الجوانب الأساسية للعلاقة الإرشادية :-

1. التقبل : يجب أن يتقبل المرشد المسترشد كما هو، كما يجب أن يكون المرشد متكاملا ومتماسكا ولا يوجد عنده تناقض.
2. التفهم : عندما المرشد يجعل نفسه في عالم المسترشد الخاص ويتفهمه يساعد المسترشد بالكشف عن أعماق ذاته، وما يطويه بداخله.
3. الاستماع : إن الاستماع عند المرشد أهم بكثير من الكلام، لان هذا يكشف للمرشد عن مكنونات المسترشد من خلال الألفاظ التي يتلفظ بها أو الحالة التي يكون بها.
4. التعاطف : إن التعاطف أساس العلاقة الإرشادية لهذه النظرية برأي روجرز .
5. الاحترام الايجابي الدافئ غير المشروط : وهي تقبل المسترشد كما هو لتساعده بالشعور بالألفة والحرية بالتعامل مما يؤدي إلى فتح الذات في الجلسة الإرشادية.
6. الزيف ( عدم الحقيقة ) : وطريقة تعامل المرشد بالوضوح يؤدي المسترشد إلى الوضوح والتلقائية في التعبير.
7. الاحترام : من الأمور المهمة في العلاقة الإرشادية احترام المرشد للعميل، مما يساعد المسترشد إلى الوصول إلى ذاته وتقييمها.
8. الفورية : يجب على المرشد الانتباه إن الجلسة الإرشادية ليست لحل أو عرض مشاكله، فينفعل خلال الحديث ويعرض شعوره التي يتوالد نتيجة حديث المسترشد.
9. الواقعية : على المرشد توصيل المسترشد إلى التفكير الواقعي.
10. المواجهة : أن يعلم المرشد بأفكار وسلوكيات وبيئة المسترشد كما يراه المسترشد وينقله له، بالإضافة إلى ترك الفرصة للعميل باستخدام الألفاظ التي تروقه.

الحواجز التي تعيق المعالجة الفعالة :-

1. نقص الانتباه: انشغال المرشد بأمور أخرى بعيدة عن الاهتمام بالمسترشد.
2. التقليل من العاطفة: يجب على المرشد أن يعطي العاطفة ويمنحها للمسترشد بطريقة معقولة لا زيادة فيها أو نقصان.
3. عدم تقديم الذات: من الأفضل على المرشد أن يكشف ذاته للمسترشد ليساعد في بناء علاقة بينهما.
4. عدم منح الاحترام: من الأهمية بشعور المسترشد بالاحترام الايجابي غير المشرط.
( الزيود، 1998، ص : 204 )

أهداف استخدام النظرية في الإرشاد المدرسي:-

1. مساعدة الطالب لان يصبح أكثر نضجا وتحقيقا لذاته.
2. مساعدة الطالب على أن يتقدم بطريقة ايجابية بناءة.
3. مساعدة الطالب على النمو الاجتماعي.
( الزيود، 1998، ص : 205 )

وأضاف د. صالح ( 1985 ) عن أهداف الإرشاد لنظرية الذات :-
1. يستطيع المسترشد تقبل نفسه وذاته.
2. يصبح عنده ثقة بنفسه ويدير شؤونه بنفسه.
3. يقتنع بنفسه ويبتعد عن تقليد الآخرين.
4. يصبح أكثر مرونة وتعقلا بأفكاره.
5. يتبنى الأفكار التي تتماشى مع ميوله.
6. يصبح أكثر اتزانا وواقعية.
7. يعرف نفسه أكثر، فيتخلص من تتدخل الآخرين.
8. يتقبل الآخرين.
9. يستطيع تغيير مبادئه الأساسية وشخصيته بطريقة مفيدة.
( صالح، 1985، ص : 184 )

لم يكن الإرشاد منفصلا عن التعلم؛ حيث يحمل المرشد حصصا دراسية يقوم بتدريسها بالإضافة إلى عمله كمرشد، إلا أن انه في العصر الحديث تم الفصل بينهما، إلا أن تفكير روجرز والآخرين من قبله بأنها مكملة للعملية التعليمية في التدريس واكتشاف المبدعين، وشروط الإبداع عند روجرز والتي هي تعتبر شروط أساس نظريته :-
1. غياب التهديد للنفس.
2. الاقتراب للمشاعر الذاتية، وفهمها.
3. الانفتاح على خبرات الآخرين والثقة بأفكاره وتصرفاته.
4. تبادل العلاقات مع الآخرين مما يساعد على التوازن.
( الزيود، 1998، ص : 206 )

ومزايا هذه النظرية تتلخص فيما يلي :-

1. إن النظرية أدت إلى تكيف حسن وتحسين قدرة المسترشد على مواجهة مشكلات الخبرة والحياة اليومية.
2. أدت إلى تغيير عميق نحو الأفضل في شخصية المسترشد.
3. زادت التقدير الايجابي للمسترشد.
4. ممكن استعمال النظرية في جميع أنواع الاضطرابات النفسية.
5. إن النظرية أدت إلى ثروة من البحوث المستمرة.
6. إن المعالجة من خلال هذه النظرية تؤدي إلى المعالجة العميقة.
7. إن المعالجة الروجرية بسيطة وليس معقدة، مما أدى إلى نمو المشاعر عند المرشد والمسترشد.
( الزيود، 1998، ص : 208 )

أما العيوب التي وجهت لهذه النظرية :-

1. يرى سيندر أن تطبيق هذه النظرية بطيء وأحيانا غير مجدي مع كبيري العمر، ومنخفضي الذكاء، واضطراب الكلام.
2. يرى ثورن أن هذا الاتجاه يؤدي إلى النمطية.
3. وكان انتقاد دولارد وميللر أنهما اعتبراها نظرية تعلم لأنها تتحدث عن النضج النفسي.
4. إن النظرية تؤكد بشدة على شروط العلاج وهي الإحالة والاعتبار الايجابي والتعاطف وإذا تغيب احدهما فان التغير للشخصية لن يحدث.
( الزيود، 1998، ص : 209 )

تطبيق تربوي على النظرية

يمكن للمرشد الطلابي إتباع الإجراءات التالية :-
1. اعتبار المسترشد كفرد وليس مشكلة ليحاول المرشد الطلابي فهم اتجاهاته وأثره على مشكلته من خلال ترك المسترشد يعبر عن مشكلته بحرية حتى يتحرر من التوتر الانفعالي الداخلي .
2. المراحل التي يسلكها المشكل في ضوء هذه النظرية تتمثل في الأتي : –
مرحلة الاستطلاع والاستكشاف : يمكن التعرف على الصعوبات التي تعبق المسترشد وتسبب له القلق والضيق والتعرف على جوانب القوة لديه لتقويمها والجوانب السلبية من خلال الجلسات الإرشادية ومقابلة ولي أمره أو إخوته ومدرسيه وأصدقائه وأقاربه وتهدف هذه المرحلة إلى مساعدة المسترشد على فهم شخصيته واستغلال الجوانب الإيجابية منها في تحقيق أهدافه كما يريد .


مرحلة التوضيح وتحقيق القيم : وفي هذه المرحلة يزيد وعي المسترشد ويزيد فهمه وإدراكه للقيم الحقيقية التي لها مكانه لديه من خلال الأسئلة التي يوجهها المرشد والتي يمكن معها إزالة التوتر الموجود لدى المسترشد.
المكافأة وتعزيز الاستجابات : تعتمد على توضيح المرشد لمدى التقدم لدى المسترشد في الاتجاه الإيجابي وتأكيده للمسترشد بأن ذلك يمثل خطوة أولية في التغلب على الاضطرابات الانفعالية .

المراجع

1. جامعة القدس المفتوحة. 1998. الارشاد والتوجيه في مراحل العمر. حقوق النشر جامعة القدس المفتوحة. القدس: فلسطين.
2. جامعة القدس المفتوحة. 1999. الصحة والرعاية النفسية. حقوق النشر جامعة القدس المفتوحة. القدس: فلسطين.
3. زهران، حامد عبد السلام. 1982. التوجيه والإرشاد النفسي. عالم الكتب. القارة، مصر.
4. الزيود، نادر فهمي. 1998. نظريات الإرشاد والعلاج النفسي. ط1. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عمان، الأردن.
5. صالح، محمود عبد الله. 1985. أساسيات في الإرشاد التربوي. دار المريخ للنشر. الرياض، السعودية

إعداد / سلوى شرف

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *